ربط المعني الشامل لمفهوم المعجزة
اكترثت الحياة بغيبيات الواقع والزيف وأصبحت تتنهد من شدة الخلافات والمشاحنات دون سابق معرفة لذات المشكلة وإن وضعت نظريات في فهم المعطيات وإن كانت أيسر الطرق, وعند فك رموز شمولية المعجزات نجد أنها معتمده علي النظرات وليست بنظريات, فالنظرة هي مدرك البصر ومنها تتضح مرمي الرؤية دون النزوح في تفاصيلها فهي كالغيبيات يمنع فيها الجدال ولكن الإعتلاء من شأنها.
وإن تطرقنا إلي حيز المعجزات فإنه يتسني لنا معرفة ماهية المعجزة؟؟!!
مفهوم المعجزة:
المعجزة كلمة غير منتهية المعني, لايوجد لها معني ذاتي عند التأمل والتدبر ومايراد بها إنما معني نسبي مجرد.
فالمعجزة فيها تواضع عليه إصطلاح الناس فهو كل أمر خارج علي المألوف والعادة, فكل ماهو مألوف يتطور بتطور الأزمنة والعصور, ويختلف بإختلاف الثقافات والمدارك الحيثية والعلوم المتنوعة.
فرب أمر كان قبل فترة من الزمن معجزة فانقلب اليوم إلي شيء معروف ومألوف, ورب مألوف في بيئة متمدنة مثقفة ينقلب معجزة بين إناس بدئيين غير مثقفيين.
فالكواكب معجزة, حركة الأفلاك معجزة, قانون الجاذبية معجزة, المجموعة العصبية في الإنسان معجزة, الدورة الدموية وجريانها بالجسم البشري فيه معجزة, الروح التي فيه معجزة والإنسان نفسه معجزة.
غير إن الإنسان ينسي من طول الألف وإستمرار العادة, ويحسب جهلا منه وغرورا أن المعجزة هي التي تفاجيء ما الفه واعتاده فقط!!...وهذا جهل عجيب يعتب عليه الإنسان مهما ترقي في مدارج المدنية والعلم.
الرسول(ص) والمعجزات بين القيل والقال:
يولع بعض الباحثين بالمبالغة في تصوير حياة النبي(ص) علي إنها حياة بشرية عادية النظير, وذلك من خلال الإطناب في بيان أن حياته(ص), لم تكن معقدة وراء الخوارق والمعجزات, بل كان منكرا لها غير مكترث بها ولا ملتفت إلي المطالبين بها, وإنه كان يؤكد دائما إن المعجزات والخوارق ليست من شأنه وليس له إليها سبيل.
ويكثرون في هذا من الإستشهاد بمثل قوله تعالي(قل إنما الايات عند الله ) بحيث يخيل لنا جميعا بأن سيرة الحبيب(ص) كانت بعيدة البعد عن المعجزات والآيات التي يؤيد الله بها في العادة انبياءه الصادقين.
وإذا أمعنا في منبع هذه النظرية عن رسول الله(ص), نجد أنها في الأصل فكرة بعض المستشرقين والباحثين الأجانب من أمثال جوستاف لوبون, أوجست كونت, جولد زيهر,... وغيرهم الكثيرين. وأساس هذه النظرية عندهم وسببها, هو عدم الإيمان بخالق المعجزات والعياذ بالله...
ثم تلقف هذه النظرية منهم, أناس من المسلمين, كان من سوء حظ العالم الإسلامي, فقد جندو كل مساعيهم وعلومهم للتبشير بأفكار اولئك الأجانب دون أي سبب سوي الإفتتان بزخرف خداعهم وانخطاف بريق أبصارهم بمظهر النهضة العلمية التي هبت في أنحاء في العالم ونخص من ذلك أوربا. وكان من هؤلاء المسلمين الشيخ محمد عبده, ومحمد فريد وجدي, وحسين هيكل.
فقد وجدوا محترف التشكيك وأرباب الغزو الفكري في هذا الذي يقوله بعض من المسلمين مايفتح لهم افاقا جديدة لتاكيد تشكيك المسلمين بدينهم وغرس المباديء والأفكار الغاشمه في عقولهم, فأخذوا يروجون صفات عديدة لسيد الخلق(ص) كالبطولة والعبقرية في عبارات من الإطراء والتقدير وفي نفس الوقت فهم يبالغون في تصوير حياته العامه ولكن بعيدة كل البعد عن كل ما لا يدركه العقل من معجزات وظواهر خارقه والتي وإن ظن البعض صحتها فإنهم يسمونه بالميتولوجيا(الأساطير), كي يتم لهم إنشاء صورة جديدة للرسول(ص) في أذهان الكثيرين مع مرور الزمن, قد تكون محمد(البطل), أو تكون صورة محمد(العبقري) ولكنها لا ينبغي أن تكون علي أي حال من الأحوال صورة محمد(النبي المرسل) اذ يجب أن تكون جميع حقائق النبوة بما يستلزمها من وحي وغيبيات وظواهر ومعجزات قد قذف بها- بهدف الترويج لألقاب البطولة والعبقرية.
ولكن ما هو موقع هذا التخيل من حقيقة الشأن المحمدي, إذا ما حاولنا إستنباط الحقيقة في ضوء بحثي منطقي مستدلا بمعجزات الحبيب صلوات الله عليه ولصدق تسليما:
النبــــــــــــــــــــوة
وهي المعني الأول من المعاني الغيبية التي لا تخضع لمقاييسنا المحسوسة وإذا فان معني المعجزة الخارقة قائم في أصل كيانه عليه صلوات الله النبي الكريم.
فإختياره(ص) بأن يكون خاتم الانبياء ماهو إلا دليل واضح علي علو مكانته(ص) بأن يكون المسئول في غلق دائرة الرسالة السماوية لخليقة الله عزوجل.
القـــــران الكريــــم
هو كلام رب العالمين أنزله الله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور: (هو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور).
فلقد لعب حبيبنا الرسول(ص) دور الوسيط في نشر هذا الكلام المبارك بين جموع الجمع والذي تدرج مفاهيمه ومعانيه بين سائر البشر.
وهاهو العالم الانجليزي مولعا في حب رسول الله وهو مستر بورسورث سميث مؤلف كتاب محمد والإسلام يقول:
إن المعجزة الخالدة التي ادعاها هي القرآن- والحقيقة أنها لكذلك- وإذا قدرنا ظروف العصر الذي عاش فيه وإحترام أتباعه له إحتراما لا حد له ووازناه بآباء الكنيسة أو بقديسي القرون الوسطى لتبين لنا أن أعظم مما هو معجز في محمدرسول الله(أنه لم يدع القدرة على الإتيان بالمعجزات, وما قال شيئا إلا فعله وشاهده منه في الحال أتباعه, ولم ينسب إليه الصحابة معجزات لم يأتها أو أنكر صدورها منه.
فأي برهان على إخلاصه أقطع من ذلك ؟...وقد كان محمد يدعي إلى آخر حياته كما ادعى من مبدأ أمره أنه رسول الله حقا, وإني أعتقد أن الفلسفة العالية والمسيحية الصادقة ستعترف له بذلك يوما من الأيام).
الإسراء والمعــراج
وهومن أهم الأحاديث الذي سنسوق المقال من خلاله, فلقد عاني رسول الله(ص) ألوانا كثيرة من الشدائد التي وجدها من كفار قريش, وكان اخرها ماعاناه لدي هجرته الي الطائف لتكون ضيافة الإسراج والمعراج تكريما من الله سبحانه وتعالي لنبيه الكريم(ص), تجديدا لعزيمته, ولبيان بأن من لاقاه(ص) من قومه ليس بسبب أن عزوجل قد تخلي عن مهامه الرسوليه بين الناس او أنه قد غضب منه(ص), وإنما هي سنة الله مع عباده المخلصين الصالحين وهي سنة الدعوة الإسلامية في كل عصر وزمان.
ويقصد بالإسراء الرحلة التي أكرم الله بها نبيه من المسجد الحرام بمكة المكرمة الي المسجد الأقصي بالقدس الشريف, أما المعراج فهو ما أعقب ذلك من العروج به الي طبقات السماوات العلا ثم الوصول به الي حد انقطعت عنده علوم الخلائق من ملائكة وإنس وجان, وحدث كل هذا في ليلة واحدة.
أما قصة الحدث فقد رواها البخاري ومسلم في صحيحهما.
فقد اختلف في ضبط تاريخ هذه المعجزة مابين العام العاشر من بعثته(ص) أو بعد ذلك. والذي رواه ابن سعد في طبقاته الكبري أنها كانت قبل الهجرة بثمانية عشر شهرا.
وفيه أن رسول الله(ص) اتي بالبراق, وهو دابة فوق حمار ودون البغل يضع حافره عند منتهي طرفه...
وفيه أنه دخل المسجد الاقصي فصلي ركعتين, ثم اتاه جبريل بإناء من خمر, وإناء من لبن, فاختار عليه الصلاة والسلام اللبن, فقال جبريل له(ص):إنك قد أخترت الفطرة...
وفيها أنه عرج به(ص)الي السماء الأولي فالسماء الثانية الي الثالثة...وهكذا حتي ذهب به الي سدرة المنتهي وأوحي الله اليه عندئذ ما أوحي...
وفيها فرضت الصلوات الخمس علي المسلمين, وهي في أصلها خمسون صلاة في اليوم والليلة.
لكن ماهو المعني الموجود في الإسراء(ص) الي بيت المقدس؟
إن في الإقتران الزمني بين إسرائه عليه الصلاو والسلام الي بيت المقدس والعروج به الي السموات السبع, لدلالة باهرة علي مدي ما لهذا البيت من مكانة وقدسية عزيزة عند الله تعالي.
إنشقـــــــــاق القمر
وهذه المعجزة إحدى علامات الساعة التي حدثت، ففي الحديث الصحيح(خمس قد مضين الدخان والقمر والروم والبطشة واللزام) متفق عليه. واللزام: القحط، وقيل التصاق القتلى بعضهم ببعض يوم بدر، والبطشة: القتل الذي وقع يوم بدر.
ففي الحديث:(أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حراء بينهما) متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال:(إنشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرقتين، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اشهدوا) متفق عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: لقد رأيت جبل حراء من بين فلقتي القمر.
وتأتي هذه المعجزة علي غرار تثبيت الدعوة الإسلامية وعدم قلب الأمور خصوصا بأن البعض يلجأ الي اساليب التعجيز لفهم وإستيعاب العقائد.
نبع الماء من بين اصابعه الشريفة
فقد شهد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله رضي الله عنهما على ما حدث يوم الحديبية، فقال:(عطش الناس يوم الحديبية والنبي - صلى الله عليه وسلم - بين يديه ركوة- إناء من جلد-، فتوضأ، فجهش-يعني: أسرع- الناس نحوه، فقال:(ما لكم ؟) قالوا: ليس عندنا ماء نتوضأ ولا نشرب إلا ما بين يديك، فوضع يده في الركوة، فجعل الماء يثور بين أصابعه كأمثال العيون، فشربنا، وتوضأنا) ولما سئل جابر رضي الله عنه عن عددهم في ذلك اليوم قال:( لو كنا مائة ألف لكفانا، كنا خمس عشرة مائة) متفق عليه.
فبتوافد الجموع حلت بركة نبينا الكريم من حيث لا تدري, فسبحان الله العلي العظيم الذي صور لنبيه(ص) فيقول في كتابه العزيز((وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون)) صدق الله العظيم.
نزول المطر بدعائه(ص)
لقد أمحلت البلاد و أصابها قحط شديد فدخل رجل المسجد و رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم على المنبر يخطب فاستقبل الرجل النبي صلى الله عليه وسلم وقال: يا رسول الله هلكت الأموال و انقطعت السبل فادع الله لنا يغيثنا، فرفع الرسول صلى الله عليه وسلم يديه فقال:(اللهم اسقنا اللهم اسقنا اللهم اسقنا) قال أنس: والله ما في السماء من سحاب ولا قرعة و لا شيء وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت والله ما رأينا الشمس ستا ثم دخل الرجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبله الرجل وقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم هلكت الأموال وانقطعت السبل ادع الله يمسكها فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه فقال:(اللهم حوالبنا ولا علينا اللهم على الآكام والجبال ومنابت الشجر) قال أنس: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس.
وقد تكررت تلك المعجزة عدة مرات.
وهنا تكريم واضح لرسول الله(ص) وأهله وكل المسلمين مؤكدا بذلك فضل مناجاة الخالق والصبر علي عطاء المولي عزوجل والتي قد تمثلت هنا في الحبيب محمد بن عبد الله صلوات الله عليه.
تسبيح الحصي في يديه الشريفتين عليه الصلاة والسلام
روى الحافظ أبو بكر البيهقي رحمه الله تعالى عن سويد بن يزيد السلمي قال: سمعت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه يقول: لا اذكر عثمان إلا بخير بعد شيء رأيته، وبين ذلك الخبر الذي رآه فقال: كنت رجلاً اتبع خلوات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته يوما جالسا وحده فاغتنمت خلوته فجئت حتى جلست إليه، فجاء أبو بكر فسلم عليه ثم جلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء عمر فسلم و جلس عن يمين أبي بكر، ثم جاء عثمان فسلم ثم جلس عن يمين عمر، وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع حصيات فأخذهن في كفه فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل ثم وضعهن فخرسن أي(سكتن)، ثم أخذهن فوضعهن في كف أبي بكر فسبحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن، ثم تناولهن فوضعهن في يد عمر فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن ثم تناولهن فوضعهن في يد عثمان فسبّحن حتى سمعت لهن حنينًا كحنين النخل، ثم وضعهن فخرسن. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(هذه خلافة النبوّة).
فهذه المعجزة ذات شطرين الأول تسبيح الحصى في أيدي الراشدين والثاني الخلافة فعلاً قد انحصرت في الصديق والفاروق وذي النورين، ثم اضطربت.
هنا تظهر لنا نتيجة الأخذ بالأسباب في إتخاذ حسن الجوار والتي تمثلت في الخلفاء الأربعة فيأتي هذه الحدث لبيان نسب الشيء لصاحبه وحتمية القرارات خاصة المدروسه منها والتي هي في عين الإعتبار والبعد عن المناقشات والجدالات التي ولابد أن تكون في طي النسيان تماما, فاختيارهم كخلفاء له(ص) ماهو الا إختبار لصدق الإيمان وروعة التمسك بعقيدة الإسلام والتي اتضحت إبان عصر الخلافة الإسلامية عصر أبوبكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم جميعا.
الطعام القليل يشبع الكثير
روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه قوله: قال أبو طلحة لأم سليم: لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضعيفاً أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم فأخرجت أقراصاً من شعير ثم أخرجت خماراً لها فلفت الخبز ببعضه، ثم دسته تحت يدي ولاثتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فذهبت به فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد و معه الناس فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسلك أبو طلحة.؟ فقلت: نعم قال: بطعام؟ قلت: نعم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة: يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وليس عندنا ما نطعمهم فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هلم يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة فآدمته ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال: ائذن لعشرة فأكل القوم كلهم والقوم سبعون أو ثمانون رجلاً.
أليست هذه من أعظم المعجزات؟؟!! بل و ربي إنها لمن أعظم المعجزات إن أقراصا عدة حملها غلام تحت ابطه يطعم منها ثمانون رجلا ويشبع كل واحد منهم شبعا لا مزيد عليه إن لم تكن هذه معجزة فما هي المعجزات في نظر البعض؟؟!!
كثرة الطعـــــــــــــــــــــام
إن معجزة كثرة الطعام والشراب قد تكررت فبلغت عشرات المرات وفي ظروف مختلفة و مناسبات عديدة فقد قال أبو هريرة رضي الله عنه: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها(وهي غزوة تبوك) فأرمل فيها المسلمون و احتاجوا إلى الطعام فاستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نحر إبلهم تحملهم و تبلغهم علوهم ينحرونها؟ ادع يا رسول الله بغبرات الزاد فادع الله فيها بالبركة، قال:(جل)، فدعا بغبرات الزاد فجاء الناس بما بقي معهم فجمعت ثم دعا الله فيها بالبركة و دعاهم بأوعيتهم فملأوها و بقي الكثير. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك: أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أني عبدالله ورسوله ومن لقي الله عزوجل بها غير شاك دخل الجنة.
شهــــــــــــــادة الذئب
فقد روى أحمد رحمه الله تعالى في مسنده عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبها الراعي فانتزعها منه، فأقعى الذئب على ذنبه فقال: ألا تتقي الله، تنزع مني رزقًا ساقه الله إليّ؟! فقال: يا عجبي ذئب يكلمني كلام الإنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟ محمد بشر يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال: فاقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره. فأمر النبي صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج فقال للراعي:(اخبرهم) فاخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(صدق والذي نفس محمد بيده لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس، ويكلم الرجل عذبة سوطه، وشراك نعله، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده).
فشهادة الذئب قائمة علي مدي فعالية الدعوة وتثبيتها علي بنيه تحتيه أساسها النظر في دروس وعبر السابقين قد اختصها ربنا جل وعلا في رسوله(ص) ليكون حلقة الوصل الرابطة بين تاريخ الأسلاف وعصر الاجيال.
خروج الجن بإذن النبي(ص)
فقد قال أحمد رحمه الله تعالى وساق سنده إلى ابن عباس رضي الله عنه قال: إن امرأة جاءت بولدها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن به لمما، وإنه يأخذه عند طعامنا فيفسد علينا طعامنا، قال: فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره ودعا له فثعّ ثعّة فخرج منه مثل الجرو الأسود يسعى.
فسبحان الله العظيم الذي بلغ رسوله الكريم ونحن علي ذلك من الشاهدين.
شفاء الضرير بدعائه صلى الله عليه وسلم
فقد روى أحمد بسنده عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضريراً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ادع الله أن يعافيني فقال:(إن شيء أخرت ذلك فهو أفضل لآخرتك، وان شيء دعوت لك) قال: لا، بل ادع الله لي، قال: فأمره أن يتوضأ ويصلي ركعتين، وأن يدعو بهذا الدعاء:(اللهم إني أسألك وأتـوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك في حاجتي هذه فتقضى، اللهم شفعه في) ففعل الرجل فبرأ.
فبحكمة بالغة نفخ الله عزوجل صدق دلالة رسالة نبيه(ص) وإئتلاف معانيه للناس جميعا .
فيضان الماء (بئر الحديبية)
ومن معجزاته صلى الله عليه وسلم أنه لما كان بالحديبية هو وأصحابه في السنة السادسة من الهجرة وكان الحديبية بئر ماء فنزحها أصحابه بالسقي منها حتى لم يبق فيها ما يملأ كأس ماء وكانوا ألفاً وأربعمائة رجل، وخافوا العطش فشكوا ذلك إليه النبي صلوات الله عليه وأزكي التسليم فجاء فجلس على حافة البئر فدعا بماء فجيء به إليه فتمضمض منه، ومج ما تمضمض به في البئر فما هي إلا لحظات، وإذا البئر فيها الماء فأخذوا يسقون فسقوا, وهم كما تقدم ألف وأربعمائة رجل وهم أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم وأنزل فيهم قوله تعالى في سورة الفتح:(لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثبتهم فتحاً قريباً).
ففيضان الماء من بئر جافة لا رشفة ماء بها حتى سقي منها أهل معسكر بكامله لم يكن إلا آية نبوية صادقة تنطق قائلة: أن صدقوا محمداً فيما جاءكم به ودعاكم إليه فإنه رسول الله إليكم حقاًّ وصدقاً.
