افتتاح معرض ورود من جبال الأردن
في حفل ثقافي كبير ، وفي جاليري عشتار بعبدون ، وفي الساعة السادسة من مساء يوم السبت 19/11/ م2005م تم افتتاح معرض ( ورود من جبال الأردن الخامس ) لمجموعة من الفنانات الأردنيات المبدعات ، حيث كان السيد أحمد عبد الفتاح الرئيس التنفيذي لبنك الإسكان ، هو الراعي لهذه الفكرة التنويرية والثقافية ، وكانت إدارة بنك الإسكان ممثلة بالمدراء المساعدين في حضور غامر بالكلمات والرؤى في هذا المعرض المتميز الغني بفكرته ورسالة المبدعات اللواتي قدمن صفحة مشرقة معززة بأهداف الوطن النموذجية تحت ظلال الطبيعة وورودها ونوارها ودحنونها وجبالها وسهولها ونهرها ، وقد تفوقت الرسالة الجمالية الثقافية على شريعة التخويف بإبهار المشاهدين والضيوف والمحببين بالأعمال المعروضة والإبداع الهادف !
وقد كانت الفنانات الأربع المهندسة المعمارية ميس الرازم والتشكيلية سناء القدومي والتشكيلية زين الرازم والشاعرة عائشة الرازم ، يشكلن طريقاً مضيئاً عامراً بالسطور الثقافية المتألقة فوق الجراح ، وللتعبير في ساحة المبدعات كان احتجاج واعتصام من نوع وأسلوب جديد ، تبحث فيه المرأة الأردنية عن وسائل الصبر والسلوان والتحدي لكل أشكال النزيف الدامي الذي يستهدف الأرض والإنسان على يد الطغيان والإرهاب الأعمى ! !! والجديد في أفق العرض كان تماهي اللوحة مع الشعر المتوج للمكان ( الأردن ) والمخفف عن كاهل الزمان ( الفاجعة في التاريخ ) وقد تماوجت قصيدة الشاعرة عائشة الرازم ، المتناغمة مع اللون والتكوين في معرض ورود من جبال الأردن :
أردن يا نوراً يغني للقرىقد شيد الأحباب صرحك اخضرافالحب يفرش في الروابي سحرهويرومه العشاق من كل الورىفاحت أزاهير الندى فتأهبوالرذاذ فردوس تراشق جوهراوترش حبات الندى مبيضةدراً على جيد تناغم أسطراليوشح الدرَ الجميل بلونهويشكه بخيوط فجر نوراوتلوح جوهرة العروس من السناوكأنه يهب الجواهر للثرىمن زقزقات البلبل الشادي الذيصحى الجفون الدامعات من الكرىويقول أسعدتم صباحاً يا هليدحنون عمان انتشى فوق الذرىأردن يا نبع الحنان ربى الفداأعط الحبيب وضوءه والكوثراهلا فتحت له قوارير الندىقد جاءك النائي لكي يتعطراصليت قبلت التراب بخافقيوعزفت بالنبض التصاقي بالثرى
حيث تشكل سلاحاً رائعاً في همة الإنسان والجمال في مقاومة الألم والحزن الغامر الذي أصاب الأردنيين في دمهم وأهليهم ، و كان الرواد والمثقفون على موعد لتجسيد اللهفة البصرية والبصيرية أمام طبيعة الأردن وجباله وسهوله وجمال أرضه !! وفي حضور كبير يعيد إلى ذاكرة الثقافة اللونية والتشكيلية ألقها الجاد والملتزم ، وفي ظروف التعملق باتجاه السطوع الفضائي ، في الأردن الجميل ، تجسدت لحمة الاحتفال باللون والتكوين لطبيعة البلاد الناهضة مع لحمة الإنسان المتمتع بهيبة المناسبة الثقافية فوق أرتال الوجع الأليم والتحدي بالريشة والإبداع والموقف ، وسط دموع البشرية على ضحايا الغدر والإرهاب المروع ، ويعتبر قفزة عن أعناق الظلام بمشهد المسيرة التي سيطرت على اجوائه وفضاءاته المشاعر الفياضة بالحب العظيم للأردن والانتماء لطبيعته وروعة هوائه !
وتتالت التعبيرات الصادقة في تتويج المشاعر في هذا الحفل التشكيلي المحتضن للون والكلمة ،!
