السبت ١ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم
الهـــــــوَّة
قصائد من ديوان الهــوَّة:قصيدة (لا.. ليست فراشة
أنت الفراشة التى ربما..؟ لن تولد..؟تحطمين قرص عسلك، شرنقاتك، واحدة تلو أخرىبإصرار تحفرين جداراتها، فلربما ينقض آخرهاتتلهفين لرؤية ضوئا خافتا، قد يكون معلقا هناك منذ الأزللكنك أبدا.. لن تريه***تتحولين مرة تلو الأخرى وأبدا.. أبدا لن تصيرى ما ترينه فيك..!؟وأبدا لن تكونى أنت..!!.. وأبدا لن تعرفى..!؟***شرنقتك التى تحفرين جدارها الآن، عله ينقض هذه المرة؟ما ورائها..؟ وما هى؟***لم تصيرى فراشة؟.. ولا حتى حبة لؤ لؤ..وكما قلت لك مرارا يا سيدتى "الفراشة التى ليست أنت":أنت فراشة لم تتحول..!!قصيدة (مشاكل تصويب، ليس أكثر..!!؟
كل متعة ينالها أحدهم تأتى وامضة، متوترة، من أثر صوت حز السكين فى رقبة ما..السكاكين دائمة الانغراس كتكرار شرب أكواب الشاى أوالقهوة تساعد على زيادة التوتر..تماما كإنسلاخ طبقة الأعصاب العليا من كثافة الهواء أو أخطاء التصويب***سماء المكان تضج بأبخرة صفراء رماديةالأطماع تتبخر مع الأنفاس فيتحول هواء الردهة الكبيرة، لكثيف مغبر***المارون فى هذه الردهة يمرضون سريعاأعصابهم تشتعل.. كأنها أوراق من قصدير.. ما أن تشتعل تتبددقلوبهم من أثر كثافة الهواء تصاب بإنهاك.. ثم تطفو منخلعة من أماكنها***شهوة مكتومة تتطاير فى المكان وتصيب الوجوه باسودادوأعمدة الدخان المتصاعدة من الوجوه.. ليست بكافية لتنهى هذا السعار الأسود***المتعة الأكثر تشويقا يتم تداولها بشكل ثنائى، فى صوت خفيض، فى الأركانهناك..تُروى بتفاصيل دقيقة أخطاء تصويب فاتنة..فالبعض يطلق سهامه ليصيب نفسه..!!(وسط انفجارات ضحك مكبوتةتتنهد قلة خبيرة وتردد: التصويب..!!؟)مقاطع من كل يوم
1-تراه مغردا، محلقا فى السماء...معتقدا فى سعادته، تحسدهقد لا يكون سوى طائر وحيد، أو جائعوهذا الجناح، المبهر، الممتد حتى آخرهربما يرتعش خلسة هناك فى الأعالى...!؟2-تعتقد أن غرس السكين فى اللحم الطرى هينا.أنت لا تعرف السكين ولا غواية طراوة اللحم..؟وكيف تشغل ذهنك، وتتآكلك بروية..!؟3-تحلم بمشنقة أو ملاك خلاصولا ترى آلاف المساجين يصرخون خلفك..4-ترجو سقوطى..!ان تملأ عينيك من بعثرتى فى الترابأياك وأمنيتك، ففى التراب صحوة أشد من الموت5-تحلم بالتخلص من شبحى القابع خلفكشبحى، قد لا يكون سوى همهمات غاضبة وأبخرة قاتمة تتصاعد من عاتقيك..!؟قصيدتان ( لن ترانى..
