الأحد ١١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٥
بقلم
القدس والتاريخ – "عاصمة تحت الاحتلال"
يا قُـدسُ قومي للصَّلاةِ وكبِّريما ضَـرَّكِ الشُّذاذُ يوماً فاسلميقد زادكِ الإيمانُ نوراً هـادياًوحَـباكِ إطلالاً بهِـياًّ فاشـكريبورِكْتِ من ربِّ العِـبادِ بهدْيهِعهْـدٌ عليه بأنْ تُصـاني فابْشريأنتِ الزَّمانُ قـديمُهُ وحـديثهُأنتِ المكـانُ قَداسـةٌ لا تحزنيأمُّ العواصـم والمدائنِ والقُرىأرضُ المساجدِ والكنائسِ فارْكَعيأنت المنارةُ للخَلائقِ في الدُّجىأنتِ البدايةُ للعـبادةِ فاسْـجُـديوحَضَنْتِ مريَمَ واليَسـوعَ برقَّةٍفيكِ المحـبَّةُ والسَّـلامُ فهـلِّليأسـرى إليكِ محمداً خيرُ الورىصـلَّى وسبَّحَ في حماكِ فسبِّحييا قبلةَََََ الإسـلامِ في رَيَعـانِهِيا مَهْبِطَ الأَديْانِ صومي واضْرعيفالمسجـدُ الأَقصى بصدْركِ نابضٌيزهو سـماكِ بوهْـجهِ فتهجَّـديوفتحـتِ بابكِ للخـليفةِ مُشْرَعاًلرسـالةِ الإسـلامِ ديناً فاهـنَئيفسَـعِدْتِ بالفاروقِ ضَيْـفاً فاتِحاًوسـعادةُ الفاروقِ أكثرُ هل تَعِي؟وطُعِنْتِ غدْراً بالخـيانَةِ والرَّدىوسُـجِنْتِ إجْـحافاً ولم تستسلِميعـانَيْتِ تعذيباً لكي تتنكَّريلديانةِ الإسـلامِ عَبَثاً ترْعَـوِيواخْـتَرتِ دَرْباً للعَـفافِ وللتُّقىورَفَضْـتِ إغـراءً بأَن تتصلَّبيلَبَّى نِداءَكِ فـارسٌ ما غرَّهُطـيبُ الحـياةِ بَلِ الشهادةُ يَبْتَغِيمن خَلفِهِ جيشٌ تسلَّحَ بالهُـدىدَحَـرَ الغُزاةَ وَرَدَّ كَـيْدَ المُعتَديهذا صَـلاحُ الدّينِ أنْجَزَ وعْدَهُوَفَّى الأمورَ نِصـابِها كَيْ تَسْتَويفَأعَادَ للأَقصى بَريقاً قدْ خَــبافي غَفْلَةِ التَّاريخِ كَـلْمٌ قد شُـفيفَتَبَسَّـمَ الفاروقُ من تحت الثَّرىلِوِصـالِ سِـبْطٍ للعَـقيدةِ يَنْتَمِيوطُعِنْتِ ثانيةً بِسَهمٍ قد هــوىنَـحْوَ الفؤادِ فما أصابَكِ فاشْكريعانيتِ خُذْلاناً وغَدْراً بالخَــفَاوَسَـئِمتِ تَبْشيراً بنصْرٍ فاحْذَريدَرْبُ النِّفـاقِ مُضَلِّلٌ لا تَأمَنيظُـلْمُ الأقارِبِ مُسْتَطيرٌ فاصْبريمُنِّيتِ عُمَراً أو صلاحَ جُزافَةًذاكَ السَّـرابُ مُخـادِعٌ لا تَرْكَنيقـاوَمْتِ بَطْشاً مُفرِطاً مُتَعَسِّفاًوَرَفَـضْتِ قَـطْعِيّاً بأنْ تتصْهينيفَأبَيْتِ تغييرَ العـقيدةِ والنُّهىوأبيْتِ تغـييرَ الهـويَّةِ فاثْبُتيحَـمْلَقْتِ في وَجْهِ الغُزاةِ بِعـزَّةٍوكَـرامةٍ تَأْبى الهزيمةَ فاصْرُخيعَرَبيةٌ رَغْمَ الحِصـارِ وقهَـْرِهِعـربيَّةٌ تسري العُروبةُ في دَميعَرَبيةٌ أهوى العفـافَ وطُهْرَهُأَحْصَـنْتُ فَرجي فالعقيدةُ مذْهبيوَشَهِدّْتُ تعذيبَ المسـيحِ وصَدَّهُوشَـهِدّْتُ قَـتْلَ الأنبياءِ بِمَوْطِنييحـيى التَّقِيُّ ووالدٌ من قَـبْلِهِغَـدْرٌ بيوسفَ هَلْ أُكذّّبُ ناظري؟أهـلَ الفسادِ أَموتُ دون عقيدتيمَهما عَـلَوْتم فالشَّـهادةُ مَطْلَبيلا تأمـلوا أبداً بطـمْس هويّـتيأقسـمتُ بالرّحـمن ألاّ أنحنيمن قبلكم فَشِـلَ الغزاةُ وغادرواوَبقيتِ قُدْسـاً للعـروبةِ أنتميأمنتُ بالرّحـمن حيثُ أذاقّــكمسـوءَ العذابِ لبغْيكم في موطنيوعــدٌ تحقــَّقَ بعد كُلِّ مَكيدةٍوعــدُ الإلهِ فلا جِدالَ سينْقَضيصولوا وجولوا فالحِبالُ قصـيرةٌوالدهـرُ دوّارٌ يغيبُ وينْجَليسـأظلُّ رمزاً للسّلام وللتُّقىسأظلُّ شوكاً في طريق المعتدييا قُدْسُ إن طالَ الفِـراقُ وضيمُهُفالقـلبُ مفـتونٌ بعشقِكِ يكْتَوِييا قُدْسُ لن ننْسى وإن طالَ المدىفالعـقلُ معـمورٌ بحبك يرْتَوِييا قُـدْسُ لا تَهِـني ولا تَتَثَبَّطيأنتِ العُـلُوُّ مكــانةً لا تحزَنِيفيكِ الكَـرامة ُ والعـزيمة ُ والتُّقىيا قُدْسُ صبراً فالخطوبُ ستَنْطَويوحَلِمْتِ بالتحريرِ بيضٌ جُــنْدُهُوعْـدُ الإلهِ مُحَـقَّقٌ فلْتحْـلَميفَبَنوكِ أسْـرى قد تَعَمَّقَ جُرْحُهُمقد عاهدوا المولى فداءَكِ فاحْـلَميوبنو العـروبةِ كُبِّلوا بتعسُّــفٍمن ظـلم أَصنـامٍ تمادوْا فانْظريوبنو الأخـوَّةِ في الدَّيانةِ فُـرِّقوامن كـيْدِ أعـداءٍ عَلَوْا لا تقْنَطِيما دام ظـلمٌ أو فسـادٌ بالعُـلافتَداولُ الأيامِ حـقٌ فاصْبريإن الظـلام مُحَـقَّقٌ إجلاؤُهُبشـروقِ شمسٍ لا محالةَ َ فابشريوالعُسْـرُ مصحوبٌ بيُسرٍ دائماًوالليلُ يتلوهُ النهـارُ فيَنْطـويفتَثَبَّتي وتجَــلَّدي وتماسـكيوازدادي صـبْراً واشْكُري وتشبَّثيبخــيوطِ إيمانِ العقـيدةِ سُلَّماًللنَّصـرِ والتحـريرِ وعدٌ فاعْقَليوتَوَكَّلــِي وتَدَثَّرِي وتَزَمَّـلِيوازدادي تصـميماً فلَيْلُكِ ينْطويزمنٌ تَسَــوَّدَهُ الأذِلَةُ في الدُّجـىهَدَروا الكـرامةَ َ كالنّعامةِ تَسْتَحيضاق المكانُ على المنُاضلِ وانْطفىبسـجونِ أزْلامٍ يموتُ وَيَنْطَوِيقد أمْعَن السَّجـَّانُ في تعـذيبهِفازْددْتِ إِصـراراً فلا تتراجعيصبْراً على التَّعذيبِ لا تتنازَليصومي وصَلِّي بالدُّعاء تَضَرَّعِي