

الشَّيخُ الصغيرْ
للغائبينَ بظلِّ روحيْوردةُ الأحلامِتزهو قربَ نايٍ من حنينْيعدو وميضُ الأمسِ فوقَ مقاعِدٍذرفتْ دموعَ الذكرياتِ على وريقاتِ الخريف فيعتريني الشوقُوالحزنُ الجنونْوأسيرُ وحديْ في غيابِ الراحيلنَبزحمةِ الغرباء عنيْوالأماكنُ قد ثوتْ في صمتِ عزلتها لتبسمَ في سكونْفأطلُّ مكترياً شروديْخلفَ نافذةٍ تعرَّتْ من ستائرهاليجرحَني نسيمُ الوجدِيعبثَ في حشائشِ غربتيْويعودَ بي نحو الوراءِ فألتقيْ أطيافَ من رحلواعلى مرجِ انتظاريْ...قد أكونُ رأيتهم لمَّا أتيتُ معَ الخريفِ لمرةٍ!!لكنني قد عدتُ ألقاهُمويجمعني بهم شملُ النوىوأنا وحيداولقد أكونُ رأيتهمْ في صُدفةٍنَسَجَتْ على قلبيْ بنولِ رموشهمْوعداً سيأتيْ...غير أنَّ رياحَ غربتنا القويَّةِ فككتهُ فَطارَ في دربِ التنائيْكي تفوحَ روائحُ الحِنَّاءِ لمَّا ترتميْ كَفُّ ارتقابيْ في ضفائرِ بعدهمْكروائحِ التفاحِ في كَفِّ الصَّبَاوتعيدَ روحيْ ما جنته شفاهُ أحلاميْ بنهدِ محبةٍفي صبحِ كانونٍ بعيدٍكي أضاحِكَ شهوتي بالقربِ من زهرِ الهوىلكنني أبكيْ بعيدا...**للغائبينَ بِظِلِّ روحيْ جَرَّةُ الأشواقِترنو في شرودٍقربها الصفصافُ يدنو فوقَ نهرٍ من غيابْوأصيلُ أحلاميْ يناجيْ ضِفَّةَ الأيامِ في ثغرِ المدىفيشيعُ كونُ تفكُّريْ لحناً شفيفاًمالَ من نخلِ السماءِوجرَّةُ الأشواقِ ما انفكَّتْ تغسِّلُ في مياهِ الوجدِأدرانَ الخطايا إذ نسيتُهمُ بغاباتِ الورىوكأنها باتت إلهاً من ترابْ!!فإذا سرحتُ على أكفِّ حديقةٍ ثملتْ بهمسِ العاشقينَوقد حملتُ بِكَفِّ ذاكرتيْ حقيبةَ من مضواأهفو إلى أحدِ المقاعِدِكم صنعنا من منادمةِ الصحابِ زوارقاً نشتقُّ فيهابحرَ أيامِ الصعابِ ونحنُ نقبعُ هاهنا!!كم مرةٍ همنا بأروقةِ الفضاءِ الرحبِ تسبقنا الأمانيْلم نكن ندريْ بأنَّا ننقشُ الأحلامَ في كفِّ المقاعِدِلم نكن ندريْ بأنَّ حديثنا بالقربِ من توتِ الحديقةِسوفَ يغدو قزَّ غربتنانحيكُ بهِ ثيابَ الأرضِ في وَطَنِ الشتاتْ!!أو أنَّ صمتَ السرو إذ يلهو على كَفِّ النّسائِمِسوفَ يغدو لحن جيتارٍ شجيٍّحينَ نرخيْ قبَّعاتِ الصمتِينشدنا ترانيمَ الجوىوالذكرياتْأو أنَّ ليمونَ الحديقةِ حينَ حركَ رأسهُ حزناً عليناكان يبذُرُ في ترابِ الروحِ ليموناً سينتشُ كي يضاحكناويبعَثَنا إلينا من جديدٍ...لم نكن ندريْ بأنَّ حنيننا سيهزُّ أغصانَ التذكُّرِ كي تهبَّ طيورُ ماضيناوترسمَ في غمامِ حديقةِ الأرواحِ أغنيةَ الأحبَّةِ مرَّةً أخرىفتغدو الذكرياتُ لنا حياةً في الحياةْ...هاعدتُ وحديْ هاهناماعُدتُ وحديْإنَّما قد عُدْتُ مُصْطَحِبَاً صغيراًطالما أقعى بحضن أماكنٍ شُغِلَتْ بطيشِ العُمْرِأو بلهاثِ ضِحْكاتِ الصبابةِعُدتُ مُصْطَحِبَاً صغيراً ليس يشبهني كثيراً...وجهه الذكرى وكفََّاهُ ربيعُ الأمنياتْوأنا هنا شيخٌ كئيبٌحينما جفَّتْ مدامِعُهُ وأفرغَ مَعْ صغيري كأسَ من رحلواتربَّعَ وَسْطَ من رحلوا صغيريْغيرَ أنَّ الشيخَ ماتْ...***للقابعينَ بِظلِّ روحيْسوفَ أملأ سلَّةَ الأحلامِ من وَرْدِ انتظاريْسوفَ أحزِمُ عطرَ همسهمُ البعيدَوفي أصيلِ البعْدِ أطرِقُثُمَّ أنظُرُ في دروبِ مواجدٍ لمَّا تطأها بعدُ ذاكرتيْومذهولاً أسيرْولقد أعودُ إلى هنا من بعدِ حلمٍرُبَّما حلمينِ!!مُصطحباً قصاصاتِ الأمانيْوالحنينَوحبرَ أغنيتيْوأكثرَ من صغيرْ...
النص مشاركة في المسابقة الأدبية الرابعة – ديوان العرب