c السماءُ تألماً وثبورا |
واغتاظت الدنيا دماً وسجورا |
وتفطّرت جمعُ الكواكب لوعةً |
وتكوّرت نظمُ السماء حسورا |
وتوجّعت أهلُ البحار تأسّياً |
وتناثرت قممُ الجبال نفورا |
وتوقفت عند الصراخ عقاربٌ |
وكانّها تروي الثوان عصورا |
حين استجار الى المآذن سجد |
قد حاطهم سيل الوحوش سحورا |
الذاهبون الى الجنان تشوقاً |
والعائدون الى الديار سرورا |
والهاربون من القذائف عزّل |
والثائرون على المقاصل ثوْرا |
سحبوا من الآمال في وهج اللضى |
للموت دفناً رضعاً وصدورا |
قد عانق ألطفلَ اليتيم على الردى |
صدرُ الأرامل رحمةً ودَثورا |
ومشايخٌ فيهم كأن ظهورها |
قوسٌ يلملمها الزمانُ ضمورا |
ونساؤهم مثل الحمائم عُلّقت |
بمخالب تهبُ النسور صقورا |
وشبابهم كالعالقات ببركةٍ |
في لحمها تلهوالضباعُ سعورا |
والمرضعاتُ بحجرها أكبادها |
تغفوعلى صدرالمنون بدورا |
حَفرت مكائنهم وزادوا حفرها |
حُفراً تكون مصارعاً وقبورا |
بالقاذفات تجمّعوا وعبيدهم |
وترنّحوا كالفازعين غرورا |
وتراقصوا حول الضحايا سطوةً |
ومضوا بها للجارفات عبورا |
ورموهمو قسراً لظلمة حفرةٍ |
أحياء يسعفها الجناةُ صخورا |
يتهافتون على الأباة لودئهم |
فكأنّهم كلب غدى مسعورا |
ما حالهم أحياء تدفن في الثرى |
وقلوبهم تزهو شدى ونظورا |
يتأمّلون الى السما فتردّهم |
للقعر أطنانُ التراب دحورا |
يتشبّثون الى الجدار ليرتقوا |
فيزيدهم حَفرُ الجدار قصورا |
والأمّهاتُ الى الصغار سلالم |
ترجو بأن تغدو الصغار طيورا |
فتهامشت فوق الرؤس صِغارَها |
غربانُ سود تلهم المقهورا |
ما هزّهم صوتُ الرضيع مرفرفاً |
تحت التراب وما بكوا المعصورا |
أحياء يدفنها اللئام تفاخراً |
وتدوسُ فوق رفاتها تنكيرا |
حتى الشياطين العتاة تعجبوا |
من فعلهم واستغربوا التبريرا |
وتقهقرت فرق العبيد تقودهم |
نارُ المذلّة لعنةً وثبورا |
دفنت مكائنهم خُلاصة أمة |
قد ذاقها جورُ الطغاة كدورا |
صور الضحايا في الخلود كأنها |
نحر يفيضُ الى السماء هديرا |
وتساقطت سحبُ السماء فأنبتت |
فوق القبور دلائلاً وزهورا |
وتكالبت حول المقابر أمّةٌ |
تذري التراب وتنشد المغدورا |
حفرت أصابعها الصخورَ فأبصرت |
بين التراب جماجماً وكسورا |
فتلاقفتها بالعناق حرائرٌ |
وروت مضاجعها العيونُ غمورا |
وبركت أبحث في الثرى عن تؤمي |
فتزاحمت حولي العظام نكيرا |