الوحــدة
دقوا المهابيج... دقوها و يا طربُ
عربدْ كما شئتَ فالميزان ينتصبُ
و جُنَّ شوق الملايين التي انتظرت
فالوحدة الحلمُ من عينيك تقتربُ
و النيلُ يزحفُ مشتاقاً إلى بردى
و الغوطتان على خصريهما قصبُ
و الأسمر الملهَمُ العملاق يرقب ما
يجرى ... و دمعة حبٍ منه تنسربُ
فتشرب الشام ما يكفي ليملأها
عطراً بكل ضفاف الأرض ينسكبُ
يا فرحةً لم تَطُلْ ماذا جرى أدمٌ؟
ثوب العروس دمٌ ؟ و الحفل منتحبُ
ماذا جرى هم ذئاب زُوِّرُوا بشراً
فالناب و الخنجر المسموم و القِرَبُ
ما زلتُ أذكرُهُمْ مازلت أعرفهم
تلك التفاصيل لا تَخْفَى ويا عجبُ
هم يغسلون يديهم بل خناجرهم
و فوق جثة مااغتالوا بكت خطب
و طالبوا بالدم المسفوك أي دمنا
كأنهم ما رأوا شيئاً و لا ارتكبوا..
كانوا أشد نفاقا ليس يردعهم
عن حقدهم حلم غض و لا نسب
كانوا أشد نفاقاً فالخناجر في
ظهر العروبة و الدمعات تنسكب
كانوا أشد نفاقاً أنت تعرفهم
من الشعارات يا عار الذي كتبوا ..
أوحدويون؟ أين الوحدة انفجرت
و من مفجِّرُها ؟ هل ضاعت الكتب ؟
أيؤمنون بتحرير التراب متى
و كيف و أرض المصطفى سَلِبُ ...
أيؤمنون بعدلٍ بعد ما أكلوا
خير البلاد و ما غصُّوا و لا شربوا .
من بعد عصر جمالٍ و هو قائدنا
و العهدُ و الوعدُ و الميثاقُ و الأدبُ
قلَّ الرجال بهاتيك القصور و ما
عادت لحاكمها العربانُ تنتسِبُ ..
يا وحدة قتلوها بعدما شربوا
من ضَرعِها و التقى الكلاّب و الكَلِبُ..
أنا ابن ثأرٍ و لن أبكي فقاتلها
ما زال حتى تراب القبرِ يَغْتَصِبُ
دمشق مدِّي إلى جرح العراق يداً
تنام عينُك و النيران تلتهبُ ؟
و النيلُ في قبضةِ السجَّان مذ نَعِسَتْ
تلك النواطيرُ و الصحراءُ تغتربُ
و مغربُ ابنِ زيادٍ فُتَّ في يده
فراح يجرحُ عينيهِ و ينتحبُ..
و أمَّة القِممِ السفلى تنام على
قفا قفاها ، و فيها الكلُّ مُرْتَعِبُ
بِلُّوا الذقون كما بلَّ المعَمَّرُ فالموسـى تُحَضَّرُ و الحلاقُ يقـتربُ..
و حاكمٌ لا يكون الشعب حارسَه
فليس يحميه لاذلُّ و لا ذَهَبُ..
هي انتفاضة أهل القدس قِبلتكُم
يا و حدويون حيث الحق ينتصبُ
هي المعادلة الكبرى بأمتنا
للدَمِّ لا لخضوع القادة الغَلَبُ
ديني التراحم أهلاً و الجهاد عدىً
ياللمقاييس كيف اليوم تنقلبُ
جماعةُ بريمر ليست جماعتنا
مهما تَزََيَّتْ و مهما فُسِّر الكذبُ
ضلالة النهج تلغي الوهجَ ليس بنا
راضٍ بمجلس حكمٍ حين بوشُ أبُ
و فتيةٌ بضعةٌ لو حوصروا انفجروا
و فجَّروا فدم المستعمر الطلََبُ
كلُّ الفتاوى إذا أبقتْ بأمتنا
مستعمراً فإلى الشيطان تنتسبُ
كأن من رفضوا الحجاج يسعدهم
جنكيزخان و هولاكو فَيَا عَتَبُ ..
هو العراق و إن عاث الطغاة به
و كربلاء هي الإيمانُ و الغَضَبُ
فلا عليُّ له بـبريمرٍٍ صِلَةٌ
و لا الحسين من الشيطانِ يقتربُ..
هي العروبة من فالوجتين نَمَتْ
و أثمرت نجماً حدِّق هي الشهبُ
حريةُ الروح نحن اليوم نحملها
و نحن نبذِلُها و الكونُ يُنْتََهَبُ
إنْ بقعةٌحجمَ قبرٍ حرَّةً بقيتْ
صلّوا عليها ففي أعماقِها عربُ
28\2\2004
* قصيدة ألقيت في مهرجان الوحدة العربية الذي أقامه اتحاد الشباب الوطني – لبنان في جامعة بيروت العربية