الخميس ٩ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٢٥
بقلم الشيماء عاطف عبد المولى اسماعيل

الأخلاق المفقودة...من سرق إنسانيتنا؟

لم يعد المشهد الأخلاقي كما كان في الماضي إذ صرنا نرى في تفاصيل حياتنا اليومية مظاهر تدنٍ تُنذر بالخطر: كلمات جارحة تُقال بسهولة، استهانة بحقوق الآخرين، أنانية تغلب على روح التعاون، غياب واضح لقيم الأحترام والرحمة.

الأمر لم يعد بعيداً أوغامضاً.في الشارع مثلاً، تجد السائق لا يتردد في سباب الآخرين بصوت عالٍ لمجرد خلاف بسيط على المرور. وفي المواصلات، يتجاهل الشاب الرجل الكبير في السن الذي يقف بجواره، وكأن الرحمة رفاهية. وعلى منصات التواصل الاجتماعي، يكفي أن يختلف شخصان في الرأي حتى تتحول الكلمات الي سيل من السخرية والتنمر والإهانة.

فالأخلاق ليست ترفاً إجتماعياً أو شعارات تُرفع وقت الحاجة بل هي الأساس الذي يقوم عليه المجتمع. فهي التى تحفظ العلاقات الإنسانية، وتبني الثقة، وتضمن استقرار الحياة. وإذا فقدت، فقدنا معها كل ماله قيمة حقيقية: الأمن، العدالة، وحتي الشعور بالأنتماء.

قد يحاول البعض تبرير هذا التراجع بضغوط المعيشة أو الأنفتاح الإعلامي، أو سرعة إيقاع الحياة، لكن الحقيقة أبسط وأعمق: الأخلاق قرار شخصي ومسؤولية جماعية. فلا الفقر ولا الغنى، لا الحداثة ولا الانفتاح، يمكن أن يكون عذراً لغياب الصدق وانعدام الرحمة.

إن الأزمة التى نعيشها اليوم ليست أزمة قانونين أو أنظمة فقط، بل هى ازمة ضمير قبل كل شئ. فحين يموت الضمير يفسح المكان للفوضي والفساد، وحين تحيا الأخلاق، تعود للمجتمع انسانيته المفقودة.

فلنعد جميعاً إلى أنفسنا، ولنبدأ بأبسط الأفعال: كلمة طيبة، مساعدة محتاج، التزام بالصدق. فهكذا فقط يمكن أن نستعيد إنسانيتنا، ونمنع المزيد من التدهور.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى