دراسَة ٌ لديوان «قصائد صادقة» للشاعرةِ لميس كناعنه
مقدِّمة: ديوان قصائد صادقة هو إسمٌ على مُسَمَّى صدَرَ للشاعرة ِ الشَّابَّة"لميس كناعنه"- الناصرة - قبل بضع سنوات - طُبعَ على حسابها الشَّخصي، يقعُ الديوان في 122 صفحة من الحجم المتوسط الصغير،كتبَ مقدِّمة الديوان كلٌّ من: الشاعر عمر حموده الزعبيي (أبو فلسطين) والشاعر الكبير المرحوم الدكتور"جمال قعوار"، والمقدِّمتان بشكل ٍ عام موضوعيَّتان تُعَبِّرَان عن مضامين وفحوى هذا الديوان من حيث الموضوعيَّة والأسلوب والمستوى، وفيهما تحليلٌ مُسهَبٌ عن شخصيَّةِ الشَّاعرةِ من خلال قصائِدِها.. وتشملان البُعدَ الإنساني والوطني والفكري في شعرها، فيستطيعُ القارىءُ أن يأخذ َ ويُكوِّنَ فكرة ً كاملة ًعن الشَّاعرةِ ومستوى كتاباتِها من خلال ِ قراءةِ هاتين المقدِّمتين.
في البدايةِ كنتُ متوقِّعًا أنَّ هذا الديوان سيلفتُ أنظارَ الجهاتِ والمؤسَّساتِ الأدبيَّةِ المسؤولة ويحظى باهتمام النقادِ لما يحتويهِ من قصائد رائعة تضاهي وتفوق الكثيرَ مِمَّا كُتِبَ من شعر ٍ محلِّي، في ظلِّ الوضع الحالي المُزري وهيمنة بعض الجهاتِ والمؤسَّساتِ الثقافيَّةِ والحكوميَّة التي باتت تطبع وتنشر بسياسةٍ مقصودةٍ لمن هَبَّ ودَبَّ وتروِّجُ للبضاعةِ والمواد الرَّديئةِ الكاسدةِ ... ولكن وللأسفِ الشَّديد لا يوجدُ أيُّ ناقدٍ محلِّيٍّ حتى الآن إلتفتَ أو تطرَّقَ إلى هذا الديوان القيِّم وكتبَ عنهُ لو كلمة ً قصيرة ً موجزة (لا يوجدُ عندنا نقدٌ محلي موضوعي بالمفهوم الحقيقي للنقد) إذا استثنيتُ نفسي وثلاثة أو أربعة ً غيري فقط نحنُ الذين نكتبُ بشكل ٍ موضوعي علمي وبنزاهةٍ وصدق ٍ وأمانةٍ لا نكترثُ لأحدٍ وغير مُقيَّدين أو مُقادين لأيِّ إطار ٍ.. أمَّا باقي النوَيقدين والشَّراذم والمسوخ الأدبيَّة المُتطفلة الدَّخيلة على الأدب والشِّعر فهم مأجورون مُستكتبون وَمُرتزقون لجهاتٍ مُعيَّنة يكتبون حسب الطلب والمصلحةِ الشَّخصيَّةِ والماديَّةِ وبما يتلاءَمُ مع مُخَطَّطِ أسيادِهم وسياسةِ الجهةِ المشبوهةِ التي يخدمونها ...هذا عدَا عدم كفاءَتِهم ومقدِرتِهم على الكتابةِ مثل بعض الأذناب والمسوخ التي تكتبُ في بعض الصحفِ ووسائل الإعلام المحليَّة بشكل ٍ دائم وهم معروفون.
مَدخلٌ: إنَّ ديوانَ لميس، من ناحيةِ الشَّكل، جميع قصائِدِهِ موزونة وهي على نمطِ شعر ِ التفعيلةِ . ولا يوجدُ عندنا في الداخل من بين المئات من الشعراء الشَّباب والكهول الذين يكتبون الشِّعرَ سوى القليل (بعض الأفراد) يكتبون الشِّعرَ الموزون، أمَّا من بين الفتيات فربَّما تكون"لميس كناعنه"هي الفتاة الوحيدة التي تكتبُ شعرًا موزونا في الداخل وضليعة ٌ في اللغةِ العربيَّة. ومن بين الشُّعراءِ الشَّباب فأربعة ٌ أو خمسة ٌ فقط يعرفون الأوزانَ الشعريَّة ويكتبون الشعرَ الموزون أنا أحدهم. إنَّ معظمَ الذين يكتبون شعرًا مُكسَّرًا (غيرموزون)،عندنا في الداخل، منطلقهُم ليسَ مُراعاة ً وَمُجَاراة ً لركبِ التطوُّر الحضاري ومَا تقتضيهِ مُتطلّبات العصر الحديثة ... بل لأنَّهم يجهلونَ الأوزان الشِّعريَّة ولا يُجيدونَ اللغة َ العربيَّة وغير مُلِمِّين في قواعدِها ونحوها وصرفها فلهذا يلجؤُونَ إلى كتابةِ الشِّعر المُكسِّر لسهولتهِ، ومهما يكن مستواهُ الفكري والموضوعي (الشِّعرالحديث الذي يكتبونهُ) يظلُّ مجرَّدَ كلام في كلام ... بإختصار ليسَ شعرًا . أمَّا النقاد والشُّعراء العرب الذين يُهاجمونَ الشعرَ الموزون ذلك لأنَّهم لا يستطيعونَ أن يأتوا بمثلهِ. أمَّا النقاد الغربيُّون فينتقدونهُ على أنَّهُ متأخِّرٌ ورجعيٌّ وقديم لأنَّهم يحقدون على العرب من ناحيةٍ عنصريَّةٍ ولتفوُّقِنا عليهم قرونا عديدة في شتَّى المجالات والميادين:
العلميَّة والفكريَّة والأدبيَّة والفنيَّة. إنَّ الشِّعرَ العربي منذ العصور الجاهليَّة إلى عصرنا الحديث- حتى أواخر الأربعينيَّات كانَ جميعهُ شعرًا كلاسيكيًّا غنائيًّا تقليديًّا من حيث الشكل والبناء الخارجي وبعدهُ جاءَ شعرُ التفعيلة (الموزون) ثمَّ الشعر الحُر الحديث المتحرِّر من الوزن والقافية . فيُريدُ الأجانبُ المغرضون والحاقدون وأذنابهم من المرتزقين والمأجورين أن يطعنوا في تراثنا وأدبنا العربي بأيِّ شكل ٍ من الأشكال- الادب الذي يُشَكِّلُ ويُجسِّدُ تاريخنا وحضارتنا وماضينا ومجدَنا الذي نعتزُّ بهِ ونفاخرُ بهِ الشُّعوبَ والأمم الأخرى والذي يضاهي ما كتبهُ وتركهُ غيرُنا من الأجانب على امتداد أكثر من 1700 سنة (أدبنا الذي سجَّلهُ التاريخ ولم يضع).
مواضيعُ الدِّيوان: تعالجُ الشَّاعرة ُ"لميس كناعنه"في ديوانها"قصائد صادقة"جميعَ القضايا والمواضيع التي نحياها وتهمُّ المجتمع والإنسانيَّة جمعاء، مثل المواضيع: السِّياسيَّة، الإجتماعيَّة، الوجدانيَّة، الفلسفيَّة والحكميَّة والوطنيَّة .. والوصف. إذ نجدُ الكثيرَ من التشبيه والوصف للطبيعةِ والجمال المثالي في أشعارها ..الموضوع الذي لم يطرقهُ ولم يكتبْ فيهِ غيرُ القليل من الشُّعراء المحلِّيِّين ولم يُبدعوا أو يصلوا إلى الغايةِ المنشودة، عكس شاعرتنا لميس التي سكبت في قصائِدها الوصفيَّة أسمَى المعاني وأرقها وأروع آيات السِّحر والجمال والتصويرالفنِّي.
لندخل الآن وبشكل مُسهبٍ إلى المواضيع الإجتماعيَّة والوجدانيَّة في الديوان. لقد كتبت لميبسُ قصيدة ً لأبيها الذي توفيَ في حداثتِهَا وصباها المبكِّر - الأستاذ والأديب محمود كناعنه - من قرية عَرَّابة البطوف واستوطنَ مدينة الناصرة الذي كان غصنا يانعًا من أغصان أدبنا وتراثنا وثقافتِنا المحليَّة.. ورحلَ عن الوجود قبلَ أن يُكملَ رسالتهُ الأدبيَّة والإجتماعيَّة، كانَ أديبًا وكاتبًا ومثقفا ربَّى أبناءَهُ على العلم والفضيلةِ والإلتزام والمُثل. وفي هذهِ القصيدةِ كلُّ معاني الإنسانيَّة والرّشقة والجمال - (القصيدة الأولى من الديوان). تقولُ لميس بنبرةٍ حماسيَّة تشُوبُهَا الرِّقة ُ:
("رحلَ الليلُ
وَمصباحُكَ يُضنيهِ السَّهرُ وَتسْهَرْ
وَحَصادُ العُمرِ أحلامٌ ودفترْ").
والقوَّة التي تليها في خطابها لوالدها فتقول:
("قمْ فقد نغفو قليلا
فجهادُ الغدِ أكبرْ
قمْ فقد تصحُو غدًا أبهَى وأنضَرْ
قم تذكِّرْ // رُبَّما خلَّفتَ بحثا أو وثيقهْ
رُبَّما أصبحتَ للتاريخ ِ مَعلمْ")
وتخاطبُ روحَ والِدِها:
("قُلْ .. أينَ ... أقصِحْ ... تكلَّمْ
أينَ مِنِّي أنتَ ؟.. // أينَ البسمة ُ النشوى الرَّقيقهْ
أينَ ... يا بنتُ اهدَئي ؟.. // أو أسكتي تلكَ الحقيقهْ ؟
أيُّهَا النَّجمُ الذي شقَّ طريقهْ // كالحَقيهْ //
وتذكرُ في القصيدةِ دورَ والِدِها في تربيتِهم (هي وأخوتها) وتعليمِهم القيم والمُثل الإنسانيَّة والإجتماعيَّة وترسيخ الوعي القومي والحِسِّ الوطني الجيَّاش في نفوس ِ أبنائِهِ وأشبالِهِ - فتقولُ:
("كنتَ فينا ولنا ... // عِلمًا ... وهَديًا .. وشبابا
وابتساماتٍ وألحانا عذابا
لم نكن بعدُ شبابا أو صبايا //
كنتَ تحكي لي حكايات عن فلسطين
عن الأرض ِ التي عرَّت ترابا //
عن صلاح الدين، عن حطِّن .. عن بيبرسْ
عن بيسان والقدس وعكَّا //
قلتَ لي عن وطن ٍ يبكي ويبكى //
لن يموتَ الحقُّ ما دُمنا طلابَا //
كنتَ عينَ الودِّ والرَّاعي روحًا ومآبَا").
وتذكرُ أيضًا تفاؤُل أبيها ونظرتهُ المستقبليَّة ونبوءَتهُ بما سيحدثُ في الغدِ كما كانَ يروي لهم - فتقول:
("لم تزلْ في ليلِنا، صُبحٌ يُطلُّ
لم تزلْ خيمة َ حُبٍّ تستظلُّ
أيُّها الثاوي على أرض ِ الجُدُودْ
صَحَّ ما نبَّأتني ... صحَّ الخبَرْ
هَبَّ حتى الطفلُ والشَّيخُ الوليدْ
صَحَّ .. إذ هَبَّ الحَجَرْ //
صحَّ والدَّهرُ عَبَرْ
وَلِذا .. لا زلتَ فينا // كلَّمَا ضَوَّعَ من جُرحِكَ فلُّ
وَستبقى كوكبًا يَهدي إلى الشَّط ِّ، أمينا
أنتَ في القلبِ وفي الرُّوح ِ، وفي دفءِ حنيني // وعُيوني").
أيُّ كلام ِ جميل ِ رائع ٍ هذا الذي يخلبُ الرُّوحَ ويهزُّ المشاعرَ ... هذا هو الشِّعرُ الحقيقي الرَّصين الصَّادق الخارج من أعماق ِ الوجدان الذي لو ترجِمَ لجميع لغاتِ البشر يظلُّ مُحافظا على رونقِهِ وديباجتِهِ وروعتِهِ الفنيَّة وسحرهِ وتألُّقهِ، خالدًا للأبد في الضمائر والنفوس . أينَ هذا الكلام الرَّائع من الخزعبلاتِ والسخافاتِ والهراء الذي نقرؤُهُ لكثير ٍ من الشعراءِ والشعرورين المحلِّيِّن الذين تسلَّقوا بالواسطةِ وبالزِّيف على دوحتِنا الأدبيَّةِ الشِّعريَّةِ المحليَّةِ ولوَّثوها وَدَنَّسُوهَا بفضل ِأنتماءاتِهم - سواء:الحزبيَّة أو الفئويَّة المشبوهة المشينة التي وضعتهم في مراكز ومواقع لا يستحقُّونها.
للميس كناعنه عدَّة قصائد في هذا الديوان نظمتهَا لأمِّها لا تقلُّ مستوًى وجودة ًعن قصيدتِها في والِدِها ...أمُّها التي ترمَّلت شابَّة ً وحملت عبءَ المسؤوليَّة وقامت لوحدِها بتريةِ أولادِها وتعليمِهم، إنَّها أمُّ الرِّجال حقًّا - كما جاءَ في المُقدِّمة - وتمتازُ قصائدُها إلى أمِّها بالقوَّةِ إلى جانب الرِّقَّةِ أيضًا - تقولُ مخاطبة ً والدتها أمَّ الرِّجال:
("لم تنلْ منكِ الليالي // وصروفُ الحادثاتْ
ضاعفتْ منكِ العزيمهْ // فتحدَّيتِ بنا ... من أجلِنا عٌنفً الحياة ْ
صُعُدًا نحوَ المعالي //
وإلى جانب الرِّقة تقول:
("ليسَ يكفي بعضُ شيىءٍ من حنانِكْ
أنتِ ... يا أمَّ الصَّفا // فاحْلُلِي القلبَ مكانا
واسْكُني في العين ِ حَبَّهْ...") ... إلخ.
في ديوان لميس كناعنه يتَّضحُ للقارىءِ في كلِّ قصيدةٍ تلكَ الرِّقَّة والأنوثة الصادقة إلى جانب العزيمةِ القويَّةِ التي تؤمنُ بانتصار الحقِّ في نهايةِ المطاف وبالغدِ الجميل المُشرق وما سيحملهُ للأهل والوطن والإنسانيَّةِ جمعاء من خير ٍ وسعادةٍ وَحُبٍّ.
ويلمسُ القارىءُ مسحة َالإيمان العميق في جميع قصائِدِها، والفكر المُؤمن الذي يدورُ في أذهان المُتعَبِّدين نراهُ ينطلقُ واضحًا على لسان ِ شاعرتِنا الفتاة المُؤمنة.
تقول: ("وتفكَّرتُ بما حولي مليَّا //
مَن برَا الكونَ لمنا فلونا
مَنْ دَحَى الأرض // مَن خضَّرَهَا //
أو زانَهَا لونا فلونا").
هي تتساءِلُ كثيرًا وبحيرةٍ وبأسلوبٍ سلس ٍإلى أينَ تصل في النهايةِ إلى الجوابِ والنتيجةِ المطلوبة وهو أنَّ اللهَ الذي خلقَ كلَّ شيىءٍ وإليهِ ترجعُ جميعُ الأمور وعليهِ نتوكَّلُ ونشكي لهُ همومَنا ومصابَنا ونطلبُ منهُ المُساعد.
("واقبل ِ اللّهمَّ صومِي وصلاتي
واحْمِني يا ربُّ من نفسي، وغيري، وظنوني
وَقني شرَّ ذاتي // ولكَ اللهمَّ الحمدَ من قلبٍ أمين").
تضمُّ مجموعة ُ"قصائد صادقة"للشَّاعرةِ لميس كناعنه: عواطفَ فتاةٍ وحكمة َ شيخ ٍ وصلاة َ مُؤمن ٍ وحكمة َ شعبٍ. وقد يلفتُ الإنتباهَ والأنظارَ في هذهِ المجموعةِ الشِّعريَّة إلى تلكَ الحِكمةِ الإنسانيَّة الخالدة التي تأتي من فتاةٍ غضَّةٍ يانعةٍ في عمر ِ الورود في حين لم نسمَعْها إلاَّ من الشُّيوخ الكبار المُحَنَّكين الذين عركوا الحياة وخبروها. مثالٌ على ذلك في قصيدة ("كلمات للسَّلوى"- صفحة 28) تقولُ:
("كم هَمَت في هَدأةِ الليل ِ دُموعِي
وَتلظَّتْ لادِّكاراتي دُموعي
فخنقتُ اليأسَ في القلبِ الوجيع ِ
وَعَزائي ما لماض ٍ مِن رُجُوع ِ
وتذكرُ والدَهَا فتقولُ في نفس القصيدةِ:
("كانَ دُنيايَ وَخدنِي وَحَبيبي
وابتسامَ الرَّوض ِ للغُصن ِ الرَّطيبِ
فإذا ما آذنتْ شمسُ المغيبِ
أرتضي، من دهريَ العاتي ..نصيبي
وتقولُ أيضًا:
("قدَرُ المرءِ إذا حُمَّ القضاءْ
شمعة ٌ تخبُو وذي أخرَى تُضاءْ
غيرَ أنَّ العُمر أخذ ٌ وَعَطاءْ
وعَزاءٌ أنَّهُ كانَ الرَّجاءْ
وتقولُ أيضًا: ("حِكمة ُ اللهِ... فناءٌ وَوُجُودْ
سُنَّة ٌ تمضي وَأيَّامٌ تعُودْ
لكرام ِالناس ِ، في الدُّنيا،الخُلودْ
وَعزائي أنَّهُ كانَ العَميدْ") . إنَّها تُعيدُ إلى أذهانِنا في هذِ الخريدةِ الجميلةِ الخالدةِ روائعَ جهابذةِ وكبار ِ الفحولِ من الشُّعراءِ العرب الحكماء الفلاسفة، مثل: المَعرِّي، أبو الطيِّب المتنبِّي، أبي تمام، والشَّاعر الفارسي عمر الخيام في رباعيَّتِهِ التي تُرجِمت إلى العربيَّةِ وغنَّتها أمُّ كلثوم. هؤلاء الشُّعراء الأفذاذ العمالقة بالرُّغم ِ من كونِهم عاشوا قبل ألف ستةٍ تقريبًا إلاَّ أنَّ كتاباتهم وأشعارهم ستحيا إلى الأبد وستسبقُ العصور التي بعدها بآلاف السنين من حيث المستوى والعُمق والإبداع والنظرة الإنسانيَّة الفلسفيَّة والرُّؤيا المُستقبليَّة المُثلى الشَّاملة للحياة . هذا هو الشِّعرُ الحقيقي الذي يجبُ أن يُقرأ ويحظى بالإهتمام والدراسةِ وليسَ تلكَ النفايات التي نقرؤُها اليوم إذا صحَّ التعبير للكثيرين من الشعراءِ المحلِّيِّين التعبين الذين فضحُوا الأدبَ العربي وَدَنَّسُوا اسمَ الشِّعرَ والشُّعراءِ بجنونِهم هذا وبتخبيصاتِهم العقيمةِ ودجل ٍ وبهتان ٍ مدعوم من جهات وأطر مشبوهةٍ ورجعيَّة آنَ أن يتوقف وينتهي وَيتلاشى .
إحتكارُالأدبِ والثقافةِ وموجة ُالتعتيم على بعض الشُّعراءِ المُبدِعين:
إنَّ الحركات والأحزابَ السِّياسيَّة والتنظيمات والمؤَسَّسات الأدبيَّة عندنا في الداخل لها تأثيرٌ مُباشرٌ وسلبي وللأسف على المسيرةِ الأدبيَّة. هنالك البعض من الشُّعراءِ أو بالأحرى المُتطفلين الدَّخيلين على الشعر والأدب (غير شعراء) استطاعوا أن يحتلُّوا مكانا واسعًا وَيُحقِّقوا الشُّهرة َ والإنتشار الكبير السَّريع والركز والصِّيت والمكسب المادِّي بفضل انتماءاتِهم لتنظيم سياسيٍّ مُعَيَّن عملَ بشكل ٍ مُقرفٍ وَمُزيَّفٍ وغير نزيهٍ على شهرةِ أولئك الناس، وهذه التنظيماتُ والمؤسِّسات قد هيمنت فترة ً طويلة ً على كلِّ شيىءٍ: الأدب، الشِّعر، الفنّ، السِّياسة ...إلخ بفضل إمكانيَّاتِها المادِّيَّة ووسائل إعلامِها الواسعة. فالكثيرُ من الصُّحفِ والمجلاَّتِ المحليَّةِ وبعض الأطر الآثمة والجهات الثقافيَّة التي عملت نفسَ الشَّيىء وفرضت تعتيمًا مقصودًا على بعض الشُّعراء والأدباء، وفي نفس الوقت أشهرت غيرهم من شراذم الكُتاب الذين لا يشتحقُّون الشُّهرة َ . فهنالكَ بعضُ المُسوخ الذين يحبونَ في مجال الكتابةِ أخذوا ألقابًا لامعة ً فخمة ً. وهنالك المُبدعون في الكتابةِ شعرًا ونثرًا والذين ضحَّوا بمستقبلِهم وحياتِهم مكن أجل ِ الوطن ولكنَّ الصُّحفَ والمجلاَّت المحليَّة (الصَّفراء والمشبوهة والمأجورة) تجاهاتهم ولم تكتب عنهم شيئا ولم تنشر لهم إلاَّ نادرًا . وشاعرتنا"لميس كناعنه"من الشُّعراءِ المُبدعين ونموذج للذين أهملوا وتجاهلتهم الصُّحفُ والجرائد ووسائل الإعلام ولم تكتب عنهم أو تنشر لهم إنتاجَهم.
ذكرَ لي صديقي الشَّاعر الكبير"عمر حمُّوده الزعبي" (أبو فلسطين): إنَّ هنالك شاعرة شابَّة مثلي مُبدعة تكتب أفضل بكثير من كبار الشُّعراءِ المحلِّيِّين ولكنها لم تأخذ حقَّهَا بعد من ناحيةِ الشُّهرةِ والإنتشار ويُريدُ أن يكتبَ لها مقدِّمة َ الديوان الذي تريدُ طباعتهُ .. فظننتُ أنَّهُ يُبالغُ، ولكن عندما قرأ لي بعضًا من قصائِدِها تأكَّتُ من صِحَّةِ كلامِهِ، وذلك قبل معرفتي بهذهِ الشَّاعرةِ شخصيًّا.
إريدُ أنه أتطرَقُ في ديوان لميس إلى قصيدتين وهما: ("لحظات المُنى"- صفحة 41- 45) وقصيدة ("لو كنتُ"- صفحة 46 – 47) فهنالك تشابهٌ كبيرٌ بين هاتين القصيدتين من ناحيةِ الفكرةِ والموضوع والأسلوب لقصيدةٍ للشَّاعرالتونسي"أبي القاسم الشَّابي"ولقصيدةِ أخرى لمحمود درويش - من قصائِدِ الأولى القديمة. فللشِّاعرُ أبو القاشم الشَّابي يتمنَّى أن تكون جميعُ قوى الطبيعةِ وعناصِرها الفعَّالة كالرياح والبرق والأنهار والشلالات والبحار والشَّمس طوعَ أمرهِ ليُسَخِّرَها في خدمةِ الإنسانيَّة والبشر والحق . كما أنَّ قصيدة محمود درويش (لا أذكر عنوانها) في دواوينها الأولى يطرحُ نفس الموضوع ويُعالجُ الفكرة َ بحذافيرها .. وربَّم يكونُ محمود درويش تأثَّرَ أو أخذ عن أبي القاسم الشَّابي لأنَّ التَّشابُهَ كبيرٌ جدًّا بين القصيدتين من ناحيةِ النصِّ والتعابير والمفردات اللغويَّة والبلاغيَّة والصور الجميلة . وفي نهايةِ قصيدة محمود نرى صبغة َ الألم والتشاؤم واليأس فيُخاطب صليبَهُ بمرارةٍ وحزن ٍ فيقولُ:
("حتى صليبي ليسَ لي // إني .. إنِّي لهُ حتى العذاب").
أما في قصيدة لميس كناعنه فنرى طابع التفاؤل والإشراق والأمل وتختلف عنهم في التعابير والمفردات التي تستعملها بعضَ الشيىء فقصائدُها جاءت بشكل ٍعفويٍّ مُشابهة ً لهما بعضَ الشيىء .. ولكن ليسَ تقليدً أو تاثُّرًا بهما . تقولُ لميس:
("لو كانَ أمري بيدِي
لخلقتُ من يومي سراجًا لغدِي
وَحَرقتُ أمسِي، في جحيم ِ المَوقدِ
واجتزتُ أيَّامي إلى صُبح ٍ سَنِيِّ المَوعِدِ").
وفي نهايةِ القصيدةِ نلمسُ طابعَ الأمل والتفاؤُل، تقول:
("لكنَّني ما زلتُ أرتقبُ الغدَا // فتصَبَّري //
وَتجَمَّلِي بالصَّبر ِ فالصَّبرُ الهُدَى //
عَلَّمتناهُ تأدُّبًا فتزَوَّدِي") .
وتقولُ في قصيدتِها الثانية"لو كنتُ أستطيع":
("لو كانَ لي الخيار // في كلِّ ما أشاءْ //
لاخترتُ أن أكونَ بسمة َ النَّدَى
عندَ افتقار ِ الرَبيعْ
أو فرحة َ الأطيار //
أو، أن أكونَ جدولاً ينسابُ في المَدَى الوسيعْ
لترتوي من فيضِهِ فدافِدُ الفلا
فتزدَهي جنائِنُ الآمال ِ والرَّجاءْ") ... إلخ.
أيُّ كلام جميل ٍ عذبٍ هذا. وقد نرى في جميع قصائد لميس الكلمات الفصحَى الجزلة السَّاحرة الإيقاع، مثل: الفدافد، تترَى، المهيض ...إلخ.
وفي قصيدتِها:"كفى"تنتقدُ بشدَّةٍ وعُنفٍ تجَّارَ الوطنيَّة الكاذبين الذين يتاجرون بقضايا وآلام شعبهم وأمَّتِهم من أجل ِ المكسب المادِّي الدنيء والمصلحة الشخصيَّة وفي نفس الوقت لا يقومون بأيِّ عمل إيجابيٍّ بنَّاء وفعَّال يخدمُ شعبهم وقضيَّته المصيريَّة المقدَّسة. هذا الموضوع مهمٌّ جدًّا ولم يكتب عنهُ ويطرحهُ غيرالقليل من الشعراء والكتاب الفلسطينيِّين بشكل ٍ صريح ٍ وجريىءٍ . تقولُ لميس:
("كفاكم مَلَّتِ النفسُ الوُعُودَا
وكلامًا لا نرى منهُ مُفيدَا
كفى رقصًا وتدجيلاً وكذبا
وكلٌّ منكمُ اكتضَّ رصيدَا
فلستم قادَة ً نقفوا خطاكمْ
ولستُم إذ حمَتْ أسدًا وَصِيدا
غنيتم واختلستُمْ وابتنيتُمْ // على آلامِنا القصرَ المشيدَا
وَأنفقتُم على الصبيان ِ أموالاً // وجرحَى شعبنا نزُّوا صَديدَا
فماذا قولُكم، إمَّا سُئِلتُمْ // أمِن إرثٍ لكم تسخونَ جُودَا
على من؟ أهدرتُمُ الأموالَ؟ قولوا // فهلْ أنكرتُمُ اليومَ الشُّهُودَا
سألناكُم فما حُرتُم جوابًا // فقد خُنتُم، وما صُنتُمْ عُهُودَا
لكم خزيٌ فلستُمْ للمَعالي // وما كنتُمْ لها يومًا جُنودَا").
إنها تخاطبُ أولئكَ الكذبة المزيَّفين تجَّار الوطنية، وهم كثيرون بيننا، بشكل ٍ صريح ومكشوفٍ ... ليتَ جميعَ أدبائِنا وشعرائِنا وَمُثقفيننا تكون عندهم هذه الجرأة ُ مثل الشَّاعرة لميس كناعنه ليتصدُّوا للزيف والخداع ويفتحوا أنظا شعبنا على المهازل التي تجري ويقولون للأعور أعورٌ في عينك ... إنَّها لجرأة ٌ لا توجدُ سوى عند القليلين من الناس، وأنا شخصيًّا دفعتُ ثمنها غاليًا:مادِّيًّا ومركزًا ووظيفة ً وشهرة ً وانتشارًا بسببِ إلتزامي الوطني والقومي وجُرأتي وصراحتي التي ما بعدَها حدود في سبيل المبادىءِ الشَّريفةِ والقيم المثلى التي تخدمُ الإنسانيَّة َ أوَّلاً قبل الأمور القضايا القومية والوطنيَّة وَيُباركُها الرَّبُّ، والجميع يعرفُ هذا الشَّيىء. وإنِّي أقولها بصراحةٍ للملأ: (تبًّا لكلِّ المراكز والوظائف والكراسي وإنَّني لا أخشى في الحقِّ لومة َ لائِم) ... من رأى خطأ فليُقوِّمْهُ بسيفِه ِ وبلسانهِ وقلبهِ .. هذا هو ديني وديدني وعقيدتي.
