أُلامُ وَقَلبي في المَلامَةِ خائِفُ
أَلا لَيتَ يَرضى عَن فُؤادي العَفائِفُ
أُلامُ وَمَبتورٌ مُنايَ وَخافِقي
يَدُقُّ حَنيناً وَالعُيونُ ذَوارِفُ
وَقَلبِيَ لَمّا صَرَّفَتهُ يَدُ النَّوى
ذَبيحٌ إِذا ما هَدَّهُ الشَّوقُ نازِفُ
تُسافِرُ روحي حَيثُ حَلَّت رِحالُهُم
وَتَسأَلُ عَن خِلّي فَهَل مَن يُكاشِفُ
وَأَبذُلُ نَفسي وَالنَّفيسَ مُوافِقاً
مُناهُ وَكَم يَأبى عَلَيَّ ، يُخالِفُ
وَضَيَّعتُ عُمري في الهَوى وَجُنونِهِ
عَشِقتُ ، وَإِنَّ العِشقَ لِلدينِ صارِفُ
وَكَلَّفتُ نَفسي ما تَنوءُ بِحَملِهِ
وَهَيَّئتُها حَتّى سَبى النَّفسَ خاطِفُ
وَفارَقتُ قَلبي حَيثُ كُنتُم وَلا عَزا
فَقَلبي عَلى بابِ الأَحِبَّةِ عاكِفُ
وَقالَ خَليليَّ ابرَحِ القَومَ إِنَّهُ
أَصابَكَ مِن طَيفِ الحَبيبِ تَجانُفُ
فَهَل أَنتَ إِلّا غازِياً ساحَةَ النَّوى
وَقَلبُكَ مِن هَولِ التَفَرُّقِ راجِفُ
لَعَمرُكَ ما طابَت حَياةٌ لِعاشِقٍ
فَكُلُّ حَياةِ العاشِقينَ مَخاوِفُ
وَهَل كانَ يُغنيني إِذا خُنتُ عَهدَهُم
وَعَهدُ الغَواني إِن يُعاهِدنَ زائِفُ
يَقولونَ لَمّا قَد رَأَينَ مَدامِعي
تَسيلُ كَأَنَّ الدَّمعَ بِالعَينِ واكِفُ
أَليسَ عَزاءُ المَرءِ أَن كانَ بَينَنا
تَجودُ لَهُ الدُّنيا ، لَعَلَّكَ آسِفُ؟!
تَسلّى بِنا عَنّا إِذا بانَ رَحلُنا
تَسلّى فَإِنَّ الذِّكرَ لِلقَلبِ شاغِفُ
أَلا فَاعلَموا أَنّي تَسَلَّيتُ بِالنَّوى
وَأَنّي عَلى تَلٍّ مِنَ الحُزنِ واقِفُ
أُطالِعُ سِربَ المُدنَفينَ بِعِشقِهِم
شُموسٌ هُمُ عِندَ الجَفاءِ كَواسِفُ
فَلا أَنتُمُ أَهلٌ لِنَفسِ تَوَلَّهَت
وَلَن تَبلُغوا مِثلي وَلا أَن تُناصِفوا
فَلا تَحسَبوا أَنّي سَأَبقى لِحُبِّكُم
وَقَد يَنقَضي عَهدُ الهَوى وَالتَّآلُفُ
وَقَد يَنجَلي حُبٌّ عَنِ القَلبِ بَعدَما
أُزيلَت عَنِ الوَجهِ القَبيحِ زَخارِفُ
وَقَد أَزفَ الخِلُّ الَّذي أَنتَ عاشِقٌ
إِلى الهَجرِ لا وَصلٌ فَهَل أَنتَ آزِفُ؟!!