حجارةُ السورِ، حجارةٌ كريمة
في تاجكِ المنظومِ
من التاريخِ، من وقائِعِهِ العظيمة
لم تكتحل عيناكِ إلا لأميرٍ عربي
وظَلّ عرشُكِ بكراً عصياً يعربي
وفرَّ نابليو يُجرجرُ أذيالَ الهزيمة
خلف أسوار حِماكِ
لم يبقَ لجيشِهِ الجرّارِ قيمة
وظللتِ، يا أميرةَ البحرِ
تحفظين عهداً لخاطبِ ودِّكِ
لأمواجِه، لمينائه، لحباتِ الرمالِ الذهبية
لأنسامِهِ العليلة وأمواجِهِ النّيلية
سيبقى اسمُكِ يا عكا
مُضمخّاً بعطرِ العزّةِ والكرامة
يشهدُ المدفعُ
وتشهدُ الأسوارُ
ويشهدُ الجزّارُ
وموجاتٌ تتراقصُ جَذلى
لعرسِ نصرِكِ.. يا أبيّة
هذه الأسواقُ والجوامعُ والكنائسُ
وأرضُكِ.. عربيّةٌ، عربيّة
وستبقى سيرتُكِ فوق كلِّ الحُزنِ
والقهرِ.. عنتريةً عبسيّة
فلا تخافي السَّبيَ، ولا الموجَ
ولا ريحَ إعصارٍ غربيّة
لا تخافي!
سيبقى الشرقُ سوراً منيعاً
يحمي ليلَ عينيكِ، عكا.. يا حوريّةَ البحرِ
يا أميرةً يعربيّة.