الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم
المداخن العالية
وحدها المداخن العاليةصاحبة السناج الكثيف المهولوملونة الجو بالسواد حد الغيومومورثة الأنفاس مناديلهاوالنساء ثياب الحداد الرهينوالأنوف أزيز السكون* * * * * *وحدها تلك المداخن......تتجلى في طريق المعابد بكثرةوعلى حدبات القصور بشكل وفيرفيعتقد المختبئون بدفء الفراش الوثيروالمغتسلون ليل نهار من رث الشوارعوصقيع المسارح الخاويةوالملتصقون بالمنابراستعداداً للخطب العصماء...... !وحدهم ...... وحدهم ...بأنها تصفق بأجنحة النارطرباً لشعاراتهم الرنانةوبأنها ترقص رضىً لنعمائهم...... !* * * * * * * *ونتيجة غليانها المفروزوراء الجدرانتشعرهم المداخن العاليةبأنها راضية عن اشتعالهاوتقديمها لاحمرار اللهبوبأنها تتمتع بنارها....... !فيوقدوا مدافئهم في كل القاعاتاحتفالاً باحتراقهاويبنون جدران عالية عريضةسميكة لستر تفاعلاتها الخارقةحتى يحجبوا اللهب عن أنظارهموكي يمنعوا أبخرة دموعهامن ترطيب الجدران الجامدةواستصراخ المطافئ الواردة* * * * * * * * *وحدها المداخن العاليةالتي تدركأن هناك ثمة من يرفع الأعمدة المزخرفةوالجماجم الباسمةالممشوطة الشعر..... !فوق لهيبها الأحمر القاني قرابينللدفء الشخصي الوثيروتؤمن تماماً بأنهاتتوعد الأعمدة بأن ستتركهابلا أسقف في أقرب هيجان لقاعدتهاوفي أول انطفاء لها تحت ماء السماء ؟وتبريد لجسمها..... !وتعرف بأنها سوف تغتسل بالماءمن أبعد عيونه الغزيرةوتقدم قربانها المضيءكالفسفور نجماً للفضاء الحر !فيحس القديسون بأن دخانها اللولبيالمصطدم بخمائل الأشجاروالمتساقط دمىً رمادية مع الأبخرةيمكن له الدخولفي الأحواض البورسالانية الكبيرةبعد سقوطه بماء الجذورواختراقه لمحاريب الهياكل الطاهرة* * * * * * *ووحدها المداخن العاليةالمنبعثة من غليان الزيت الأرضيتثير كل هذه الزوابع من الرماد ..... !وتعترض الطريق الطويلوتسد الفضاء أمام الملهوفين لنسمة هواءحيث تمتد الدروب إلى أفق المستحيل....... !نعم .... وحدها .... وحدها ..... !وحدها المداخن العاليةهناك ثمة من يرفع الأعمدة المزخرفةفوق لهيبها الأحمر القانيوهي تتوعد الأعمدة بأن ستتركهابلا أسقف في أقرب هيجان لقاعدتهانعم وحدها المداخن العاليةتعرف كيف تعلن سخطهافي الوقت الباردوفي صقيع الأجساد الداكنةالباردة الجامدة !!!* * * * * *