

أنا وأمتي
مَا فِي قَرِيْضِي قَضَايَا غَيْرُ أَوْجَاعِيْ
حُبِّي أَوَائِلُهَا وَالقَلْبُ أَوْضَاعِيْ
وَكُلَّمَا ابْتَسَمَتْ دُنْيَايَ فِي عَمَلٍ
تَفَاقَمَتْ فِي طَرِيْقِي نِقْمَةُ السَّاعِي
وَسَارَ نَحْوِي الأَسَى مُسْتَهْتِراً وَلِهاً
كأَنَّهُ يَبْتَغِي قَتْلِيْ بِلا دَاعِ
وَأَكْمَلَتْ أُمَّتِي فِيْ بُؤْسِهَا عِلَلِي
وَلَمْ يَزَلْ هَمُّهَا يُرْبِي بِأَوْجَاعِي
فَمَا أَسُدُّ طَرِيْقاً لِلأَسَى أَبَداً
حَتَّى تُصِمَّ المَآسِي الكُثْرِ أَسْمَاعِي
وَلا أُنِيْمُ لَظَى هَمٍّ وَلَوْ كَذِباً
إِلا تَوَالَدَ هَمٌّ بَيْنَ أَضْلاعِي
وَلا تَقَدَّمْتُ فِي يَوْمٍ قَلِيْلَ خُطًى
إِلاَّ تَكَالَبَ حُسَّادِيْ لإِرْجَاعِي
وَمَا ارْتَقَيْتُ إِلَى الأَسْمَى بِمُعْتَرَكٍ
إِلاَّ جُرِرْتُ بَأَيْدي الأَهْلِ لِلْقَاعِ
وَإِنْ أَنَا حُقَّ لِيْ نَصْرٌ كَأَدْتُ بِهِ
سَعَى خُصُوْمِيْ وَأَصْحَابِيْ لإِخْضَاعِيْ
أَنَا وَحُكَّامُنَا الإِجْمَاعُ يَجْمَعُنَا
وَالجَمْعُ فِي أَنَّنَا نَحْظَى بِإِجْمَاعِ
لكِنَّهُمْ يَرْكَبُوْنَ النَّاسَ بِهِ
فِيْمَا نَصِيْبِي مِنَ الإِجْمَاعِ إِفْجَاعِي
وَبَعْدَ ذلِكَ يَأْتِي مَنْ يُحَاجِجُنِي
بِزَعْمِهِ أنَّني فِيْ خَيْرِ أَوْضَاعِ
وَأَنَّ حَالَ الأَسَى مِمَّا أُكَابِدُهُ
فِيْهِ الدَّلِيْلُ الذِي يَكْفِي لإِقْنَاعِي
فَهَلْ تُرَانِي بِهذا الخَلْطِ مُقْتَنِعاً
وَهَلْ لإِنْهَاءِ أَمْرِيْ أُصْبِحُ الدَّاعِي
وَيَصُبْحُ الفِعْلُ فِي التَّارِيْخِ سَابِقَةً
أَكُوْنُ فِيْهَا أَنَا المَنْعِيُّ وَالنَّاعِي
رَفَضْتُ أَيَّ اقْتِنَاعٍ بِالِّذِي بَهَتُوا
لكِنَّهُمْ رَفَضُوا رَفْضِي وَإِيْقَاعِي
وَعَلَّقُوا نَعْوَتِي رُغْمِي
وَسِـــرْتُ بِهَا رُغْمِي
وَصِرْتُ لِتَأبِيْنِي أَنَا الرَّاعِي
قَالَتْ مَحَاكِمُهُمْ:
فِــيْ طُهْرِهِ خَطَرٌ
فَالطُّهْرُ مَفْسَدَةُ اليَقْظَانِ وَالوَاعِيْ
وَذَنْبُهُ أنَّهُ لا ذَنْبَ قَطُّ لَهُ
وَمِثْلُهُ سَيُسَمَّى شَرَّ خَدَّاعِ
وَمَنْ خَلا فِعْلُهُ مِنْ أَيِّ مَأْثَمَةٍ
وَلَمْ يَتُبْ سَيُلاقِي الصَّاعَ بِالصَّاعِ
وَحُكْمُ مَنْ مِثْلُهُ إِيْذَاؤُهُ عَلَناً
حَتَّى تَمَوْتَ أَمَانِيْ كُلِّ خَدَّاعِ
مَنْ لَيْسَ يَبْرَئُ مِنْ حُسْنِ السُّلُوْكِ فَلَنْ
يَلْقَى سِوَى نَزْلَةٍ رَعْنَاءَ لِلقَاعِ
سَجِّلْ إِذَنْ أَيُّها التَّارِيْخُ فِي عَجَلٍ
مِنْ غَيْرِ مَا خَجَلٍ أَنَّا بِلا وَاعِ
قَدْ سَجَّلَ العُرْبُ مِنْ خَيْرٍ بَرَاءَتَهُمْ
حَتَّى يَصِيْروا خِفَافَ الحَمْلِ لِلرَّاعِي