حنين الجذع شوقا لرسول الله(ص)
فقد روى أحمد رحمه الله عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب إلى جذع نخلة فقالت امرأة من الأنصار وكان لها غلام نجار: يا رسول الله إن لي غلاماً نجارًا أفآمره أن يتخذ لك منبرًا تخطب عليه ؟ قال:(بلى)، فاتخذ له منبرًا فلما كان يوم الجمعة خطب صلى الله عليه وسلم على المنبر فأن الجذع الذي كان يقوم عليه كما يئن الصبي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(إن هذا بكى لما فقد من الذكر). وفي رواية البخاري فصاحت النخلة(جذع النخلة) صياح الصبي، ثم نزل صلى الله عليه وسلم فضمه إليه يئن أنين الصبي الذي يسكن، قال:(كانت تبكي النخلة) على ما كانت تسمع من الذكر عندها.
فياشوقاه !!لملقاة الحبيب صلي الله عليه وسلم.
فلحنين الجذع وشوقه علي سماع الذكرلفراق الحبيب(ص) لاية عظيمة علي صدق دعوته علية الصلاة والسلام بدليل حيرة العلماء والمفكرين علي الخوض بالحديث مع الجمود فسبحان الله العظيم.
سلام الحجر لحضرة نبينا الحبيب
فقد روى مسلم وأحمد بسنده عن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إني لأعرف حجراً بمكة كان يسلّم عليّ قبل أن أبعث، إني لأعرفه الآن).
وهذه احدي المعجزات التي باتت وستظل آية عظيمة لنبي عظيم صلي الله عليه وسلم.
وقار الوحش اليه(ص)
فقد روى أحمد بسنده عن مجاهد قال: قالت عائشة رضي الله عنها: كان لآل رسول الله صلى الله عليه وسلم وحش فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لعب واشتدّ وأقبل وأدبر، فإذا أحس برسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل ربض فلم يتحرك ما دام رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت كراهية أن يؤذيه بحركاته. فكون الحيوان الوحشي يسكن فلا يتحرك مدة ما هو صلى الله عليه وسلم في البيت، وإذا خرج لعب فأقبل وأدبر كعادة الحيوان.
في ذلك آية من آيات النبوة المحمدية ومعجزة؛ إذ مثل هذا لا يقع لغير النبي صلى الله عليه وسلم.
سجود البعير لخير خلق الله(ص)
روى النسائي وأحمد بسندهما عن أنس بن مالك رضي الله عنه: كان أهل بيت من الأنصار لهم جمل يسنون عليه، وإنه استصعب عليهم فمنعهم ظهره، وأن الأنصار جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إنه كان لنا حمل نسني عليه، وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره وقد عطش الزرع والنخل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه:(قوموا) فقاموا فدخل الحائط. والجمل في ناحية، فمشى النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، فقال الأنصار: إنه صار مثل الكلب، وإنا نخاف عليك صولته، فقال:(ليس علي منه بأس)، فلما نظر الجمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم اقبل نحوه حتى خر ساجداً بين يديه، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بناصيته أذل ما كانت قص حتى أدخله في العمل. فقال له أصحابه: يا رسول الله هذه بهيمة لا تعقل تسجد لك ونحن أحق أن نسجد لك، فقال:(لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها).
أليست هذه بآية عظيمة يستدل بها كمفخرة لصاحبها(ص), بلا ورب الكعبة فهو الحبيب بن الاكرمين محمد بن آمنه بنت الأشراف صلوات الله عليه وخير تسليما.
إحترام الأسد لمولاه سيدنا محمد(ص)
فقد روى عبد الرزاق صاحب(المصنف) أن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأ الجيش بأرض الروم، أو أسر في أرض الروم، فانطلق هاربا يلتمس الجيش فإذا هو بأسد فقال له: يا أبا الحارث(كنية الأسد) إني مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من أمري كيت وكيت فأقبل الأسد يبصبصه حتى قام إلى جنبه لم يزل كذلك حتى أبلغه الجيش، ثم همهم ساعة، قال: فرأيت أنه يودع ثم رجع عني وتركني.
فهذه وإن كانت كرامة لسفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإنها معجزة نبوية؛ إذ الأسد ألان جانبيه ورق لسفينة وماشاه حتى وصل به إلى الجيش بعد أن قال له يا أبا الحارث إني فلان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان ما فعله الأسد من احترام سفينة من أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
شفاء علي(رضي الله عنه) ببركة المصطفي(ص)
ففي الصحيح: قال صلى الله عليه وسلم في غزو خيبر:(لأعطين الراية غدا رجلاً يحب الله ورسوله يفتح الله علي يده), فلما أصبحوا نادى عليا!! فقالوا: مريض يا رسول الله يشكو عينه، فقال: أئتوني به, فأتي به فنفث في عينه بقليل من ريقه صلى الله عليه وسلم فبرأ لتوه ولم يمرض بعينه بعد ذلك قط.
فالشافي هو الله والعافي هو الله ولكن ليكون برهانا للناس أجمعين فإنه جل علاه وضع سره في خير خلقه(ص) ليكون نبراسا ونورا مضيئا لظلمة الجاهلية وظلم الغوغائية, فقد حاول الكثيرون الإتيان بها لكن دون جدوي فما ربحوا وكانوا هم الخاسرين.
صدق أخباره بالغيب صلوات الله عليه
فقد روى أبو داود في أم ورقة بنت نوفل، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدراً قالت له: يا رسول الله إئذن لي في الغزو معك أمرض مرضاكم لعل الله أن يرزقني الشهادة فقال لها:(قري في بيتك فإن الله يرزقك الشهادة) فكانت تسمى الشهيدة وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في بيتها مؤذنا يؤذن لها وكانت قد دبرت غلاما لها وجارية فقاما إليها بالليل فغماها في قطيعة لها حتى ماتت و ذهبا فأصبح عمر فطلبهما فجئ بهما فصلبهما عمر رضي الله عنه فكان أول من صلب بالمدينة.
وتفصيليا:
أول خبر: قوله في الحسن رضي الله عنه: إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين. فكان الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم فقد أصلح به بين من كان مع الحسن وبين من كان مع معاوية.
ثاني خبر: قوله صلى الله عليه وسلم: اثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان. فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم فمات أبو بكر بمرض أصابه و قتل عمر في المحراب شهيداً و قتل عثمان في داره شهيداً فرضي الله عنهم أجمعين.
