الأربعاء ٦ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٣
بقلم آدم عربي

الحبُّ في زمنِ الحرب!

لم نكنْ نفهمُ كيفَ الوصولُ هناكَ أو هناك
لم نكن نعلمُ ما السقوط
مِنْ حافةٍ في رملِ الفضاء
ما العناقُ مَعَ الآلهة
على شاطئِ السماء
خذي الليلَ واعطيني النهار
النهارُ مِنْ ذهبِ الحرب
الليلُ مِنْ ماسِ الحصار
خذي القلب
حملتُكِ وأنتِ ميتة
هناكَ القبر
وهناكَ الملحمة
ولم يتوقفوا عَنْ إطلاقِ النارِ عليّ
وأنتِ تبتسمينَ للشجاعة
لشيءٍ لَمْ ألتفتْ إليه
لشيءٍ لَمْ أزرعْهُ في الحديقة
لشيءٍ لَمْ افهمْهُ إلى اليوم
لشيءٍ يقالُ في المناسباتِ السعيدة
خلالَ حياةِ الجبناء
لأفعالٍ ليستْ أكيدة
لَمْ أكنْ مصممًا على دفنِكِ رغمَ كلِّ شيء
فكيف أعرف؟
الأراجيحُ في رأسي كثيرة
كنتُ أريدُ دفنَكِ فقطْ دفنَكِ
كنتُ أريدُ دفنَكِ في حكايتِنَا الأخيرة
أحبَبْنَا بعضنَا يومَ كنا لا نعرفُ بعضَنَا كالعصافيرِ الصغيرة
التي لا تكبر
كالديدان الكبيرة
التي لا تصغر
أحبَبْنَا بعضَنَا كقدمينِ تغطسانِ في الوحل
كأصابع تلعبُ مَعَ بعضِهَا
في الحرب
كهمساتِ الرصاصِ في بنادقِهَا
وفي غيرِ عودتِكِ إليّ
مِنَ الأرضِ في ذهابِهَا
صرختِ اقطعْ بِيَ النهر!
وجنودٌ من ناحيتيِّ يطلقون الرصاصَ على الأسماكِ يريدونَ قتلها
هكذا ظننت
أنا القادمُ لخوفِكِ منها
دونَ خوف
فكيفَ أعرفُ الخوفَ وأنا لَمْ أتعلمْ حروفَ الخوفِ في كتبِ وهمِهَا؟
هل أنادي أمي التي تخافُ عليَّ مِنْ خوفها؟
هل أغمضُ عينيَّ وأنام؟
هل أحلمُ بِكِ وكيفَ أنتِ عاريةٌ في حِضْنِهَا؟
هل أعومُ في حريرِ الوسائد؟
هل أمُدُّ يدي إليك؟
هل أطلقُ في عرسِنَا البنادق
عليك؟
لأهربَ مثلَ كلِّ مرةٍ تهربُ فيها الزنابق
مِنْ ثديِك؟
هل أسكنُ في البرق؟
مع الرعد؟
وأنامُ في أحضانِ الآلهاتِ فوقَ أجنحةِ الكواكب؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى