

درة الوطن
أهل فلسطين ينتمون إلى أصل عربي فهم من نسل كنعان وهو فرع من فروع العرب وقد نزح أجدادهم منذ القدم من سواحل الخليج المجدبة إلى الأرض الخصبة في فلسطين وتعلموا الزراعة واشتغلوا بها وكان هذا من قبل أن يجيء بنو إسرائيل فالقدس لم تكن مدينة يهودية عندما فتحها المسلمون بل كانت مدينة عربية ولغة أهلها عربية.
ومن أجل تغيير الحقائق وزرع الدولة اليهودية في هذه المنطقة، أقدم اليهود على ارتكاب العديد من الجرائم الوحشية التي تخالف الأديان السماوية والقوانين والأعراف الدولية والإنسانية ففي أبريل عام 1948 قام اليهود بإبادة قرية ناصر الدين بأكملها إلا أربعين فلسطينياً وفي شهر مايو من نفس العام كانت مذبحة صالحة واستشهد فيها 25 شهيداً وفي التاسع والعاشر من شهر أكتوبر من نفس العام كانت مذبحة دير ياسين وفي التاسع من شهر فبراير عام 1951 كانت مذبحة شرفات وفي التاسع من شهر يناير عام 1952 كانت مذبحة بيت لحم وفي الرابع عشر من شهر أكتوبر من نفس العام كانت مذبحة قبية وفي الثامن والعشرين من شهر فبراير عام 1955 كانت مذبحة غزة وفي الأول من شهر أكتوبر عام 1956 كانت مذبحة قلقيلية وفي التاسع والعشرين من نفس الشهر كانت مذبحة كفر قاسم وفي الثلاثين كانت مجزرة خان يونس وفي نوفمبر 1966 كانت مجزرة قرية السموع ولم تتوقف المجازر الوحشية التي تقوم بها القوات اليهودية ففي الثامن والعشرين من شهر سبتمبر عام 2000 قام شارون زعيم المعارضة الإسرائيلية حين ذاك بزيارة مستفزة إلى المسجد الأقصى فثار الشعب الفلسطيني وانطلقت شرارة الانتفاضة مرة أخرى وفي الثلاثين من نفس الشهر خرج الصبي الفلسطيني محمد الدرة البالغ من العمر 12 عاما مع والده جمال الدرة لشراء سيارة فإذا بجنود الاحتلال الإسرائيلي يطلقون عليهما النار فأسرع الوالد مع ابنه نحو برميل فارغ بجانب جدار ليكون ساتراً يحميهما فأصيب جمال الدرة وطفله الصغير ثم استشهد بين أحضان والده وتصادف وجود طلال أبو رحمة المصور الفلسطيني بالتليفزيون الفرنسي فصور هذا المشهد وأذيع وتحولت صورة محمد الدرة إلى رمز من رموز البطولة والتضحية والنضال.. وعن هذا الرمز الخالد كتبت:
أنا كنت مرة مع أولادىبنقلّب فـ حروف الماضىونفتح بعض الصفحاتوبـ نسألْ عن معنى حاجاتسألونى سؤال ببساطةهوّ الدرة محمد مات ؟قبل مـ أجاوب بالكلماتنزلت دموعى تقول حكاياتجاوبت دموعى عليهم.... لأالدرة ساكن فى النبضاتالدرة واحد مـ اللى صورهمعايشة تنور فى الصفحاتالدرة طفل وأسمه هـ يفضَلْقيمة ورمز لكل ثباتالدرة عايش جوه قلوبناحق وساكن فى النبضاتوكتب الشاعر محمد كمال:دق الجرس فى المدرسةوقف الطابوروالدرة غابفى المدرسة كتبوه حضورأدوا النشيدحيوا العلمخلص الطابوردخلوا الفصولقال المدرس:درسنا حسب الأصولحيكون جديدالكل قال نفس السؤالالدرة فين؟رد المدرس قال لهم:أصبح شهيدسألوا الولاد:هل بصحيح الدرة مات؟وإن كان صحيحرح نعمل إيه بالكراساتإيه رح تفيدمن غير جوابفتح الكتابعنوانه كانيحيا الشهيدناجح ومن غير امتحانسمعوا الآدانالله اكبرعلىَّ يا أقصى الآدان
من كتاب «حديث القلم» للأديب الصحفى إبراهيم خليل إبراهيم