الأحد ٢٢ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧
بقلم زينب حفني

المرأة في الإعلام العربي!!

في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، الذي أسهم في الإشراف عليه معرض فرانكفورت، دُعيتُ للمشاركة في ندوة حواريّة حول "الإعلام العربي والمرأة في العالمين العربي والإسلامي". تحدثتُ في مداخلة مختصرة عن المعوقات التي تواجهها المرأة الخليجية والسعودية تحديداً في المجال الإعلامي، وكيف أن حركة التحديث الاجتماعي في المجتمعات الخليجية ما زالت بطيئة مقارنة بحركة التحديث السريع في أوجه الحياة الأخرى نتيجة الثراء المفاجئ الذي حطَّ على هذه الدول بعد ظهور النفط.
تحدثتُ عن تجربتي في عالم الصحافة، وكيف أنني دخلتُ الأدب من بوابة الصحافة، التي مارستُ فيها عملي كصحافية ميدانية ثم أدرتُ لها ظهري بعد سنوات قليلة، حين اكتشفتُ أن مستقبل الإعلامية السعودية غامض الرؤية، وأن دربها ما زال محفوفاً بالمصاعب حتّى تصل لمواقع تفعيل القرار!

سألني البعض: لماذا استسلمتِ وتخلَّيتِ عن الصحافة، حبك الأول؟! لماذا لم تُناضلي من أجل عالم لمس شغاف قلبك منذ الصغر؟! أجبت بأن المرأة السعودية رغم تحقيقها نجاحات مهنية كثيرة، بل إنها أثبتت تفوقها العلمي في مجالات عديدة، إلا أنها مُدجنة اجتماعيّاً، لم تستطع فرض نفسها داخل مجتمعها نتيجة لعوامل كثيرة لا تخفى على أحد!! إضافة إلى أن معظم المثقفات السعوديات كل واحدة تُحلِّق في فضاء خاص بها، وبمعزل عن الأخريات، مما جعل أصداء إنجازاتهن ضعيفة!!
كما أن هناك مثقفين يُشار إليهم بالبنان، ما زالوا مسجونين داخل موروثهم الثقافي، على الرغم من أنهم يُنادون نهاراً وليلاً بكسر الحصار المفروض على المرأة!. ففي كتاب "الثقافة التلفزيونية.. سقوط النخبة وبروز الشعبي" للناقد عبدالله الغذّامي، نجد أنه خصص صفحات لمهاجمة الشاعر أدونيس، بسبب مقال نشره الأخير في جريدة "الحياة" تحت عنوان "حجاب الرأس أم حجاب العقل؟!". وجدتُ أن الغذّامي قد وقع في فخ موروثه الاجتماعي، من خلال دفاعه المستميت عن الحجاب، صاباً جام غضبه على الشاعر أدونيس، متهماً إياه بأنه ضد حقوق الأقليات في أوروبا، وضد حقوق الاختلاف، علماً بأن عدداً من المفكرين والعلماء يرون أن قضية الحجاب تحولت إلى أيديولوجيا سياسية، وورقة يتم استغلالها لتحقيق مآرب أخرى في الغرب. كما أن الحجاب -من وجهة نظرهم- ساهم في ترسيخ المفهوم الشائع الذي يربط بين المرأة والغواية، حيثُ أضحى ذريعة واهية لقمع النساء، وعزلهن عن مجتمع الرجال، و إلى وضع المزيد من القوانين التي تُكبّل حركة المرأة، وتُعزز مكانة الرجل.

الدراسات العربية الأخيرة، أثبتت أن وسائل الإعلام العربية كذلك لها دوران متناقضان، فهي من جهة سمحت للمرأة بإبراز مواهبها، وبمنافسة الرجل مهنياً، من خلال إفساح المجال أمامها للظهور على شاشات التلفاز، أو عبر الإذاعة، والصحافة المكتوبة، لكنها من جهة أخرى ساهمت في ترسيخ النظرة النمطية القديمة التي تُبرز دور المرأة كزوجة وأم وربة بيت، متعرضة لقضايا المرأة الجوهرية بسطحية، وبدون شفافية، تحسباً من وقوع صدام مع الموروث الثقافي.

هل المرأة كما يُقال عدوة المرأة؟! هل المرأة استحلَّت أجواء الخنوع، وممارسة دور الضحية؟!أم أن المرأة لم تستطع إبراز ذاتها بسبب القرون الطويلة التي عاشتها في هوة سحيقة من الاضطهاد والإذلال، مما جعلها تتهيَّب من طرق الأبواب المستحيلة؟!
قضية المرأة أزلية، وما زال طريقها طويلاً، لكن هذا لا يعني تبنّي نظرية التشاؤم، فالصوت العالي بالتأكيد يلفت الأنظار، وما على النساء سوى الصراخ بقوة إلى أن يحدث زلزال قوي يهدم كل معابد الخرافات!

الإتحاد الإماراتية/وجهات نظر/ الجمعة 13/4/2007م


مشاركة منتدى

  • بسم الله الرحمن الرحيم
    أولاً: أشيد بالمصداقية التي اتسم بها مقال الأخت زينب. ولكنني أود أن أحيطها علماً بأن الموروث الاجتماعي سببه الفهم الخطأ لعلوم القرآن كامحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ. فقد وجدت أن الآية 3 النساء التي بها إباحة بالتعددية هي آية متشابهة منسوخة كآيات الخمر والربا، وكذلك الفهم الخطأ للأحاديث التي تخص المرأة
    ثانياً: إن قضية الحجاب لا تشكل عقبة لإبداع المرأة في مجال عملها مهما كان نوعه. فقد أدينا العمل الموكل إلينا ونحن نرتدي الحجاب ولم نشعر به إلى أن تمت إحالتنا للمعاش. فإن كان الأمر مختصر على الحجاب لما كان للمرأة قضية على الإطلاق
    لهذا أختي أرى أن الموضوع أكبر من الحجاب بكثير ولو كان من الممكن نشر ما توصلت إليه من حقوق المرأة التي لم يتطرق لها أحد من قبل في هذا المنبر الحر لعرف الجميع حقيقة الخطأ الذي تمارسه المرأة قبل الرجل في هضم حقوق أختها المرأة.

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى