الدرب الذي أضعت
مترجمة بتصرف كبير عن قصيدة the road not taken (الطريق الذي لم يُسلك) للشاعر الأمريكي روبرت فروست.
هائما كنت على وجهي فتيًا
وقصدت الغابة الشهباءَ في فصل الخريف
وأمامي انشطر الدرب إلى دربين
مبتلين مفروشين بالعشب
كلا الدربين يغري السائر الفرد بأن يختارَ
فاحترتُ وأمعنتُ طويلا وأطلت الانتظار
آهِ لو أمكنني السير على الدربين في وقتٍ معًا
لكنَّ سيف الانتظار
لم يدع لي مهلةً
وعلى الدربِ الذي مال إليه القلبُ
واستأنستِ النفس بخطوِ العابرين
بينما عينايَ تقفو قمم الأشجارِ عن جنبيهِ في الأفق البعيد
كنت في لحظتها أنزعُ رجليَّ
وأُلقي بهما في ثانيَ الدربِ الجديد
واهمًا أني إلى الأول يوما سأعود
وأنا أوقن من لحظتها أن الذي يرحل يوما لن يعود
آهِ كم عاودتُ هذا القول يا صحبي خريفًا فخريفا:
أن دربين أمامي انبثقا في الغابة الصفراء يوما
وأنا ضيعتُ ما يألفهُ القلبُ
وما استأنستُ إطلاقًا بخطو العابرين
ولذا ياصاحبي تبصرني
أقرعُ السنَّ على مرّ السنين.