ثالث خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لسراقة بن مالك و قد خرج في ملاحقته صلى الله عليه وسلم يوم هجرته حيث أعطت قريش جوائز لمن يأتيها بمحمد صلى الله عليه وسلم قال له وقد ساخت قوائم فرسه في الأرض مرتين: كيف بك إذا ألبست سواري كسرى؟. فلما أتى بهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ألبسهما إياه وقال: الحمدلله الذي سلبهما كسرى وألبسهما سراقة. فهذا غيب محض وقد تم كما أخبر عنه صلى الله عليه وسلم.
رابع خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان دعواهما واحدة. وقد وقع هذا كما أخبر فقد اقتتل علي و معاوية رضي الله عنهما بجيشيهما في صفين ودعواهما واحدة فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
خامس خبر: قوله صلى الله عليه وسلم إن هذا قبر أبي رغال و إن معه غصنا من ذهب. فحفروه فوجدوه كما أخبر صلى الله عليه وسلم و ذلك حين كان ذاهبا الى الطائف فكان كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
سادس خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لخباب بن الأرت وقد جاء يشكو إليه ما يلقى المؤمنون من كفار قريش يطلب منه أن يستنصر بالله تعالى لهم، قال له وقد احمر وجهه أو تغير لونه صلى الله عليه وسلم: لقد كان من قبلكم تحفر له الحفرة و يجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق نصفين ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب ما بين صنعاء إلى حضرموت ما يخشى إلا الله والذئب على غنمه. وقد تم هذا الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم.
سابع خبر: قوله صلى الله عليه وسلم: منعت العراق درهمها و قفيزها و منعت الشام مدها و دينارها و منعت مصر أردبها و دينارها وعدتم من حيث بدأتم. فهذا الخبر قد وقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم فقد منعت العراق والشام و مصر ما كانوا يؤدونه إلى أهل الحجاز من خراج وغيره و عاد أهل الحجاز كما بدأوا فمسهم الجوع ونالهم التعب بعد ما أصابهم من رغد العيش وسعة الرزق.
ثامن خبر: قوله صلى الله عليه وسلم: الخلافة بعدي ثلاثون سنة ثم يؤتي الله ملكه من يشاء. فهذا الخبر من أنباء الغيب إذ كانت خلافة أبي بكر سنتين وأربعة أشهر إلا عشر ليال، و كانت خلافة عمر عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام، وخلافة عثمان اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً وكانت خلافة علي خمس سنوات إلا شهرين و تكميل الثلاثين بخلافة الحسن بن علي إذ كانت نحو من ستة أشهر ثم نزل عليها لمعاوية عام أربعين للهجرة مصداق لقوله صلى الله عليه وسلم (ان ابني هذا سيد و سيصلح الله به بين فئتين).
تاسع خبر: قوله صلى الله عليه وسلم في عثمان رضي الله عنه: افتح له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه. و ذلك في حديث نصه أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل حائطاً(بستاناً) فدلى رجليه في القف فقال أبو موسى وكان معه: لأكونن اليوم بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم فجلست خلف الباب فجاء رجل فقال: افتح فقلت: من أنت ؟ قال أبو بكر. فأخبرت الرسول صلى الله عليه وسلم: فقال: افتح له وبشره بالجنة. ثم جاء عمر فقال كذلك ثم جاء عثمان فقال: ائذن له و بشره بالجنة على بلوى تصيبه.
عاشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم لنسائه: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب. وكان ذلك فقد خرجت عائشة رضي الله عنها تريد الصلح بين علي ومعاوية رضي الله عنهما في وقعة الجمل فلما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب فقالت رضي الله عنها: أي ماء هذا؟ فقالوا: ماء الحوأب فقالت: ما أظنني إلا راجعة، قال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم:(كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟) فهذا الخبر الصادق قد وقع كما أخبر به قبل وقوعه بكذا سنة.
ثاني عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أحمد عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغلي حين ولى غزوة العشيرة: يا أبا تراب ألا أحدثك بأشقى الناس؟ قلنا: بلى يا رسول الله قال:(أحيمر ثمود الذي عقر الناقة و الذي يضربك يا علي على هذه – يعني قرنه- حتى يبل – اي بالدم –هذه – اي لحيته). فكان كما اخبر صلى الله عليه وسلم فقد ضرب عبدالرحمن بن ملجم أحد الخوارج عليا رضي الله عنه بالكوفة فقتله على نحو ما أخبر به صلى الله عليه وسلم.
ثالث عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم: سيكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند. فكان كما أخبر فقد حدث أبو هريرة رضي الله عنه فقال: حدثني خليلي الصادق المصدوق رسول الله صلى الله عليه وسلم(يكون في هذه الأمة بعث إلى السند والهند) فإن أدركته فاستشهدت فذاك، وإن أنا رجعت فأنا أبو هريرة المحدث قد أعتقني من النار. فهذا الخبر وقع فقد غزا المسلمون الهند أيام معاوية سنة أربع وأربعون.
رابع عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم في سهيل بن عمرو ففي يوم صلح الحديبية غضب عمر رضي الله عنه من تعنت سهيل وكان ممثلا لقريش يومئذ فقال له صلى الله عليه وسلم: عسى أن يقوم مقاماً يسرك يا عمر. وكان الأمر كما أخبر صلى الله عليه وسلم إذ مات الرسول الكريم فاضطربت البلاد ونجم الكفر ووقف سهيل بن عمرو بباب الكعبة بمكة فخطب فثبت أهل مكة وقوي بصائرهم فحفظهم الله من الردة بسببه وهو موقف سر به عمر والمؤمنون.
خامس عشر خبر: قوله صلى الله عليه وسلم ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة في الجنة. و سئل عنها: فقال: هم الذين يكونون على ما أنا عليه اليوم وأصحابي. وقال: إنها ستكون أنماط و يغدو أحدهم في حلة و يروح في أخرى و توضع بين يديه صحفة و ترفع أخرى و يسترون بيوتهم كما تستر الكعبة. وقال: أنتم اليوم خير منكم يومئذ و إنهم إذا مشوا المطيطاء و خدمتهم بنات فارس والروم رد الله بأسهم بينهم وسلط شرارهم على خيارهم.
فها هو المبعوث للناس اجمعين(ص) يخبرهم بالغيب بمالم يؤتي به احدا من العالمين لتكون لهم آية ويكونوا علي ذلك من الشاهدين, فإن صدقوا محمدا فيما جاءكم به ودعاكم اليه فإنه رسول الله اليكم حقا وصدقا.
وفاء الغزالة لحبيبنا الكريم صلاة وتسليما
فقد روى أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة قصة الغزالة هذه، فقال: عن ثابت البناني عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على قوم قد اصطادوا ظبية فشدوها على عمود فسطاط، فقالت: يارسول الله إني أخذت ولي خشفان فاستأذن لي أرضعهما وأعود إليهم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم(أين صاحب هذه؟) فقال القوم: نحن يا رسول الله قال:(خلوا عنها حتى تأتي خشفيها ترضعها وترجع إليكم) فقالوا: من لنا بذلك؟ قال:( أنا) فأطلقوها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت إليهم، فأوثقوها فمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(أين صاحب هذه؟) فقالوا: هذا يا رسول الله، فقال:(تبيعونها؟) فقالوا: هي لك يا رسول الله فقال:(فخلوا عنها) فأطلقوها فذهبت.
فما أطهر هذا الوفاء وأخلصه لنبي هذا الزمان محمد بن عبد الله سيد مكة وعزيز المدينة, فبرغم كونها حيوانا لا يميز الا إنها لا تستطيع أن لا توفي حقه(ص) ولما لا !! فهو رسول الله صلوات الله عليه وسلم تسليما.
رد عين قتادة بن النعمان
إذ في غزوة بدر أصيب قتادة بن النعمان في عينه حتى سقطت وسالت حدقته على وجنته, فأرادوا أن يقطعوها فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:(لا) فدعاه فغمرز حدقته براحته، فكان لا يدري أي عينيه أصيب!.
فهذه معجزة من المعجزات المحمدية الواجب الإيمان بها وطاعة صاحبها محمد صلي الله علية وسلم.
مغشية الرسول(ص)لكفار قريش
لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًا رضي الله عنه يوم الهجرة أن يبيت في مضجعه تلك الليلة واجتمع أولئك النفر من قريش يتطلعون من صير الباب ويرصدونه ويريدون بياته ويأتمرون أيهم يكون أشقاها فخرج الرسول صلى الله عليه و سلم عليهم فأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤسهم وهم لا يرونه وهو يتلو(وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون) ومضى الرسول صلى الله عليه و سلم إلى بيت أبي بكر فخرجا من خوخة في دار أبي بكر ليلاً وجاء رجل ورأى القوم ببابه فقال: ما تنتظرون؟
قالوا: محمدًا..
قال: خبتم وخسرتم.. والله مر بكم وذر على رءوسكم التراب
قالوا: والله ما أبصرناه وقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم وهم: أبو جهل و الحكم بن العاص و عقبة بن أبي معيط والنضر بن الحارث و أمية بن خلف و زمعة بن الأسود وطعيمة بن عدي و أبو لهب و أبي بن خلف و نبيه و منبه ابنا الحجاج.(أخرجه أحمد)
بأخذ نظرة ثاقبه تجاه هذا الحدث نجد انفسنا نزبهل بحساسية تلك المعجزة فهاهم عشيرة وأهل وأنساب حبيبنا الكريم يتامرون عليه ويرصدون المكيدة عليه بعد ان دعا اليهم ليحررهم من عبادة العباد الي عبادة رب العباد يتوعدونه بالحديد والنار لخروجه عن ملتهم كما يدعون!! ملة ابائهم واجدادهم ملة اللات والعزة وما هو دون الله ملة الميسر والأنصاب والأزلام ملة الفجور ومزلة العصيان.حقا والله !!فالعائلة تبرز برجالها ويتميز رجالها بأفعالهم وستظل أفعالهم مدونه بحبر من فولاذ بسجلات التاريخ, فهنيئا لك يا سيدي يابن عبدالله شررة الهجرة وثمرة الدعوة لتأتي تلك المعجزة شاهدة علي كل ماهو عسر يأتي اليسر.
دعائه(ص) لابن الوقاص
دعا الرسول صلى الله عليه و سلم لسعد بن أبي وقاص فقال:(اللهم استجب لسعد إذا دعاك) فكانت دعوته مستجابة... وقيل لسعد متى أصبت الدعوة ؟ قال يوم بدر حين قال صلى الله عليه وسلم(اللهم استجب لسعد).
ومن هذا ما رواه جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: شكا أهل الكوفة سعدًا بن أبي قاص رضي الله عنه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعزله واستعمل عليهم عمارًا فشكوا سعدًا رضي الله عنه حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي! فقال: أما والله فإني كنت أصلي بهم صلاة الرسول صلى الله عليه و سلم لا أخرم عنها أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين وأخف في الأخريين قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق وأرسل معه رجالاً إلى الكوفة يسألون عنه أهل الكوفة فلم يدع مسجدًا إلا سأل عنه ويثنون معروفًا حتى دخل مسجدًا لبني عبس فقام رجل منهم يقال له: أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة فقال: أما إذا نشدتنا فإن سعدًا كان لا يسير بالسرية ولا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية.
قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبًا قام رياءً وسمعة فأطل عمره وأطل فقره وعرضه للفتن. قال عبد الملك بن عمير الراوي عن جابر بن سمرة: فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكِبَر وإنه ليتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن وكان بعد ذلك إذا سُئل يقول: شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد. رواه البخاري ومسلم.
فبروعة تلك المعجزة المحمدية الفائقة لحدود الإنسان خاصة عندما الدعوة سريعة الإجابة وفي مبتغاها الا إن الله عزوجل يقول في كتابه العزيز(ادعوني استجب لكم ) فالعبد المؤمن إذا توجه الي الله بالدعاء، وكان مخلصاً صادقاً، فإن الله جل وعلا غالباً لا يرد هذا العبد، كيف لو كان هذا العبد مظلوماً فإن الإجابة حينئذٍ لهذا العبد تكون أقرب ودعوة المظلوم كما تعلمون، أنها مستجابة، ليس بينها وبين الله حجاب، لأنصرنك ولو بعد حين.