1-يمكنك أن ترى من خلالىفانا لست سوى قطعة من ثلج يبدو كالزجاج.. كثيف جداولامعيمكنك أن ترى من خلالى وسوف أتضاءل وأختفىليتك كنت مدركا فتشعر بالسر الذى ينسرب داخل الثلج..لكنك لن تراه..تماما كما تحب ستبقى أحمقا وأعمى..ها أنت ذا قد تمكنت أخيرا من إخفائىليس ما بين كفيك الآن سوى " ماء" كما يقولون، هو رمزالمحبة الصافيةتراك خائف أن أقوم من محبتى؟من موتى.. أعود لصلابتى من جديدلا تخف.. ما أبعد الموتى من أن يحيوا..!!كنتُ:قطعة من الثلج لها كثافة بين كفيك لكنها ستتسرب الآن بعيدا.. بعد أن تسلبك بعضا من حرارتك..2-هل ترى تلك الرعشة التى تعبرنى..؟أ تعتقد أنك تراها..؟تعتقد أننى أخبأ فيها بعضا من تلك اللحظة التى نحياها، الآن..؟ لا..!!لن تلحظ أبدا خيط الحيرة المتوتر وهو يستدعى ما ليس موجودا..لا تدع ضحكتى المدوية أواللمعة الخفيفة التى تنبأ عن جنون قديم، فى عينىَّ تخدعانك..تتبع خيط الحيرة المنبعث على وجهى..والنبضة الخفيفة فى زاوية الأنفربما تفهم لماذا سأنهى اللقاء فجأة، بعد لحظة، وأنسحب..تتبع ما يتصاعد منى.. فربما فى حركات أصابعى الغير صبورة ما أخفيه..؟أعرف أنك لا تلاحظ..أعرف أنك لا ترانى..16 فبراير 2007قصيدة (.. البحر وحيدٌ أيضا
الرفقةٌ القليلة فى البحر، فوق المركب.. كل منهم يغوص محاولا استخراج شيئا لن يخرج به....؟***سفينةٌ وحيدةٌ فى البحرطائرٌ وحيدٌ فوق الماءالبحر وحيد أيضاالرفقة المتخوفة المغتربة لإناس جمعتهم صدفة..الرفقة فوق المركب تنتظر فى سكون مبهمالبحر لا يرمى جواهره كيفما اتفق.. هكذا لأى ان كان.. لا شئ تحقق كما أخبرتهم نبؤة بعيدة.. لاشئبعضهم تمتم لنفسه - بثقة خائرة، راغبة فى التراجع -: معرفتك بالنبؤات لا تحققهاآخر - همس لصمته -: معرفتك.. تساعدها فى تسخيرك***سفينةٌ وحيدةٌ فى البحر ينسدل منها شبكٌشبكُ، كخيطٍ طويل يلازمها فى سيرها أو كأنه تاريخ***سفينةٌ تشبه النبؤة وشبكٌ مخاتلٌوقومٌ بين الحلم واليأسالشبكُ لا يتبع هواكيسرح وحيدا، واعدا بالكثير من خير البحروالسفينةُ تردد وشوشة قديمة..- وشوشة يسمعها كل منهم، معتقدا أنه وحده مقصدها -كالصدى تتردد وشوشتها: سعيد أنت فى إنتظارك.. وعدم وثوقك؟يهمس كل راكب لنفسه: الوعود لا تتحقق!!؟ أو هذا ما أظن؟ذات الشعر الأبيض
كما تعلمين أنتِ مجنونةٌشمس الشوارع تُغويكِ(ذاك الرعب الذى ينتظركِ بالشارع مهددا بفضيحتكِ،ستظهرين واضحة فى نورها، كأنك حقا بشرا..!!أى وهم سينفض..؟ )لكنكِ لا تقاومين أيضا رطوبة الركن القصى..؟!أهى خياراتك تلك؟ أم أنه العَلقُ الذى يقتات من رأسك.. وما يشتهى..؟يصطفون طوابير فيها..!! ويوشوشون لكِ- كاذبون على أفضل الأحوال - قالوا جئنا من بيوت وبلاد بعيدة ولن يعرفنا سوى (قلة..؟)نحن دون بنى جنسنا (ملوك الطوائف وسادة البشر)، (أصحاب الفكر والخيال)هم وراء صلاتكِ تلك..؟ أم هى من اختراعكِ..؟ما تسمينه ابتهال يومى للحقيقة..!!؟وساعاتكِ التى تقضيها محاولةً فهم الآخرين، وتلميعهم بأحلامكِ، بخيالاتكِ وأوهامكِ..!!؟تقولين.. أبتهل لها، وأحتجب شهورا.. محاولة تفحيصها..وهى الحقيقة.. تبتسم بعذوبة.. مومئةٌ ربما دون قصد.. من بعيد لى.. ومظهرة وجها جديدا..؟!!أهى أصوات حاولتِ معرفة ما ورائها..؟تقولين.. لم أحاول هم كثرٌ هذه الأيام..يطغى وجودهم حتى على الحمامات التى تحوم حولى منذ الأزل..!!أنتِ مجنونةٌ..؟ كما تعلمين..؟كما تعلمين أنتِ مجنونةٌشمس الشوارع تُغويكِذاك الرعب الذى ينتظركِ بالشارع مهددا بفضيحتكِ،ستظهرين واضحة فى نورها، كأنك حقا بشرا..!!أى وهم سينفض..؟ها أنتِ لا تقاومين البقاء، أو رطوبة الركن القصى..؟!أهى خياراتك تلك؟ أم أنه العَلقُ الذى يقطات من رأسك.. وما يشتهى..؟يصطفون طوابير فيها..!! ويوشوشون لكِ- كاذبون على أفضل الأحوال - قالوا جئنا من بيوت وبلاد بعيدة ولن يعرفنا سوى (قلة..؟)نحن دون بنى جنسنا (ملوك الطوائف وسادة البشر)، (أصحاب الفكر والخيال)هم وراء صلاتكِ تلك..؟ أم هى من اختراعكِ..؟ما تسمينه ابتهال يومى للحقيقة..!!؟وساعاتكِ التى تقضيها محاولةً فهم الآخرين، وتلميعهم بأحلامكِ، بخيالاتكِ وأوهامكِ..!!؟تقولين.. أبتهل لها، وأحتجب شهورا.. محاولة تفحيصها..وهى الحقيقة.. تبتسم بعذوبة.. مومئةٌ ربما دون قصد.. من بعيد لى.. ومظهرة وجها جديدا..؟!!أهى أصوات حاولتِ معرفة ما ورائها..؟تقولين.. لم أحاول هم كثرٌ هذه الأيام..يطغى وجودهم حتى على الحمامات التى تحوم حولى منذ الأزل..!!أنتِ مجنونةٌ..؟ كما تعلمين..؟(داخل الهوة السوداء
رغم كل تلك الضوضاء.. حيث لا يوجد غيرى.. يمكننى أن أرى..ألف قناع ألقاها أشخاص ومرواألف قناع يتبادلون الصحو يومياألف قناع يزعق أحدهم فى وجهى الآنسيختفى ويتبدل من جديد ليظهر آخرفى العمق من الهوة أجلس محيطة نفسى بسياجوعلى حوافها أشاهد مهزلة الأقنعة تدورما هذه الضوضاء التى تصلنى كحفيف مزعج، مستمر وثابتما هذه الضوضاء التى تأتينى من بعيد..اتفرس فى الأقنعة التى تملأ الأفق.. فى البعيد جدا أشاهد طيفا يشبهنىأهناك مرءاة فى الأفق؟يبدو أن ضوضاء تقترب..يبدو أن حافة الهاوية تقترب..يبدو أن مرايا تمتلأ بالأقنعة تقتربقصيدة (..الصور
الصور تحتال فى تقدمها نحوى..متمثلة بالأحبة والأعداء، مزيحة من طريقها كل ما يخصنىوحدها تدارى زهوها وتتقدم، لتملأ رأسى بهزائمها وضجيجهاكوب من القهوة صديقها الوفىعشرة أكواب من القهوة تحتل جسدى وتوسد للصور طريقاتوهن قلبى وتظهر معدنه الضعيفتحرق لى ما تركته السنون من بقايا خلايا عصبية وتهيأ للجنون مكاناوأنا مغمورة فى موجة من هلام الصورالصور.. هذه اللئيمة تحضر نبوئاتها، ناعمة كالخيال، وغائمة رمادية كالظلالتتقدم بصوت همهمات كالصدى، مقلق، وغير متضح، ولا موثوق به..لتحذرى فللصورة سطوة قد تقتنصكأُعيدُ ترتيب محيطى (صوت العصافير، موسيقى الأخبار، رائحة الصباح..الحائط المجعد أمامى، وجحيم الظهيرة الذى ينتظرنى بعد حين)..***أحداث وإناس غريبة تقتحم رأسى، علىَّ ألا أستسلم لهاما جدوى أن أرى هزائم أعدائى، أو سوءآت أحبابى.. أو آنس باللهو بصورهم المتطايرة فى ذهنى***أخاف أن أنام فتجتاح الصور ذهنى وتعيش حياتها المستقلةجماعات من الصور المجنونة لرجال.. ونساء.. وحوادث غريبة..تتصارع لتحيااقتليها وانتهى فلست بإلاهة كى تمنحيها الحياة، أوتتمكنى من تدبر فوضاها***تعلمين وأنت فى فوضاك تتقدمين بحذر، فى بحر من هدد لعمارات لم تدخليها..تعلمين أن الحياة إما لك أو لهاأزيحى فنجان القهوة الحادى عشر جانبا، وأبعدى الصور.. فللصور حتى وهى صرعى.. تموت، سطوة قد تستبيح***أعيدى ترتيب محيطك (صوت العصافير، موسيقى الأخبار، ورائحة الصباحالحائط المجعد أمامك، وجحيم الظهيرة الذى ينتظرك بعد حين)وأنت تغادرين الصور، اضبطى أطراف ابتسامة خفيفة، لا تزمى شفتيك تماما، اضفى على وجهك قليلا من مظهر الضياع؟(مـازلــــتُ.. عـلــــى ضـــلالـى
لأنهم كانوا قد لقنونى أن دليلا ما، يعرف تلك الصحارى، يمكنه اصطحابىوكانوا قد أوصونى: ألا تغورى كثيرا فى الصحراء وحيدةوقالوا: هى موحشة ولن تعرفى مخابئ الجن ولا البشر لتتقيهاكنت سعيدة لأننى أتقدم فى السير وحيدةثم مرضت من قسوة الشمس، من ندرة الماء، من أذى البرودة فى الليالى الكئيبة..أرهقنى تتبع القمر والنجوم..عندها بحثتٌ أخيرا عن دليل....؟بعدم رضا يقبع داخلى بلا كفاية.. قابلت أدلة الصحراءلم يرضنى أيهم.. من قيل عنهم أكفاء، من قيل عارفين..قلت قد أصاحب جنيَّا فيرينى رمل وبحر الصحارى ومائهافى ألف قبيلة من الجِّن لم أجد ضالتىفى أخر تطوافى فيهم، همس جنيَّ فى أذنى:لن تجدى بعدنا جن فى الصحارى.. أنظرى.. وصمتتفحصت نفسى، عازلة بغير رضى ولا كفاف طبقات منها وتاركة أخرى..لا عرافة عرَّافات ولا سحر سحرة..لا أصوات ريح أوحركات طير لا صمت كثبان رمللا يٌظهِر أيهم أو يُبين..ينظر الكون لى وهو يومئ...أيقصد هذا الكون المراوغ أن دليلا خفيا كان قد منحه لى..؟أعيد البحث بمزيد من الجنون...أرقا مشرئبا ينظر لأفق بعيد أو عتيق..هو ما أجده داخلى..أتقدم فى الصحراء..أسأل نفسى الوحيدة معى الآن:أيبدو سعى من الفضاء كدوائر من الدوران..؟الـهـــــــــــديـل
أول ما يأتينى من أصوات فى الصباح هديل الحمامالحمام وأصواته التى ما بين الحزن، الشوق والكف والارتواء والحنينتنساب حول بيتى حتى الظهيرةأى رسل تلك..؟أهناك سرب من الأرواح العتيقة يقصدنى؟.. وماذا يريد..؟لم تمر شهور كثيرة منذ كانت الغربان هى التى تحوممن بعد الفجر وحتى السابعة صباحا وأصواتها تتواتر لسمعىأشياء تختفى بلا سبب من بيتى لتعود للظهور بعد شهور أمامىقيل لى أن كونا خفيا وقبائل شريرة تقاسمنى عيشى..؟!فمن يقاسمنى الآن..؟أم أن الهديل سيظل معلقا فوق بيتى هكذا.. بلا مقاسمة ولا ود..؟!!