في قصائد لميس يظهرُ الشُّعورُ الإنساني المنسابُ والحِسُّ الوطني الجَيَّاش والشَّفافيَّة ُ والوضوح والمباشرة ُ في بعض ٍ من قصائِدِها، والمُباشرة ُ لا تعني شيئا سلبيًّا بالنسبةِ للقصيدةِ كما يتفلسفُ ويتشدَّقُ بعضُ المسوخ من النويقدين المحلِّيِّين (وخاصَّة التعبين والمريضين نفسيًّا منهم وهم معروفون للجميع) لأنَّهم لا يعرفون في النقد غير هذه الجملة ويردِّدونها في كلِّ مناسبةٍ كالببغاء:"هذه القصيدة ُ خطابيَّة ومنبريَّة وفيها مباشرة، أو هذه القصيدة ذاتيَّة ومتقوقعة في الذات"... وحسب رأيي انَّ الشعرَ المباشر الحماسي الصَّادق الذي يهزُّ أعماقَ المشاعر وَيُثيرُ ويُحرِّكُ الشعوبَ ويدفعُهم إلى الكفاح والنضال من أجل ِ التَّحرُّر والإستقلال ولتحقيق العيش الشَّريف الكريم هو خيرٌ من الشِّعر الرَّمزي المُبهم والألغاز والطلاسم التي لا تُعَبِّرُ أو تخدمُ أيَّ شيىءٍ إيجابيٍّ فهي مجرَّدُ كلام ٍ سفسطائيٍّ مُبتذل ٍ أيُّ إنسان ٍ يستطيعُ أن يكتبَهُ حسب رأيي ...لأنَّ معظمَ الشِّعر الرَّمزي المُبهم والمتوغل كثيرًا في الغموض هو ترَّهات وحزعبلات وهذيان وكلام فارغ.
تقولُ لميسُ في قصيدةِ: ("اليوم والغد"– صفحة 13):
("يا أمُّ هذا الطفلُ حقُّك ِ // فابتهِجي //
مَنْ غيرُ صدركِ أرضَعَ الطفلَ الكفاحْ
مَنْ غيرُ طفلِكِ صدَّ بالحَجر ِ السِّلاحْ
مَن غيرُ كفِّكِ ألأقمَ الذئبانَ من نزفِ الجراجْ
أمَّاهُ .. لا !!!// لم تعرفي يا أختُ دمعَ الحزن ِ يومًا والنواحْ
فتبسَّمِي وتبرَّجي لغدٍ توَضَّأ بالسَّنا وصاحَ حَيَّى على الفلاحْ").
هذا هوالشِّعرُ الفلسطيني الحقيقي المقاوم في أسمَى معانيهِ وأبعادِهِ وعنفوانِهِ وإشراقةِ بيانِهِ ... إنَّنا نرَى في كلِّ كلمةٍ وهمسةٍ صدقَ العاطفة الجيَّاشة المنسابة والخارجة من صميم وجدان شاعرتنا الشَّابَّة لميس كناعنه... ونرى أمامَ أنظارنا شريطا سينمائيًّا بالألوان الطبيعيَّة لنضال وكفاح أطفالِنا ونسائِنا وأهلِنا في الضِّفَّةِ وقطاع غزَّة المُحتلَّين في مقاومةٍ طاغوت الإحتلال . إنَّ هذهِ الرَّائعة الخالدة هي أحسن وأعمق وأشمل وأصدق بكثير من القصائد التي يكتبها مشاهيرُ الشُّعراء المحلِّيِّين الحزبيِّن والسُّلطويِّين المأجورين والمُرتزين والمُستكتبين والتي يرَدِّدها الكثيرُ من المُصابين بالصُّمِّ والهبلِ ولوثةِ الجنون.
في قصيدةِ ("إنتماء الصُّمود"- صفحة 68) يخالها القارىء ُ لأوَّلِ وهلةٍ أنها لشاعر عربيٍّ كبير (سوري أو لبناني ..عراقي أو مصري) لمستواها الفنِّي الرَّاق وأسلوبها الجميل وموسيقاها الإيقاعيَّة الرَّنانة، وهي على بحر المتقارب وتصلحُ للغناءِ والتلحين .. تقول لميس فيها:
("وحقّ انتمائي // لأرضي ومائي //
وماض ٍ وآتٍ // وَشَعبِ الإباءِ
وَأهلي الأباةِ // سأقتلُ صمتي // بسيفِ القضاءِ //
وَأرفعُ صوتي // وَأعلِنُ ذاتي //
وَأبصُقُ في كلِّ وجهٍ بغيضْ //
فلستُ كسيرَ الجناح ِ المَهيضْ //").
