قَدْ جِئْتُ أَرْسِفُ بِالأَصْفَـادِ يَحْمِلُنِي |
|
|
بُؤْسِي وَقَدْ أَوْهَنَ الإِيصَـادُ أَنَّاتِي |
فَلَـمْ أُلاَقِ لَـدَى الإِيمَـاضِ بَارِقَةً |
|
|
يَلُوحُ مِنْهَا بَصِيصٌ عِنْـدَ إِنْصَاتِي |
عَلَى النَّحِيبِ بِجُـرْحٍ لَنْ أُضَمِّـدَهُ |
|
|
أَوْجَزْتُ بِالنَّزْفِ لِلحَـادِي حِكَايَاتِي |
بَنَيْتُ عَرْشاً مِنَ الأَوْهَامِ مُخْتَرِقـاً |
|
|
جَمْرَ الجَلِيـدِ عَلَى أَشْـلاَءِ أَمْوَاتِي |
وَجِزْتُ دَرْباً مَدَاهُ الخَوْفُ مُلْتَحِفـاً |
|
|
ثَوْبَ الهُمُومِ عَلَى نَعْشِ المُسَـاوَاةِ |
فَرَرْتُ بِالجِلْدِ لَكِـنْ دُونَ شَـاهِدَةٍ |
|
|
مُذْ هَـيَّجَ الزَّجُّ باِلأَحْيَـاءِ آهَـاتِي |
وَصِرْتُ فِيـهِ أَسِيّـاً أَقْتَفِي شَجَنِي |
|
|
مُحَطَّمَ النَّفْسِ مِنْ هَـوْلِ المُعَـانَاةِ |
وَنِلْتُ بَعْدَ نَفَـادِ الصَّبْـرِ مُغْتَرِبـاً |
|
|
جَوَازَ عُسْرٍ بِهِ جُـبْتُ المَتَـاهَاتِ |
أَضَعْتُ مَأْوَايَ عِنْدَ النَّبْشِ مُهْتَرِئـاً |
|
|
وَالجَدْبُ أَوْهَنَ قَبْلَ الدَّفْـنِ أَقْوَاتِي |
فَصِرْتُ أَرْكُضُ بَعْدَ البَعْثِ مُقْتَحِمـاً |
|
|
ثَلْـجَ الجَحِيمِ لإِخْمَـادِ احْتِرَاقَاتِي |
أَنَا الغَرِيقُ بِشِبْـرِ المَـاءِ مُعْتَكِفـاً |
|
|
عَلَى المَرَاثِي تَلُوكُ الغَـيْظَ مَأْسَاتِي |
اللَـيْلُ يَعْلَـمُ أَنِّـي نَجْـلُ بَجْدَتِـهِ |
|
|
خُضْنَـا الدَّهَـالِيزَ مُذْ حَبْوِ البِدايَاتِ |
عَلَى الكَفَـافِ أُقَاسِي دُونَمَا عَمَـلٍ |
|
|
أَرْعَى التَّعَطُّـلَ فِي قَفْـرِ المَنَاحَاتِ |
بَحْرَ الأَكَاذِيبِ أَطْوِي لَيْسَ لِي أَمَلٌ |
|
|
أُسَامُ خَسْفـاً وَلَمْ يُعْـثَرْ عَلَى ذَاتِي |
أَعُودُ مِنِّي إِلَى الإِرْهَـاقِ مُكْتَئِبـاً |
|
|
وَالدَّهْرُ يَعْـدُو وَرَائِي بِالمَشَقَّـاتِ |
أَعِيشُ بِالبَيْـضِ فِي خُـمٍّ أَلُوذُ بِهِ |
|
|
بَعْدَ العَـرِينِ وَقَدْ شَاخَتْ دَجَاجَاتِي |
كَدِيكِ جِنٍّ قَبِيحِ الصَّـوْتِ أُفْزِعُهُمْ |
|
|
فِي كُلِّ صُبْـحٍ وَمَا أَجْدَتْ نِدَاءَاتِي |
لاَ طِفْـلَ يَهْتِفُ بِـي بَابَا فَيُطْرِبَنِي |
|
|
وَلاَ خَلِـيلَ أُنَـادِي فِي المُلِمَّـاتِ |
وَصِرْتُ أَحْيَـا أَسِيرَ النَّحْسِ بَيْنَهُمُ |
|
|
لاَ دَمْعَ تَحْبُـو بِـهِ لِلبَـثِّ ثَارَاتِي |
أَشْهَرْتُ سَيْفِي مُغِيراً بَعْدَمَا اكْتَهَلَتْ |
|
|
تَحْتِي الجِيَـادُ وَلَمْ تُغْفَرْ إِسَـاءَاتِي |
عِشْرُونَ عَامَاً بِجُبِّ الضَّنْكِ مُنْتَظِراً |
|
|
بِأَنْ أُشَيَّعَ فِي إحْـدَى الجَنَـازَاتِ |
كَمْ مِنْ هَجِـينٍ غَزِيرِ الرَّوْثِ أَمَّلَنِي |
|
|
عِنْدَ النِّـزَالِ وَلَمْ تُجْـدِ اسْتِغَاثَاتِي |
وَكَمْ أَمِيـنٍ كَبِيـرِ الكَّرْشِ عَاهَدَنِي |
|
|
بِأَنْ أُعَيَّـنَ فِي إِحْـدَى القِطَاعَاتِ |
أَذْوِي وَقَدْ زَفَرَ الدَّيْجُورُ مُمْتَعِضـاً |
|
|
مُنْذُ اسْتَلَمْتُمْ مَلَفِّي فِي المَمَـرَّاتِ |
مَا كُنْتُ أَحْسِبُ بِالخِـذْلاَنِ نُصْرَتَهُمْ |
|
|
مَنْ بَيَّتُوا النَّكْثَ لِي عِنْدَ المُـلاَقَاةِ |
فَإِنْ نَسِيتُـمْ فِإنِّـي لَـنْ أُذَكِّـرَكُمْ |
|
|
تَذْكِيرَ مُنْتَكِسٍ مِـنْ دُونِ رَايَـاتِ |
وَلَـمْ أَلُمْكُـمْ لأَنَّ المَـاءَ مَقْـدِمُهُ |
|
|
يُلْغِي التَّيَمُّـمَ رَغْمـاً عَنْ حَمَاقَاتِي |
وَذَاكَ صَوْتِي لَعَـلَّ الأَرْضَ تَرْفَعُهُ |
|
|
عَنِّي إِلى اللهِ فِي أَعْلَى السَّمَـاوَاتِ |
إِلَيْكَ أَشْكُو هُطُولَ الجَدْبِ فِي عَدَنٍ |
|
|
وَطُولَ نَحْبِي عَلَى بَـابِ المُحَابَـاةِ |
فَجُدْ عَلَـيَّ بِبَعْضِ الغَيْـثِ يَنْشُلُنِي |
|
|
مِمَّا أُلاَقِي لَـدَى طَـيِّ المَفَـازَاتِ |
حَتَّى أُزِيلَ فُلُولَ النَّـزْفِ عَنْ بَدَنِي |
|
|
مِنْ بعْدِمَا نَكَـأَ الآسِـي جِرَاحَاتِي |
وَمَنْ سِوَاهُ إِذَا مَا اللَـيْلُ دَاهَمَنَـا |
|
|
أَرْدَاهُ بِالصُّبْحِ وَاجْتَثَّ الأَسَى العَاتِي |