

جتى الجنان!
إلـى الحـياةِ بأســرِها
إلى امرأةٍ اختصرتِ الكونَ
فكانــتْ......... أمِّـي
عَزَفَ الوُجُوْدُ عَلَى شِفَاهِكِ لَحْنَا | فَتَرَاقَصَ اسْمُ الكَوْنِ قُرْبَكَ قَرْنَا | |||
وَتَهَيَّأَ الرَّحْمَنُ قَلْبَكِ مَوْطِنَاً | مَا كَانَ في آيِ السَّمَاءِ يُمَنَّى | |||
هَلْ كَانَ حُبُّكِ يَا جَمِيْلَةُ مُجْرِمَاً | حَتَّى جَمِيْعَاً في غَرَامِكِ مُتْنَا؟ | |||
أَمْ كُنْتِ سَيِّدَةً يُقَدِّسُهَا الهَوَى | فَسَمَا هَوَاكِ إِلى البَعِيْدِ فَتُهْنَا؟ | |||
أَتْقَنْتُ حُبَّكِ مُذْ خُلِقْتُ، وَإِنَّنِي | قَدْ كُنْتُ أَرْغَبُ عَنْ جُوَارِكِ مُضْنَى | |||
وَعَلِمْتُ أَنَّكِ يَا جَمِيْلَةُ غَايَتِي | مِنْكِ المَصِيْرُ يَوَدُّ لَوْ يُتَبَنَّى! | |||
كَمْ كُنْتُ أَكْفُرُ بِالنَّعِيْمِ! وَكَمْ أَرَى | في هَذِهِ الأَيَّامِ قُرْبَكِ مَنَّا! | |||
مَا كُنْتُ أَعْبُدُ يَا جَمِيْلَةُ خَالِقَاً | فَالكَوْنُ عِنْدِي عَالَمُ قَدْ جُنَّا | |||
بَلْ لَمْ أَدِنْ يَوْمَاً بِدِيْنٍ لِلْهُدَى | لا اللاَّتُ، لا (طَهَ) وَلا (يُوْحَنَّا)! | |||
وَاليَوْمَ أُدْرِكُ أَنَّ مَاضِيَّ انْقَضَى | وَثِمَارُ زَرْعِكِ في القَرِيْبِ سَتُجْنَى | |||
كُلُّ القَصَائِدِ في هُيَامِكِ لُحِّنَتْ | فَتَسَاءَلَتْ: "بِاللهِ كَيْفَ أُغَنَّى؟" | |||
مَا دَامَ بَاسْمِكِ حَرْفُ عِشْقٍ وَاحِدٌ | تَبْقَى الذُّنُوْبُ عَلَى صَلِيْبِكِ تَفْنَى | |||
أمَّاهُ يَا وَطَنَ انْبِعَاثِ قَصَائِدِي | إِنَّ الوُجُوْدَ عَلَى مَدَاسِكِ يَهْنَى! | |||
أُمَّاهُ أَيَّتُهَا السَّمَاءُ تَمَجَّدِي | يَا مِنْ بِلا إِحْسَانِكِ اسْتَسْلَمْنَا! | |||
أَشْرَبْتِنِي حُبَّ الحَيَاةِ فَزِدْتِنِي | طَمَعَاً بِمَجْدٍ في الخُلُوْدِ يُكَنَّى | |||
وَزَرَعْتِ في قَلْبِي الطُّفُوْلِيِّ الهَوَى | وَقَرَأْتِ لِي قِصَصَ الخَيَالِ وَفَنَّا | |||
عَلَّمْتِنِي أَلاَّ أَذُوْدَ تَعُصُّبَاً | فَاللهُ مَا حَصَرَ الكِتَابَ بِـ(مَشْنَا)! | |||
عَلَّمْتِنِي أَلاَّ أُحِيْلَ قَصَائِدِي | لِلْخَوْفِ فَالإِنْسَانُ فِيْهِ تَدَنَّى | |||
وَطَلَبْتِ لِي غُفْرَانَ رَبِّكِ في الضُّحَى | فَعَلِمْتُ أَنَّ الكَوْنَ بِاسْمِكِ يُبْنَى | |||
أَرْجُو جِوَارَكِ في الحَيَاةِ وَإِنَّنِي | يَوْمَ انْبِعَاثِي ظِلَّهُ أَتَمَنَّى! | |||
مِنْ غَيْرِ عَطْفِكِ يَا سَنِيَّةُ عَالَمِي | صَرْحٌ يُهَدَّمُ لا يُزَانُ بِمَعْنَى | |||
لا صَحْبَ لِي، لا حُبَّ لاقَ بِصَبْوَتِي | وَالصَّمْتُ في أُذُنِي عَلَيَّ تَجَنَّى | |||
لَوْلاكِ يَا طُهْرَ المُقَدِّسِ في العُلا | مَا رُمْتُ أَمْسِي أَوْ غَدَاً يَتَثَنَّى | |||
مُسْتَقْبَلِي وَقَصَائِدِي وَمَشَاعِرِي | وَأَنَا، لَكِ اخْتَرْنَا الفِدَاءَ فَدُمْنَا | |||
وَاللهِ لَوْ قُطِعَتْ يَدِي اليُسْرَى، لَكَمْ | أَرْجُوْ فِدَاءَكِ أَنْ تُتَبَّ اليُمْنَى! | |||
أُمَّاهُ يَا وَطَنَ الفَضِيْلَةِ إِنَّنِي | كَالأَرْضِ أَرْجُوْكِ السَّلامَ لأَغْنَى | |||
أَعْلَنْتُ تَوْحِيْدِي، فَحُبُّكِ جَنَّتِي | وَجَنَى الجِنَانِ كَمَا الوَرِيْدِ وَأَدْنَى! |
من ديوان: عندما زرتُ القدر