(1)
يا نَخلَةً
صَمَدَت بِها أَمجادُها
حيناً عَلى بابِ الأَزَلْ
يا نَخلَةً
أَحبَبتُها وَضَمَمتُها
فَتَمايَلَت في نَشوَةٍ
وَتَساقَطَ البَلَحُ الَّذي قَد أَثمَرَتهُ
عَلَيَّ جَمراً لَم يَزَلْ
يا نَخلَةً
تَهَبُ العَداءَ لِكُلِّ قَلبٍ صادِقٍ
وَلِكُلِّ فَردٍ كادِحٍ
مَهما تَسَلَّقَ أَو نَزَلْ
وَأَنا أَحيكُ مِنَ المَحَبَّةِ
ثَوبَ عِشقٍ ثُمَّ أُلبِسُهُ الغَزَلْ
(2)
مَهلاً ضَميري
بِئسَ ما أَرشَدتَني
فَلَقَد سَئِمتُ حَديثَكَ الواهي الهَزِلْ
عَن أَيِّ شَيءٍ يا فَتى
حَدَّثتَني مُتفائِلاً
وَالنَّخلَةُ الحَمقاءُ تَرجُمُنا
بِصُوّانٍ جَزِلْ
أَتُريدُنا أَن نَسقِها؟
وَنَبيتُ تَحتَ الجِذعِ نَرجو عَفوَها
وَالرّوحُ مِنّا تُختَزَلْ؟
لا لَن أُهادِنَ أَو أُخادِنَ ظِلَّها
لا لَن أُصافِح سَعفَها
لا لَن أُعانِقَ جِذعَها
إِن كُنتَ تَرضى بِالدَّناءَةِ
فَلتُباشِر ظِلَّها
وَلتَعتَزِلْ