إشهار كتاب المعالم العربية والإسلامية في...
في الناصرة إشهار كتاب المعالم العربية والإسلامية في قضاء حيفا للأستاذ خالد أبو راس.
برعاية بلدية الناصرة استضاف مركز محمود درويش الثقافي الأستاذ الباحث خالد سليمان أبو راس بمناسبة إشهار كتابه "المعالم العربيّة والإسلاميّة في قضاء حيفا" وذلك مساء الأربعاء الماضي تحت شعار "معًا نتواصل مع جذورنا" ومشاركة الأستاذ توفيق سرحان والدكتور خالد جابر أبو راس والشاعر مفلح طبعوني.
افتتح الأمسية الأستاذ سرحان مرحبًّا بالحضور ووالجًا لصفحات علاقته الثقافية مع المحاضرين، كما وتحدّث عن أهمية الكتاب وقيمة أبحاثه، وحثّ الحاضرين وغيرهم على أهمية التواصل مع مواد الكتاب وتداعياته إضافة إلى الأبحاث والتوثيقات التي ترمم الذاكرة الفردية والذاكرة الجماعية وأهميتها لمتابعة مسيرتنا وتثبيت بقائنا والتصاق بهذه الحياة.
بعد مداخلته المكثفة قدّم الدكتور خالد جابر أبو راس الذي تحدّث عن علاقته بالكتاب المُشهر قبل إشهاره وتابع حديثه حيث قال: "كتاب المؤلف الضيف هو محاولة حادة لتجذر الوعي بقضية الأرض ومعالمها العربيّة وانتمائها التاريخي، كتاب يسعى إلى ترسيخ الذاكرة الجماعية في وجه من يحاول طمس هويتنا وفي وجه من يسعى إلى إخفاء وجودنا الحضاريّ على هذه الأرض.
وأضاف: ما يميّز عمل المؤلف هو أنه زار المعالم التي يتحدّث عنها في كتابه، إطلع عليها وعاينها، وثّق ما حدث تغييراتها وطمسها في كثير من الأحيان. هذا وقد استعان المؤلف بشخصيات محليّة لزيارة ومعاينة المعالم المذكورة في الكتاب".
ومن ثمّ ألقى الأستاذ المؤلف خالد سليمان أبو راس محاضرة شاملة عن محتويات الكتاب وعن معالم الأبنية والآثار في بعض المواقع مثل: الأحياء، الأسواق القديمة، المساجد، الزوايا، المقامات، الأديرة والكنائس وغيرها الكثير.
لم يُكتب أي كتاب بهذا الموضوع من قبل سوى كتابي معالم لواء الجليل وأيضًا كتاب Petersen باللغة الإنجليزية وتحدّث عن طريقة المعاينة وأهميتها في عملية التوثيق مثل: زيارة خان الطنطورة، خان الربع وعزبة الزرعانية.
كما وتحدّث عن الثراء في الحواشي التي وصل عددها إلى 1300، وكذلك تحدّث عن مصادر البحث المتنوعة، مثل: الكتب، المشاهدة، النقاش والحوار، أرشيف الدولة العثمانية، الخرائط القديمة مثل P.E.F ،الخرائط الحديثة، سجلات المحاكم الشرعية، أرشيف بلدية حيفا (قسم الهندسة)، المقابلات.
وختم المؤلف محاضرته بالحديث عن أهداف الكتاب: أولًا التوثيق وثانيًا تعزيز الذاكرة الجماعية بهدف ترسيخ الإنتماء وثالثًا تعريف المتلقي بمعالم بلادنا وتعزيز الهوية الجمعية ومركباتها، من لغة وتاريخ وجغرافيا وحضارة وثقافة.
وفي النهاية وبعد أن شكر الحضور والمحاضرين قال الشاعر مفلح طبعوني مركّز الندوة: توثيق الذاكرة الفلسطينية التي يحاولون تهميشها يثبت جغرافيتها على خرائط الذاكرة الجمعية وينقّي تاريخها من الشوائب والتزييفات المبرمجة.
جغرافية الآخر وتاريخه يحاولان تصديق مرحلة المئة سنة الأخيرة عند كُتاب العدل غير العادلين.
ما يقوم به أمثال الأستاذ خالد من توثيق وتثبيت يساعد ذاكرتنا على الإبتعاد عن النسيان والأمراض الخبيثة التي تحاول مهاجمتها... وما علينا إلّا أخذ هذه التوثيقات والإهتمام بها ونشرها بين جموعنا خصوصًا الأجيال التي تسير نحو المستقبل بثقة وإتزان.