وفي قصيدةِ ("أمس اليوم وغدًا - صفحة 57)، ولعلَّها من أجمل ِ قصائد الديوان وقد تكون من أروع وأحلى وأعمق ما كتبهُ جميعُ شعرائِنا المجلِّيِّين من أشعار سياسيَّة هادفة فهي تتحدَّثُ عن الماضي والطفولة وعن المستفبل الذي يصوغُهُ الأطفالُ . وهذا العملُ الأدبي حسب رأيي ليسَ قصيدة ً شعريَّة فحسب بل سيمفونيَّة خالدة ً بكل ما تعنيهِ هذه الكلمة من أبعاد مثلى.. هي سيمفونيَّة ُ الحياة الأزليَّة الحُرَّة السَّعيدة الدافئة الحالمة.. هي سيمفونيَّة ُ النضال والكفاح والمقاومة من أجل ِ الفجر المنشود الذي سيولدُ غدًا رغم الظلام الرَّهيب الجاثم على صدر الأمَّة العربيَّة ... سيولدُ رغم رصاص ِ المُحتلِّين ودبَّابات الطواغيت وجلاوزةِ الفاشست الطغاة ... وقد تحقَّقَ الكثيرُ من هذه الأحلام والامنيات ... تقولُ لميس:
("أمسي يومٌ وانقضَى // والغدُ آتْ //
وَيُطلُّ"اليومُ"بينَ اثنين // أمس أضحَى ذكرياتْ //
فسحبنا من حِبال ِ الأمس ِ هذا اليوم للأطفال ... أغلى الأمنيات //
فهُمُ الآتونَ بالبُشرَى // غدا يومًا بهيًّا أسعَدَا
وَهُمْ ... للمقبل الآتي بُناة ْ //
يصلبونَ الغابرَ الماضي // على جذع ِ السِّنينْ //
رُغمَ ما كانَ // سيمحونَ النوايا باليقينْ
يخلقونَ الغدَ من سفر المُحال // آية ً في كلِّ فنْ
يكتبونَ الحطَّ"وَضَّاحَ البيان"// وخلودًا للزَّمَنْ
إنَّهُم جدُّوا وقامُوا عرسَ هذا الشَّعب في كلِّ فضاءٍ ومكانْ
فتغنَّت بهم الدُّنيا // فدامُوا //
ما استكانوا حيثُ كانوا //
لا ... ولا حتى الوَلدْ
لا ولا عن حقِّهِمْ كلُّوا ونامُوا
وتقولُ أيضًا في القصيدة:
("زغردِي يا امُّ هذا الطفلُ آيَهْ
واسطري أخلى حكايَهْ
أشهدِي التلريخَ، إنَّا رُغمَ آلام ِ الجراحْ
قد نسجنا من خيوطِ الفجر ِ رايَهْ
وَجَلونا الليلَ وانشقَّ الصَّباحْ
وتخطَّينا الألمْ
لم نعُدْ نرهبُ سجنا أو نكايَهْ
زغرِدِي يا امُّ علَّينا العَلمْ").
كلمة ٌ أخيرة ٌ: إنَّ ديوانَ الشَّاعرة الشَّابَّة لميس كناعنه من أفضل وأروع الدواوين الشعريَّة المطبوعة - محليًّا وعلى امتداد العالم العربي - وقصائد هذا الديوان تضاهي وتفوقُ الكثيرَ مِمَّا كتبَهُ الشُّعراء العرب الكبار (المحلِّيِّيين وفي الأقطارالعربيَّة) من حيث المستوى الفنِّي والأصالة والإبداع والتجديد. واعتبرُها،بدوري، في طليعةِ الشُعراءِ والشَّاعراتِ العربيَّاتِ في الداخل والخارج، مثل: فدوى طوقان، سلمى الخضراء الجيوسي، جليله رضا والدكتورة عزيزه هارون ونازك الملائكة ... وغيرهنَّ . وهذا الديوان هو المجموعة ُ الأولى التي تصدرُها لميس وقد أصدرت بعده بعضَ المجموعاتِ القصصيَّة والشعرية، ومنها ما يتعلَّقُ بمجال أدب الأطفال... وما زالَ لديها الكثيرُ من الإنتاج الشعري والنثري وغيره المتراكم كمًّا وكيفا والذي لم يرَ النور بعد. فأتمنَّى للصَّديقةِ الشَّاعرة الشَّابَّة الصَّادقة المبدعة"لميس كناعنه"أن تبقى مُستمرَّةً في الأنتاج والعطاءِ الإبداعي المُلتزم وأن تَصدرَ لها مجموعاتٌ أخرى جديدة في وقتٍ قريب إن شاءَ الله.
– أشدُّ على أياديكِ وإلى الأمام دائمًا في طريق الفجر والإبداع - معًا سنبقى على هذا الدَّرب.