أيها الطائـر الذي ســـاقه اللــيـــــ 
ــــل إلى منزلي كســير الجنــــاح
 
طمسـتْ دربه الدياجي ، وأدمت       
جسمه الغـــضّ قاسـيات الريـاح 
 
أيّ شيء أعطيك ، والهم قوتي        
وبماذا أرويــك ، والدمــع راحي؟
 
 لمَ آ ثـرتَ بالزيارة بيتـــــــــــاً       
موحش الصمت ، واهن المصباح 
 
هل تناهى إليك أني غـريـــب          
ليس لي صاحب ســوى الأشباح 
 
فتقصدتني تشــاركنــــي أحـــــــــ 
ـــــزا ن قلبي حتى انبثاق الصباح ؟
 
****
 
ما تعودّتُ أن أزارَ ، فـــــعــذراً      
إ ن بدا في ضيــــافتي تقصـــيرُُ
 
جئت من غير موعدٍِِ، والدياجي       
حالكات ، والجوّ قاس ٍ، مطيــر
 
إنّ في موقــــــــــدي بقيّة نـــار ٍ      
فاقترب منــــــه ، أيّّها المقرور
 
لمَ تخشــى الدنـوّ مني ؟ أتوحي       
 قســماتي بـــأنني شــــــرّيــرُ؟
 
يا صديقي المسكين ، ما أنا إلا        
شــاعر ، قلبه كبيــــر ، كبيــرُ
 
يعتريه الأســى لمرآى ضعيف ٍ       
يتشــكى ، أ و خائف  يسـتجير
 
إ ن يكن رابك انقباضي،فطبعي      
 ليس وعـراً ، لكنّ عيشي مرير
 
كيف يبدي بشـاشــة و ســروراً       
من جفاه مدى الحيــاة السرور؟
 
أدنُ مني فليس خبثــــاً و شـــراًً       
كلّ ما تنطــوي عليـه الصدورُ
 
إنما الناس كالطـــــيور فبعـضٌ       
قبّـرات ، والبعض منهم صقور
 
يا صديقي ، أنـــا و أ نت شبيهــ 
ـــــان ، كلانا مجــــــرّح ، مقهور
 
وكلانــــا يشــتاق وكــر أمانيــــــ 
ــــه ، ولكنْ جنـــاحُه مكســــــورُ 
 
كن سمـيري ، فإنّ ليل الحزانى        
لطويل إ ن عـــزّ  فيه السـميرُ