الجمعة ٢ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٦
بقلم
الرحيل الى الله تعالى
الحبُ يلهبنا والصبرُ يضنيناوالعشقُ يغلبنا شوقاً ويكويناللغيب يأخُذنا بحثاً ويُبحرنافي النفسِ عمقاً وفِي الأكوانِ يُعلينافالنفسُ فيها من الآياتِ مبهرةوالكونُ يحوي عظيمَ الخلقِ مُوزونايهفو الفؤادُ لغيبٍ من دلائلهِفي كلّ شيء يراه العقلُ مقرونايسعى أليه بوقتٍ لا قياس لهوالبعدُ صفر من المقصودِ يحويناألعقلُ يدركُ أن الحق مُوجدناوالكونُ يسعى بأمرِ الله مرهونابالفطرةِ الخلقُ مشدود بخالقهوالعلمُ لله يطوينا ويدنينافوق العقولِ فلا وصف يقاربهوالفهمُ يبقى بعجزِ العقلِ مسجونالا يوصف العقلُ إلا في مقارنةوالعقلُ للوصفِ يستقري الموازينابمنْ يُقارن لا شيء يشابههفوق الصفاتِ علا معنىً ومضموناألحقُ أنزل أوصافًا لندركهاحتّى نكون لقدرِ الله واعيناألعقلُ يحبو لفهم الكونِ مفتقراًقد يدركُ البعضَ أو يكتال تخميناإنْ يرتق العقلُ للأَكْوانِ مُقْتَرِبَاًيرتدْ الى الذاتِ مخسوءاً ومَوْهُوناعبر الزمانِ أُنادي والوجودُ صَدىًرحماك ربي فنادى الكَوْنُ آميناحَتَّى كأنّ مدى الأَكْوان مئذنةٌوالنَّفْسُ تملؤها ذكراً وتدوينايا منْ بِرَحْمَتِه الأَكْوان قائِمةو مُنْعُمَ الخَلْق في الآلاءِ غافيناومُنْشِئَ النَّشْأَةَ الأولى وبارَئهاوهادي الخَلْقَ أن تقفو القوانيناوساقي الطفلَ ألباناً مطيبةومُخرج الزرعَ من صخرٍ أفانيناوكَاسِي الظُّلْمةَ اَلأنْوارَ دافئةومُنْزَلَ الروحَ والمِيزانَ هاديناوخالقَ النحلَ إذ يشفِي بلسعتهومُبْرئ الداءَ بالأعْسالِ يشفِيناومُبْتَلِي النَّفْس إن ساءتْ وإن حسنتْلَعَلَّه عن جحِيمِ النارِ يغنيناومُنْقِذَ النَّاسَ من جوعٍ ومن فزعٍوالمُرْتجَى كرماً بالدّيْنِ يحييناأَنْقِذْ بمنّك غرقاناً بغفلتهطالَ الكبائِرَ تنويعاً وتَلْويناواشفِ المواجعَ فالآلام مبرحةما بات فيها جميلُ الصبرِ مضموناوبسْمك الأَعْظم الأشجان سائلةأن تَكْشِف الداءَ والإمْلاقَ والحَيناأن تُبْعِد النَّاسَ عنّا في مَساوئهمأن تَسْتَجِيب الدعا جوداً و تحمينازادي قَلِيل ومكرُ النَّاسِ أَدْركنيحتّى سقاني خداعُ الناسِ غسليناإن بان رِزْقي أطال النَّاسُ نعمتهحَتَّى غَدَوْتُ بعين السْوِء مَعْيوناألصبرَ ربّي أُنادِي صبرَ مُحْتَسَبٍقد جاءك الدّهرَ مَكْروباً و محزونًاما كان حُزْني بأيّام البِلى جزعاًأو كان دَمْعِي بها يأساً وتَأْبِينابل كنتُ فيها دعاءاً صاغني جملاًأجني من الجدبِ رغم الضيقِ زيتوناأيْنَ المِفَرُّ ونفسي ما لها أملإلاَّ بعَفْوك يوم الحَشْرِ يُنجينانَسْعَى إليكَ بحالٍ بات يُخْجلناكَيْفَ الوصول وثِقْل الذَّنْبِ يطوينانَسْعَى لك الدَّهْرَ ما هانت مراشِدُنانُحيي لك اللَّيْلَ عبّاداً مُناجينالولا الرَّجَاءُ بمن لا نوم يأْخُذهما طابَ عيشٌ بها والموتُ داعينا