

حوار مع الكاتب المصريّ محمّد سرور

موجزالسيرةالذاتيةللضيف:
– كاتب وروائي مصري
– مواليد الإسكندرية/ مصر 1987.
– المؤهل: بكالوريوس تجارة – جامعة الإسكندرية.
نُشرله:
– -رواية أرض الكراميل 2019
– مجموعة «قط يعري العالم 2021.
– مجموعة «ثلاثة فخاخ لذئب أعور 2021.
الجوائز:
جائزة أخبار الأدب دورة 2018.
جائزة ديوانا لعرب للقصة القصيرة دورة 2019.
القائمة القصيرة لمهرجان شرم الشيخ الدولي للمسرح عن نص «كافكا في القاهرة» 2020.
جائزة ساويرس الثقافية 2023 المركز الأول للقصة القصيرة عن مجموعة: «ثلاثة فخاخ لذئب أعور».
جائزة الهيئة العربية للمسرح 2023.
جائزة ديوان العرب 2024 – أدب الطفل.
جائزة المهرجان القومي للمسرح 2024.
جائزة ديوان العرب 2025 – القصة القصيرة.
مبارك لك فوزك في فرع القصة القصيرة، حدثنا عن قصتك ومم استوحيت فكرة قصتك؟
ج/أشكرك جزيل الشكر على التهنئة.
قصتي الفائزة في هذه الدورة مع "ديوان العرب" بعنوان"الركض نحو الموت"، وهي تتناول واقع غزة، ومقاومة أهلها الباسلة للاحتلال. استلهمت الفكرة من الأحداث الراهنة، لاشك، لكن هل نجحت فنيًا في التعبير عن جزء من معاناة الناس هناك؟ لست واثقًا تمامًا. على الرغم من فوز القصة، فإن التعبير الحقيقي عن هذا الألم يتطلب ما هو أعمق وأكثر اتساعًا. يمكن القول إن القصة مجرد صرخة مختزلة،على درب أدب المقاومة.
ماذا يضيف لك هذا الفوز مع جائزة ديوان العرب، ولا سيّما أنّه الثّالث؟
ج/ الفوز بجائزة ديوان العرب له مكانة خاصة في قلبي،فهي أول جائزة حصلت فيها على المركز الأول في القصة القصيرة. لذلك أشعر بامتنان عميق لأسرة الجائزة،إذ منحتني دفعة قوية في مرحلة كنت لا أزال أبحث فيها عن صوتي وشكلي السردي. جاءت الجائزة لتكون بمثابة ترسيخ لرؤيتي الفنية في هذا النوع الأدبي.
كيف تختار مواضيع قصصك، ورواياتك، من البيئة المحيطة بك؟ أم تجعل شخصيّاتك توثّق تجاربك الحياتيّة سردًا؟
ج/لا أعتقد أن الأمر يتم بهذه الطريقة المباشرة. بالتأكيد البيئة والتجارب الحياتية تمثلان مادة خامًا غنية للكتابة، لكن ما يحركني حقًا هو رؤيتي للعالم. أكتب لأن لديّ موقفًا ورؤية أبحث دائمًا عن القالب المناسب للتعبير عنها، سواء كان القالب قصةأوروايةأومسرحية.
قصّتك (أكياس الدّم)، نرى في نهايتها الشَّابّ الوحيد الحكيم، يرتكب خطأ أهل قريته، هل هي إشارة إلى "نظريّة القطيع" في المجتمعات؟

ج/ أفضّل ألا يؤوّل الكاتب نصه. تأويله يضيّق من أفق النص، ويفسد على القارئ متعة التعدد في التأويل والانفتاح على احتمالات المعنى.
هل يؤخَذ على كاتب الرّواية أن يكون الرّاوي شخصًا واحدًا؟ وماذا يضيف تعدّد الرُّواة؟
ج/ لكل كاتب الحرية في اختيار أدواته السردية بما يخدم نصه. الراوي الواحد ليس نقطة ضعف، كما أن تعدد الرواة ليس بالضرورة تفوقًا. ما يهم هو كيف تُوظّف هذه الأدوات بذكاء. فَبِرأيي، يصبح تعدد الرواة ضرورة إذا كان النص يحتاج إلى توسيع زاوية الرؤية، أو الكشف عن فجوات السرد، بحيث يُثري البناء الفني ويعمّق الفهم.
هل للمكان تأثير على شخصياّت الكاتب؟ وما أثر مدينتك الإسكندريّة في كتاباتك المتنوّعة؟
ج/ بالتأكيد للمكان أثر، لكنه ينعكس أولًا على شخصية الكاتب نفسه، وليس فقط على شخصياته المتخيلة. الإسكندرية بالنسبة لي بيئة هادئة وحاضنة للكتابة،على عكس القاهرة التي لا أحتمل ضجيجها. كلما زرتها،أشتاق سريعًا للعودة. أما أثر المدينة في نصوصي، فالإسكندرية لا تحضر بوصفها الجغرافي كثيرًا، لكنها تتسلل كظل أو نغمة أو هواء بحري في بعض القصص.
قرأتُ قصّتك للأطفال (البامبو لا يمكنه أن يلعب الكرة)، وأحببتُ فكرتها المتميّزة، هل ترى أنّ قصص الأطفال لدي عددٍ كبيرٍ من الكُتّاب باتت متشابهةً؟
ج/ نعم، إلى حد ما رغم الحراك اللافت في مجال أدب الطفل عربيًا، إلا أن هناك توجهًا سلطويًا وأبويًا يفرض قوالب معينة على هذا النوع من الأدب. كثير من دور النشر والجوائز تفضل موضوعات بعينها، ما يجعل الكتّاب يدورون في نفس الدائرة، ويؤدي إلى تشابه الأفكار، وتكرارها. التجديد الحقيقي يتطلب فضاءً مفتوحًا للخيال، والطرح.

فزتَ بجائزة المهرجان القوميّ للمسرح 2024، حدّثنا عن مضمون نصّك الفائز، وما الذي أهّله للفوز برأيك؟
ج/ نص "الخالة" يتناول الموروث الشعبي المصري، وكيف يعاد إنتاجه وتصديقه بوصفه مسلمات لا تقبل التشكيك. يحاول النص أن يكشف كيف لهذا الموروث، حين يفعل بشكل غير نقدي، أن يتحول إلى أداة سلطوية. النص يطرح تساؤلات حول علاقتنا بما ورثناه، وتدفع المشاهد لإعادة التفكير في ما يعتبره حقائق ثابتة، وأما عن الفوز فهو توفيق من الله.
كيف ترى حال الحركة المسرحيّة في مصر؟
الحركة المسرحية في مصر تمر بمرحلة معقدة ومتناقضة، هناك تجارب لافتة على صعيد الإخراج والكتابة، ولكن في المقابل يعاني المسرح من أزمات مزمنة تتعلق بالإنتاج، وضعف الدعم المؤسسي، كما أن هناك فجوة لافتة بين المؤلفين، والمخرجين، وكأن كل طرف يعمل في واد مختلف.

ما هو انطباعك بعد حفل الفائزين بجائزة ديوان العرب؟ وهل لديك اقتراحات للقائمين عليها؟
ج/ أشعر بامتنان عميق لأسرة الجائزة؛ الحفل كان رائعًا، يليق بالمبدعين. أشكر الأستاذ عادل سالم، الأب الروحي للجائزة، وأشكر لجنة التحكيم، والأستاذ الكبير أشرف شهاب، دينامو الجائزة النشيط. شعرت وكأننا بين أهلنا. أما عن الاقتراحات، فالقائمون على الجائزة يعرفون جيدًا ما يفعلون، ويكفيهم هذا الإخلاص، والدأب في دعم الأدب، وأهله.
كيف ترى حال الحركة المسرحية في مصر؟
الحركة المسرحية في مصر تمر بمرحلة معقدة ومتناقضة. هناك تجارب لافتة على صعيد الإخراج والكتابة، ولكن في المقابل يعاني المسرح من أزمات مزمنة تتعلق بالإنتاج، وضعف الدعم المؤسسي. كما إن هناك فجوة لافتة بين المؤلفين والمخرجين، وكأن كل طرف يعمل في واد مختلف.