حين ألقى السيد احمد عبد الفتاح كلمة قال فيها : عن مشاركة بنك الإسكان للتجارة والتمويل في رعاية هذا المعرض الفني الكبير ، والذي ينم عن انتماء ووفاء للرسالة الإبداعية والوطنية عند مبدعات أربع من هذا الوطن ، وخاصة في هذه الظروف الاستثنائية الطارئة ، يأتي إدراكا من إدارة البنك بأهمية البعد الفني والثقافي في تخفيف أزمة الروح الجريحة ، ولا ننسى أن المجتمع المتحضر المتطور هو الضلع الفقري في احتضان الفنون والإبداعات للسطوع بين الأمم ، فكيف ونحن الآن في اشد حاجة للنهوض من دموعنا تجاه البسمة والتجمل على الحزن من اجل خاطر الأجيال المنتظرة مواقفنا في الشدائد ؟ وقال إن هذا الرعاية للثقافة التشكيلية من قبل إدارة البنك بالتحديد ، لهي أيضاً ضرورة لدعم ورفد الإبداعات الأردنية من خلال إقامة مثل هذه الملتقيات والفعاليات وورشات العمل الثقافي في وطننا العزيز ، حيث اعتاد بنك الإسكان للتجارة والتمويل الاندماج في قضايا المجتمع المحلي ودعم العديد من الأنشطة والمشاريع الاجتماعية والرياضية والفنية ، التي تؤكد رغبة البنك بتحمل مسؤولياته تجاه الوطن والمجتمع المحلي ، بما يسهم في النهاية ببناء جسور من الثقة والتعاون مع كافة فئات المجتمع ، وفي هذا اليوم وفي هذه اللحظات الصعبة التي يمر بها وطننا الغالي الأردن ، نحقق بقص الشريط الوردي والدامي لمعرض ورود من جبال الأردن لأربع من مبدعاتنا الأردنيات ، اللواتي يتفوقن على الجراح والألم ، ، نعثر على ضمادات تبرد الجراح ولا تدمل الطعنات فقط ، بل تؤكد على النهوض من بين الوجوم !! ونحن اليوم أيضاً في مرحلة تختلف عن سابقاتها حيث اليد باليد والقلب مع القلب للتحدي والأمل ، وكل ذلك في سبيل تحقيق المزيد من التعملق والصبر على الجراح !!
وقال : عن البنك بإدارته وفلسفته لن يألو جهداً في سبيل الرفعة الإبداعية والنجاحات الثقافية الهادفة كمثل هذا العمل الفني المحمل بالرسائل الثرية في الوقت العصيب !
وأردف السيد عبد الفتاح : إن مسيرة التقدم والازدهار التي يشهدها الأردن على جميع الأصعدة بقيادة جلالة الملك عبد الله بن الحسين الثاني حفظه الله ورعاه ، تتطلب منا الحفاظ على مبادئ حب الوطن والانتماء له بالقول وبالفعل ، وكذلك فإن الرسالة هذه أيضاَ تتطلب من الجميع بذل الجهود والعمل على إعلاء شأن الثقافة والإبداع في كل الميادين ! وإن لمثل هذه الفعاليات الثقافية الفنية أهمية بتبادل الخبرات الإبداعية بين الفنانين ، والاطلاع على التجارب المشرقة التي تجعل من الوطن نقطة ضوء تتسلط على طبيعته وسحر سهوله وجباله ووروده المتميزة بين العالمين ، وإن تسليط الضوء على المناطق الجميلة والسياحية التي تزخر بها الأردن ، الذي سيبقى بعون الله واحة للأمن والأمان وجمال الطبيعة مقصداً للزيارة والسياحة والاستمتاع ، لهو من واجب المبدعين أولاً ، ونحن لن نقصر بالرؤى الحاملة للتقدير إنشاء الله !
هذا وقد احتضن المعرض أربعين لوحة فنية ، ارتأت الفنانات الأربع أن تكون لكل منهن عشر لوحات ، تراوحت بين مزاوجة التكوين الفضائي المنبعث باتجاه السماء المحمل بالورود الحمراء ، وكل رود حمراء تلتف بتقنية عالية من التفخيم البارز للضربة ، وبين الأرضية الممزوجة بطبقات اللون الكثيف والمحملة للاشجار المتناثرة بجذوعها على الجبال والسهول ، والمرشوشة بالنثار والحنون والاقحوان النادر ، وقد عملت الفنانات على تنويع تقنيات التجربة باللون والفرشاة والسكين على أسطح القماش والخشب !
وكان العازف حسين عبد الغني يعزف مقطوعاته التي تبعث الفضاء الموسيقي بعمان في القلب ، وجسر العودة ، والإيقاع الموسيقي تحاور مع اللون والكلمة في الحضور الثقافي المتميز !