وِلادةُ العَـزْمِ
وِلادةُ العَـزْمِ ، تِــبْـرُ الأصل يَرْفِدُها
صَـوْبَ الـتألـقِ ، والعَـلـياءُ مسعاهـا
لـكـــلِ قــافــيـةٍ عَــزْفٌ، وتَــقْــنِـيـةٌ
وفي انـتـقاء المعاني يَـحلو مَغْـزاهـا
أجـواؤها إنْ حَواها الصِدقُ عامـرةٌ
وعَـذْبُ رافِـدهـا، يـروي مُـحَـيّـاهـا
والرأيُ إنْ جَـعَـلَ الإنصافَ غايـتَـه
تسْـمـو بـه الحالُ، مَـبْـناها ومَعناهـا
إذا النصوصُ تسامَتْ في بلاغـتِها
بـفضلِ مَـوْهـبةٍ قــد لامَسَـتْ فـاها
يـزهو النشيدُ بها فخرا بما وُهِـبَـتْ
زهْــوَ الـقلوبِ بحُـبٍ قـد تَـمَـنّـاهــا
مَلامِـحُ الـجِـدِّ، فـي انـسامهـا عَـبَـقٌ
وفـي الـتكلف تـبدي النفسُ شكواهـا
قالوا: وثـقْـتَ بأوصافٍ فـبُحتَ بهـا
فــقـلتُ: قـلبي قـبل العـيـن أفْـتـاهـا
لـمّا رأى، أنّ فـي مضمونها قـبَـسـا
مــن الحـقـيـقـة قــد أغْـنى مُـؤَدّاهـا
صَـوْتُ الـبـلاغةِ كي يعلو، يُـعـزِّزه
نَـقـاءُ نَــفْـسٍ، زهـا بالطِيب فحْواهـا
الطـبْـعُ ليس جَـمالُ العـينِ يـَكـشِـفُـه
كم مُـقْـلةٍ قــد تـمَـنّـتْ غـيرَ سُـكْناها
نَـهْـجُ الثـقـافـة يُـعطي نُـورَ أحـرُفِـه
للـنـفـس بُـغـيـةَ تَـهْـذيـبٍ لِمَـسْـراهـا
فإنْ تَــزامَـنَـت الأخـلاقُ تعـلـو بهـا
مَراتِبُ العِـزّ صَوْبَ الأفق مَـرْقاهـا
تـبـقى المواهبُ تمضي فـي توجهها
صَوْبَ العطاء، لأن العَـزْمَ يهـواهـا
(من البسيط)