الأربعاء ٥ حزيران (يونيو) ٢٠٢٤
حوار مع الدكتورة نجمة حبيب أستاذة الأدب العربي بجامعة سيدني:

على الشعراء أن يكونوا حريصين على جودة الشعر في عصر العولمة

أحمد مجدي

التسطيح الحاصل في وسائل إعلام العالم العربي وراء تراجع الاهتمام بالشعر

التكنولوجيا نعمة للمبدعين ولها سلبياتها

يقول أبو تمام: "بنى المجدَ تسعاً وثلاثينَ حجّةً.. وكانَ إلى العلياءِ في العشرِ سلّما.. إذا شجَّجتْهُ الطيرُ يوماً عشيّةً.. فقدْ سرّتِ النجمةَ في يومِ قرِّبا".. وحوارنا اليوم مع الدكتورة الشاعرة والمفكرة الفلسطينية نجمة حبيب، وهي كاتبة بارزة حصلت على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة سيدني في أستراليا، ونجحت بموهبتها الأصيلة فى الجمع بين البحث الأكاديمي والكتابة الإبداعية، فقدمت إسهامات غنية من خلال مقالاتها النقدية والبحثية في الصحف العربية والعالمية. كما أن لها بصمة مميزة في الأدب من خلال قصصها القصيرة ورواياتها.

تم تكريم د. نجمة حبيب، بالعديد من الجوائز المرموقة، منها منحة المجلس الأعلى للفنون في أستراليا وجائزة جبران خليل جبران العالمية التقديرية الثقافية. كما منحها المجلس الثقافي الأسترالي العربي جائزة الإبداع الأدبي عام 2014، وهى فوق كل ذلك أستاذة للأدب العربي بجامعة سيدني. كما أنها عضو لجنة تحكيم قصيدة النثر فى الدورة العاشرة من مسابقات ديوان العرب الأدبية.

سنغوص اليوم في أعماق تجربتها الأدبية والفكرية، ونتعرف على مسيرتها المهنية والشخصية، ونستعرض آرائها حول العديد من القضايا الأدبية والثقافية.

في البداية ما هو انطباعك عن تطور حركة الأدب والشعر العربي؟

الشعر هو أقدم فنون القول عند العرب. لذلك هو موجود في ذاكرتنا الجمعية فنحن نطرب لسماعه ونتمنى أن نكون موهوبين به، ولذلك نراه يتصدر معظم برامج الإعلام المرئي والمسموع في بلادنا، لكن لا يمكن أن ننكر أن تراجع الاهتمام بالشعر يعود إلى التسطيح الحاصل في وسائل الإعلام في العالم العربي.

كيف ترين وضع الشعر العربي في الوقت الراهن؟ وهل تعتقدين أنه يحظى بالاهتمام الكافي؟

أنا أؤمن أن الشعر باقِ على مر العصور، فإن حصل وخبا يومًا فإنه لا بد آتِ وأنه سيظل يؤثر في حياة الناس. نعم من الصحيح أن لكل صرعة جولة ولكن لا بد للأصيل أن يصرع الدخيل. وقد وجدنا فى القصائد المشاركة فى مسابقة ديوان العرب نماذج تدل على أن الشعر العربي ما زال بخير.

ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الشعر في المجتمع اليوم؟

لقد حدث وكان الشعر أكثر الفنون تأثيرًا في حياة الناس، فهو موجود في أفراحهم وفي أتراحهم ، فنحن لا ننسى يوم كان الشعر ديوان العرب وأيام كانت المعلقات (القصائد المشهورة) تنشر على جدران الكعبة. وقد تراجع الشعر بسبب إدخال فنون هزيلة أسهل على المتابعة مثل: الغناء والرسم التشكيلي والكاريكاتير.

كيف ترين تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على الشعر والشعراء؟

يحظي شعراء الزمن الحالي بنعمتين: التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي

فبوجود التكنولوجيا مثل iCloud بالخصوص يتم تخزين جميع المعلومات فأصبحت متاحة لكل إنسان يريد أن يدون أو يطلع على موضوع ما، ولكن هنالك سلبية وهي تعرض الأعمال للسرقة. وهذه نار اكتويت بها بضع مرات.

ولكن من الواضح أيضا أن التكنولوجيا تتمتع بتأثيرات إيجابية فى نشر وتوسيع نطاق قراءة الأعمال الشعرية والنقدية، وهذا هو الدور الذى تلعبه ديوان العرب من خلال موقعها الإلكترونى، حيث تساهم فى دعم حركة الشعر العربي، وتوسيع نطاق قراءته إلى جميع أنحاء العالم.

ما هي أكبر التحديات التي يواجهها الشعراء اليوم؟

يواجه الشعراء العرب عدة عوامل منها: التنوع اللغوي والفارق الزمني بين الأجيال. فالمواضيع التي يهتم بها شباب اليوم لا تلقى رواجاً بين الكبار. أيضًا هناك مشكلة الفارق اللغوي حيث نجد كلمات مستخدمة في العراق مثلًا غير مفهومة في لبنان، بينما تستثنى مصر من هذا إذ إن لهجتها مفهومة في كل الوطن العربي بسبب الدراما المصرية التي غزت الوطن العربي منذ ما يزيد على ٧٠ سنة. وهناك أيضًا مشكلات ذات طابع مادي مثل قصر ذات اليد عند الكثير من الشعراء، حيث إن دور النشر تتقاضى ثمنًا لطباعة ونشر الكتب بحجة أن الإقبال خف كثيرا. ومن مسببات القلق للشاعر العربي الحفاظ على الأصالة في زمن العولمة، وهذا يتطلب من الشعراء والقراء أن يكونوا حذرين للحفاظ على جودة الشعر وعدم الانجراف وراء التوجهات السطحية.

كيف ترين العلاقة بين الشعر والفنون الأخرى؟ وهل يمكن التداخل بين الشعر وأشكال فنية أخرى؟

العلاقة بين الشعر والفنون الأخرى علاقة قوية.. فعلاقة الشعر بالغناء تكرست عندما دخلت الدولة العربية عصرها الذهبي. وأكثر البلدان التي اشتهرت به هي الأندلس. ويشهد عصرنا الحاضر إقبالا على تضمين المناسبات الاجتماعية والثقافية خطبًا تلقى شعرًا. وقد شاع هذا النوع بقوة بين أبناء الجالية العربية في أستراليا، ونراه بكثرة في حفلات توقيع الكتب على سبيل المثال.

في النهاية ما هي النصيحة التي من يمكن تقديمها للشعراء الشباب الذين يطمحون إلى نشر أعمالهم؟

نصيحتي للشعراء أن: اقرأوا.. اقرأوا.. اقرأوا.. فإن القراءة أكثر توسع مدارك العقل. وطبعًا لا يجب أن ننسى الفنون الأخرى كالإعلام وما فيه من فنون كالغناء والمسرح والخطابات في المناسبات.

أحمد مجدي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى