

إلَى الشّيْرَازِي فِي جَنّتِهِ . .
«غريقٌ في الإثمِ ولكن ذاهبٌ إلى الجنّة..»
حافظ الشيرازي*
1-قبلَ انْبثاقِ الشّمْس ِ، في غَسَقِ الكَلام ْ،وَقبْلَ أنْ يتعشّق الوَرْدُ النّـدَى ..قبلَ انْطِلاقِ الرّملِ ، بَعدَ تدَاولِ التُفّاحِ ،قافيةً تُسَرْبِل نفسَهَا في شَهقةِ البُستانِ في الجسَدِ الرّخام ْثمّ تُحيلُ أحمَرَها خُدوداً للغواني السّاحِراتْ ..الفارسيّاتِ الجميلاتِ . .اللوَاتي كَيْدُهُنّ غوايةُ الشُّعرَاءواسْتِهلالُ عَهْدِ العِشقِ في زمَنٍ بكَى في ليْلِهِ الفُقراء . .قُمْ يَا حافِظَ الشِّعراءِ في شِيْرَازهاهُنّ احتمَيْنَ بِسوْرِ قبرِكَ ، يستثِرنَ الوَجْدَأنْ يَصْحو ليُطْرِبَ قلبُكَ العَذْراءْهيّا قُلْ لنَا:لَوْ أنّ رَتلَ الفارسياتِ الجميلاتِ احْترَقنَ صَبَابةًوذرَفنَ دمْعَاً جارِفاً بمزَارِك القُدُسيّهل تغفِر لَـهُن؟لَوْ أنّ تفاحاً ترَمّل حَسْرَة بِخُدودِهُـنفهَلْ ترىَ: بُستانَ وَرْدِكَ حاضِراً ، فيكونَ عِيدُكَ عِيدَهُـن؟يبكيْنَ حوْلكَ..كيْفَ قلبُكَ لا يليْن وأنتَ شيْخُ العاشِقينَ وَشيْخُهُـن؟2-هذا حُضورُكَ يا لِسانَ الغيْبِ، أكمَلُهُ حُضُورمَلاحِمُ العُشّاقِ قدْ زحَمَتْ فؤادَك، أنتَ صَاحبُهَاوناظمُ شِعرِهَا وقصيْدِها المَخْفيّ في رَحِمِ الرّؤىلا.. لا تفكّ شفْرَتَها، وَلا تَمنَحْ مفَاتيحَ الهَوَىإذْ أنّ عزّكَ في غيابِكَ، لا الحُضوروأنّ عشقُكَ في نُفورِكَ وَالنوَى . .فاصدَح بصَوْتِكَ في الصّدَى . .حتىَ وإنْ أهْدَتْ اليكَ النّاهِداتُ خُصُورَهُنوإنْ رَشَفنَ سُلافةً مِن خَمْرِ شِعرِك َ واحتمَيْنَ بخِدرِهنفَلا تلِنْ يا حافِظَ الأسرَارِ في شيْرَاز،إن لتاجُك الفضيّ لمْعٌ في غِيابِكْفاسْقنِي. .لَنْ أرْتوِيضَاعَ اليقينُ، فهَلْ شَرَابي مِن شرَابِكْ . .؟3-إنّي رأيتُ صَبيّةً فضَحَتْ مآقيهَا الجِراحُمَضتْ تُدارِيَ دَمْعَهَا بنِقابِهَا..إنّي رأيتُ تُرابَ قبرِكَ يا أميرَ العِشقِلوّنهُ الأسَى، ثملِاً بخَمْرِ خِضَابِهاترَكتْ علَى أسْوارِ قبرِكَ بُرتقالاً ناهداورَنَتْ كأنّ عليْكَ أن تُصغِي لِصَوْتِ عتابِهَاقد صوّرتْ - من غيّها - بُستانكَ الوَرْديّ في أعنَابِهايا حافظَ العُشّاقِ.هَلْ في الدّنِ شيرازٌ تُعيدُ صَوابَنا بِصَوابِها؟
* شاعر فارسي فخم عاش في القرن الثامن الهجري واشتهر بغزلياته وقبره بمدينة شيراز بجنوب ايران . .