قليله يكفي الكثير باذنه
روى البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: والله إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذين يخرجون منه فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل، فمر عمر رضي الله عنه فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سألته إلا ليستتبعني فلم يفعل، فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فعرف ما في وجهي، وما في نفسي فقال:(أبا هريرة) قلت له: لبيك يا رسول الله فقال:(الحق) واستأذنت فأذن لي فوجدت لبنًا في قدح، قال:(من أين لكم هذا اللبن ؟) فقالوا: أهداه لنا فلان أو آل فلان قال:(أبا هر)، قلت: لبيك يا رسول الله، قال:( انطلق إلى أهل الصفة فادعهم لي) قال- أي أبو هريرة – وأهل الصفة أضياف الإسلام لم يأووا إلى أهل، ولا مال؛ إذا جاءت رسول الله هدية أصاب منها وبعث إليهم منها، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم، ولم يصب منها، قال أبو هريرة وأحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة أتقوى بها بقية يومي وليلتي، وقلت: أنا الرسول فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم، وقلت: ما يبقى لي من هذا اللبن؟ ولم يكن من طاعة الله ورسوله بدّ فانطلقت فدعوتهم فأقبلوا واستأذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ثم قال:(يا أبا هريرة خذ فأعطهم) فأخذت القدح فجعلت أعطيهم فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد القدح حتى أتيت على آخرهم ودفعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذ القدح فوضعه في يده وبقي فيه فضلة، ثم رفع رأسه ونظر إلي وابتسم، وقال:(أبا هريرة) فقلت: لبيك رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت) فقلت: صدقت يا رسول الله قال:(فاقعد فاشرب) قال: فقعدت فشربت، ثم قال لي:(اشرب) فشربت فما زال يقول لي: اشرب فأشرب حتى قلت: لا، والذي بعثك بالحق ما أجد له في مسلكًا، قال:(ناولني القدح) فرددته إليه فشرب من الفضلة.
قال ابن إسحاق: وحدثني سعيد بن مينا أنه حدث: أن ابنة لبشير بن سعد أخت النعمان بن بشير قالت: دعتني أمي عمرة بنت رواحة فأعطتني حفنة من تمر في ثوبي ثم قالت: أي بنية اذهبي إلى أبيك وخالك عبدالله بن رواحة بغدائهما قالت: فأخذتها فانطلقت بها فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ألتمس أبي وخالي فقال: تعالي يا بنية ما هذا معك؟ فقلت: يا رسول الله هذا تمر بعثتني به أمي إلى أبي بشير بن سعد وخالي عبدالله بن رواحة يتغديانه قال: هاتيه قالت: فصببته في كفي رسول الله صلى الله عليه وسلم فما ملأتهما ثم أمر بثوب فبسط له ثم دحا بالتمر عليه فتبدد فوق الثوب ثم قال لإنسان عنده: اصرخ في أهل الخندق: أن هلم إلى الغداء. فاجتمع أهل الخندق عليه فجعلوا يأكلون منه وجعل يزيد حتى صدر أهل الخندق عنه وإنه ليسقط من أطراف الثوب.
لما حدثت مجاعة للناس فى غزوة الخندق:
قال أبو طلحة لأم سليم لقد سمعت صوت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني ضعيفا أعرف فيه الجوع فهل عندك من شيء فقالت نعم فأخرجت أقراصا من شعير ثم أخرجت خمارا لها فلفت الخبز ببعضه ثم دسته في يدي وردتني ببعضه ثم أرسلتني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذهبت به إليه فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا في المسجد ومعه الناس قال فقمت عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسلك أبو طلحة فقلت نعم قال بطعام فقلت نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن معه قوموا قال فانطلقوا فانطلقت بين أيديهم حتى جئت أبا طلحة فأخبرته فقال أبو طلحة يا أم سليم قد جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس معه وليس عندنا ما نطعمهم قالت أم سليم الله ورسوله أعلم قال فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة معه حتى دخلا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هلمي يا أم سليم ما عندك فأتت بذلك الخبز فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ففت وعصرت أم سليم عكة لها فآدمته ثم قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ما شاء الله أن يقول ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ثم قال ائذن لعشرة فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا فأكل القوم كلهم وشبعوا والقوم سبعون أو ثمانون رجلا قال أبو عيسى هذا حديث صحيح وصححه الألباني.
فقليل والقليل يكفي أطياف وأطياف بفضل بركته(ص)...فسبحان ربي الأعلي وسبحان ربي العظيم.
إهتزاز الجبل طربا في حب الكريم(ص)
يقول سيدنا علي رضي الله عنه:(بعد غزوة أُحُد ابتعد كثير من المسلمين عن جبل أُحُد لأنه أستشهد في سفحه وسهله سبعون من خيار الصحابة، وذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقف يوماً على أُحُد وصلى على شهداء أُحُد ومعه أبو بكر وعمر وعثمان وفي رواية عمر وعلي. وبينما نحن على أُحُد إذ بأُحُد يهتز وإذا بالرسول يبتسم ويرفع قدمه الطاهرة ويضربها على الجبل ويقول: اثبت أُحُدُ فَمَا عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِىٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدَانِ. صحيح البخاري.
وكان ما قال رسول الله..فأبو بكر هو الصديق, ومات عمر وعثمان شهيدان رضي الله عنهما...وصدق رسول الله لأنه رسول الله.
فلِما اهتز الجبل يا ترى ولِما ثبت بعد الضربة؟. فالجبل حينما شعر أن قَدَم الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم مسَّته راح يرتجف من الطرب ولله درّ القائل وسبحان العلي العظيم.
مخاطبته(ص) لشهداء بدر
عن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم قال ليلة بدر:(هذا مصرع فلان إن شاء الله تعالى غداً و وضع يده على الأرض، هذا مصرع فلان إن شاء الله تعالى غداً ووضع يده على الأرض، فوالذي بعثه بالحق ما أخطأ في تلك الحدود، جعلوا يُصرعون عليها، ثم أُلقوا في القليب و جاء النبي صلى الله عليه و سلم فقال: يا فلان بن فلان و يا فلان بن فلان، هل وجدتم ما وعد الله حقاً ؟ قالوا: يا رسول الله تكلم أجساداً لا أرواح فيها ؟! فقال: ما أنتم بأسمع منهم و لكنهم لا يستطيعون أن يردوا علي).
وهنا سُئل السبكي عن الحكمة في قتال الملائكة مع النبي صلى الله عليه و سلم مع أن جبريل قادر على أن يدفع الكفار بريشة من جناحه(لقد أُهلِكت مدائن لوط بريشة من جناح جبريل)، فأجاب بأن ذلك لإرادة أن يكون الفعل للنبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و تكون الملائكة مدداً على عادة مدد الجيوش و دعاية لصورة الأسباب و سُنّتها التي أجراها الله في عباده.
سماعه(ص) لأهل القبور وهم يتعذبون
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:(بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلال يمشيان بالبقيع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بلال تسمع ما أسمع؟ قال: لا والله يا رسول الله ما أسمعه قال: ألا تسمع أهل القبور يعذبون)، أخرجه الحاكم وقال:( صحيح على شرط الشيخين ) ووافقه الذهبي.
عرقه(ص) وطيب رائحته
قالت عائشة رضي الله عنها:(كان عرق رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجهه مثل اللؤلؤ أطيب من المسك الأذفر، وكان كفه كف عطار طيباً مسها بطيب أو لم يمسها يصافحه المصافح فيظل يومه يجد ريحها ويضعها على رأس الصبي فيعرف من بين الصبيان من ريحها على رأسه)، أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة والبيهقي في دلائل النبوة وابن عساكر في تهذيب تاريخ دمشق وابن أبي خيثمة في تاريخه و أخرجه أبو يعلى والبزار وذكره الحافظ في الفتح وقال إسناده صحيح.
ذراع الشاه يتكلم
فى غزوة خيبر اهدت زينب بنت حارث اليهوديه امراة سلام بن مشكم رسول الله(ص) شاة مشوية قد اسمّتها.
وسألت: أى اللحم أحب اليه؟ فاجابوها(الذراع)فأكثرت من السم فيه,
فلما انتهش الرسول من الذراع المسموم أخبره الذراع بانه مسموم,
فلفظ الأكله ثم قال:اجمعوا لى من هنا من اليهود, فجمعوا له,
فقال لهم: هل انتم صادقى عن شىء إن سالتكم عنه؟, قالوا: نعم,
فقال:اجعلتم فى الشاة سماّ؟, قالوا:نعم, قال: فما حملكم على ذلك,
قالوا:اردنا إن كنت كاذبا نستريح منك, وإن كنت نبيا لم يضرك.
فلله المثل الأعلي وبيده الأمر كله.
دعا له(ص) فطال عمره وهو شاب
ثبت أنه دعا للسائب بن يزيد ومسح على رأسه, فطال عمره حتى بلغ أربع وتسعين عاما,وهو تام القامه معتدل, ولم يشب منه موضع اصابت يد رسول الله(ص) ومتع بحواسه وقواه.
فهذه معجزة ظاهرة إذ ليس فى طوق البشر أن يأتوا بمثلها وإن ظلوا يضربون بعنان السماء والارض فلن يستطيعوا بها نصرا.
هجرته صلي الله عليه وسلم
حدثنا أبو سعيد أحمد بن محمد بن عمرو الأخمسي بالكوفة، حدثنا الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز، حدثنا سليمان بن الحكم بن أيوب بن سليمان بن ثابت بن بشار الخزاعي، حدثنا أخي أيوب بن الحكم وسالم بن محمد الخزاعي جميعا، عن حزام بن هشام، عن أبيه هشام بن حبيش بن خويلد صاحب رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-:
أن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- خرج من مكة مهاجرا إلى المدينة، وأبو بكر -رضي الله تعالى عنه-، ومولى أبي بكر عامر بن فهيرة، ودليلهما الليثي عبد الله بن أريقط.
مروا على خيمتي أم معبد الخزاعية، وكانت امرأة برزة جلدة تحتبي بفناء الخيمة، ثم تسقي وتطعم.
فسألوها لحما، وتمرا، ليشتروا منها، فلم يصيبوا عندها شيئا من ذلك، وكان القوم مرملين مسنتين، فنظر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إلى شاة في كسر الخيمة، فقال ما هذه الشاة يا أم معبد؟).
قالت:شاة خلفها الجهد عن الغنم.
قال:(هل بها من لبن؟).
قالت:هي أجهد من ذلك.
قال:(أتأذنين لي أن أحلبها؟).
قالت: بأبي أنت وأمي، إن رأيت بها حلبا، فاحلبها.
فدعا بها رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، فمسح بيده ضرعها، وسمى الله تعالى، ودعا لها في شاتها، فتفاجت عليه ودرت، فاجترت.
فدعا بإناء يربض الرهط، فحلب فيه ثجا حتى علاه البهاء، ثم سقاها حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رووا، وشرب آخرهم حتى أراضوا، ثم حلب فيه الثانية على هدة حتى ملأ الإناء، ثم غادره عندها، ثم بايعها وارتحلوا عنها.
فقل ما لبثت حتى جاءها زوجها أبو معبد، ليسوق أعنزا عجافا، يتساوكن هزالا مخهن قليل.
فلما رأى أبو معبد اللبن، أعجبه، قال:
من أين لك هذا يا أم معبد، والشاء عازب حائل، ولا حلوب في البيت؟
قالت:لا والله، إلا أنه مر بنا رجل مبارك من حاله كذا وكذا، قال:
صفيه لي يا أم معبد، قالت:
رأيت رجلا ظاهر الوضاءة، أبلج الوجه، حسن الخلق، لم تعبه ثجلة، ولم تزريه صعلة، وسيم، قسيم، في عينيه دعج، وفي أشفاره وطف، وفي صوته صهل، وفي عنقه سطع، وفي لحيته كثاثة، أزج، أقرن.
إن صمت فعليه الوقار، وإن تكلم سماه وعلاه البهاء، أجمل الناس، وأبهاه من بعيد، وأحسنه وأجمله من قريب، حلو المنطق، فصلا لا نزر ولا هذر، كأن منطقه خرزات نظم يتحدرن ربعة، لا تشنأه من طول، ولا تقتحمه عين من قصر، غصن بين غصنين، فهو أنضر الثلاثة منظرا، وأحسنهم قدرا، له رفقاء يحفون به، إن قال سمعوا لقوله، وإن أمر تبادروا إلى أمره، محفود محشود، لا عابس ولا مفند.
فقال أبو معبد:
هذا والله صاحب قريش الذي ذكر لنا من أمره ما ذكر، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلن إن وجدت إلى ذلك سبيلا، وأصبح صوت بمكة عاليا، يسمعون الصوت، ولا يدرون من صاحبه، وهو يقول:
جزى الله رب الناس خير جزائه رفيقين حلا خيمتي أم معبد
هما نزلاها بالهدى واهتدت به فقد فاز من أمسى رفيق محمد
فيال قصي ما زوى الله عنكم به من فعال لا تجازى وسودد
ليهن أبا بكر سعادة جده بصحبته من يسعد الله يسعد
وليهن بني كعب مقام فتاتهم ومقعدها للمؤمنين بمرصد
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
دعاها بشاة حائل فتحلبت عليه صريحا ضرة الشاة مزبد
فغادره رهنا لديها لحالب يرددها في مصدر بعد مورد
هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.
إن تلك المعجزات التي تحدثنا عن مواضعها فهي من الدلائل الليست بقليلة التي أكرم الله عزوجل نبيه الكريم(ص) لتكون اللبنه الرئيسية في تشكيل دعوته أمام الغطارسة وجفاة القلوب الذين ينتظرون الغفوة للقضاء وإزهاق ثمرة الدين الاسلامي والتمثيل به أمام شتي أجناس الأرض بأسرهم-
وقبل الختام السلام والسلام عليكم ورحمته وبركاته.....