وَقَفتِ على شاطئ الكبرياءِ
ترتدينَ ثوبَ عزّةٍ وإباءِ
تصبغين شعركِ
بلونِ الشّمس
تكسرين على صخرِ الصّمودِ
مرآة اليأس
تبتسمين لي وتسألين:
"من أنا ؟ هل تعرفين ؟"
ولكن أعليَّ تتنكرين؟!!
فشَعرُكِ المجدولُ أعرفُهُ
وثوبُكِ المغزولُ رَفْرَفُهُ
ونطاقُكِ من لآلي البحرِ زخرُفُه .. وأعرفُهُ
فعلى جبينِكِ العالي
قرأتُ آيةَ الخجل
وفوقَ هامِكِ السّامي
رأيتُ تاجَ البطل
وعلى وجهِكِ العاجيّ
ارتسم وشمٌ أزرق
وعلى وجنتيك.. وردٌ تَفَتَّق
وتسألين من أنا؟!
أنتِ الفتاةُ الصّامدة
لم تكسر عودَها المِحَن
ولم تَثنِها عادياتُ الزّمن
فقد عرفتُكِ
من صوتكِ.. من العينين
من عطرِكِ البرتقاليّ
وبوحِ الياسمين
أنتِ أنتِ.. لم تغيّرك مساحيقُ السنين
ولسوف يعرفكِ في أحشاء أُمّهِ الجنين
فأنتِ ابنةُ يعرُب..
يافا.. يافا..
يا عروسَ فلسطين!