الاثنين ٢٤ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٢
بقلم منذر أبو حلتم

أهادن غيم أيلول

أيلول يفتح نافذة الريح ..
تخلع الأشجار ملابسها
لتغتسل برذاذ الغيم
ومثل قطة صغيرة ..
يخرمش المطر ليلا .. زجاج النافذة!
وحيدا يصب مصباح الشارع
كؤوس الضوء الأصفر على الرصيف
وعلى طاولتي نصف فنجان قهوة باردة
ونصف قصيدة …
**
أيلول يفتح صناديق الذكريات
ينفض عن أقفالها صدأ الفصول
.. يرسم في عتمة الليل
على السقف ألف صورة وصورة
تتلاحق مثل شريط يعرض بالأبيض والأسود ..
وصوت الريح يخلط (رزنامة ) العمر..
وكأنما الريح تبعثر كومة من الصور العتيقة
على جدار الذاكرة …
**
أهادن الليل ..
أفاوضه : دعني أنام
وخذ ما شئت من حلم ومن أرق ..!
وغيم أيلول يحجب أفق الشروق
ومثل رسام أثقل عينيه الصداع
يخفي بريشته حدود الفجر
برماد الغيم ..
ثم تبدأ بغتة أنشودة المطر
**
أشجار الشارع تغفو
قبل أن يغفو البشر ..
تتكور أحياء المدينة حول نفسها
مثل قط عجوز يوشك أن ينام
تغلق المقاهي نوافذها ..
فيرسم ضوءها ظلال الساهرين
وهي تتراقص ناعسة ..
على الرصيف الغارق
في وشوشة المطر ..!

منذر ابو حلتم؛ عضو رابطة الكتاب الاردنيين واتحاد الكتاب العرب


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى