| سَهِرْتُ وَمَا مِنْ عُيُونٍ سِوَى |
عُيُونِ الإِلَهِ هِيَ السَّاهِـرَةْ |
| وَكُلُّ فُؤَادٍ طَهُورٍ وَكَــمْ مِنْ |
قُلُوبٍ غَدَتْ بِالْهُدَى عَامِــرَةْ |
| سَهِرْتُ وَهَـذَا هُوَ الْفَجْرُ يَدْنُو |
وَيَهْمِسُ بِاللَّهْجَـةِ الآمِـرَةْ |
| فَمَازَالَ بِالْخَيْــــرِ دُنْيَــا الْـــوَرَى |
لِمَاذَا أَرَاكِ إِذًا حَائِــرَةْ |
| تَعَالَ أَيَـا فَجْــــرِيَ الْمُسْتَنِيرَ |
أَبُثُّكَ فِي اللَّيْلَـــةِ الْغَابِــرَةْ |
| حَدِيثًا عَجِيبًا يُسِيء النُّفُوسَ |
وَتَنْدَى لَهُ الْجَبْهَـةُ الطَّاهِـرَةْ |
| حِكَايَــةُ شَيْــخٍ وَأَيْضًا فَتَــاةٍ |
سَتَبْقَــى لَنَا قِصَّــةٌ نَـــادِرَةْ |
| لِتَنْظُرْ مَعِي هَلْ بِخَيْرٍ تَرَاهَا |
أَمِ الْخَيْرُ أُسْطُورَةٌ عَابِــــرَةْ |
| أَتَيْتُ كَبِيــرًا عَظِيـمَ الْمَقَــامِ |
بِهِ تَزْدَهِي الْحِكْمَةُ الْغَامِـــرَةْ |
| وَبَـاتَ الْحَدِيــثُ لِهَذَا وَذَاكَ |
وَدُنْيَا الْجَمِيـــعِ بِــــهِ عَامِرَةْ |
| وَتَارِيخُنَــا الْيــَوْمَ قَــدْ ضَمَّهُ |
لِيَزْحَــــــمَ صَفْوَتَــهُ النَّيِّـرَةْ |
| تَمَنَّيْتُ يَوْمًـــا أَرَانِيَ فِيـــهِ |
َكُـــونُ عَلَى دَرْبِــهِ سَائِـــرَةْ |
| أُتَابِـــعُ كُــــلَّ مَقَـــالٍ جَمِيـــلٍ |
أَعُبُّ مَنَاهِلَـــهُ الزَّاخِـــرَةْ |
| وَكَــمْ بِتُّ أَحْلُــمُ بِالْمُلْتَــقَى |
بِهِ كَصَغِيــرٍغَــزَا الدَّائِـرَةْ |
| وَأَسْـــــأَلُ رَبِّـــيَ تَوْفِيقَــــهُ |
لِأَنْهَـــلَ آدَابَـــهُ الْوَافِــــرَةْ |
| أُرِيــدُ يَدَيْـــكَ تُعِيــنُ يَــدِيَّ |
لِكَيْمَا أَكُــونُ بِكَ الشَّــــاعِرَةْ |
| فَلَبَّــى سَرِيعًا وَكُنْتُ أَظُـــنُّ |
بِأَنِّــي حَظِيتُ..أَنَــا ظَــــافِرَةْ |
| وَمَا ثَــمَّ إِلَّـــا لِقَــاءٌ وَثَــانٍ |
كَأَنِّــيَ فِي الْحُلْمِ أَوْ طَائِــرَةْ |
| فَكــمْ كُنْــتُ عِنْــدَ لِقَائِــي بِهِ |
أَرَانِيَ بِالْمَجْــدِ مُسْتَبْشِـرَةْ |
| وَمَا مِــنْ لِقَــاءٍ أَتَــى ثَالِثٌ |
وَحَتَّى بَــدَتْ نَفْسُـهً الْآشِـرَةْ |
| نُفُوسُ الثَّعَالِبِ فِي خَيْرِ ثَوْبٍ |
وَنَفْسُ الثَّعَالِبِ ذِي مَاكِرَةْ |
| أَتَانِـــي بِسَيْلِ لُعَـــابِ الْكِــلابِ |
وَأَشْدَاقُـهُ قَدْ بَدَتْ فَاغِرَةْ |
| يريد الْتَهامِي ولسْتُ طَعَامًا |
ومَا أنا للجَائِــعِ الشَّاطِرَةْ |
| ولكنَّنــــي كم كَرِهْتُ النِّفاقَ * |
فكنت على غَــدْرِه ثائـــرة |
| وما أنا أحْمل في باطني |
سوى ما ترى الأَعْيُن الناظرة |
| أتيتُـــك واللهِ تِلْمِيــــذةً |
ولســـتُ عشيقتَـــكَ الفاجــرة |
| وَأنتَ تميــل لطُعْم الخيانَـ |
ـةِ تُحْذيكَ ريحتُهــــا العاطــرة |
| وما هِـــيَ عطْـــــرٌ ولكنهـــــا |
بَنـــاتُ قَريحتِكَ الساخـرة |
| فما عاش شِعْرٌ أتى عن طريقِ |
إِناثٍ سَقَطْنَ إلى الحافرة |
| فَذَا اسْمُكَ يحمل معنى التُّقَى |
ونفسُك ذاتُ الهوى غَادِرَة |
| ورَسْمُك يَكْسُــوه ثَوْبَ الوَقَارِ |
ونفْسُك عن نَيْلِه قاصرة |
| أَتَجْحَدُ رَبًّا كســـاك الضِّيــــاءَ |
وأَوْلاك نِعْمَتَـــــه الغامرة |
| أَبِاسْــــمِ القَريضُ تَعِيثُ فسادًا |
وتَفْتِكُ بالدُّمْية الناضـــرة |
| فَرُحْــــتَ تُعَرْبِــــد في خَلْقه |
كأنك لم تذكــــرِ الآخـــــرة |
| أمام الصغيرات يَجْثُو هَــوَاكَ |
وتأخذُك النَّشْوةُ البـــادرة |
| أتسعى لتدنيس ثـــوبِ البَتُول |
وتَعْبَث بالفتنة الطاهرة |
| فأنتِ تَعَالَيْ مع الحبِّ نلهـو |
وأنتِ تجيئينَ لي زائـــــرة |
| وأنت هَفَوْتَ لِلَفْظٍ لَطيفٍ |
وعندي أنا اللفظةُ الساحرة |
| وأنتِ العنيـــدةُ ما حِيلَتي |
ونَفْسيَ كالْحيَّـــة الكاسـرة |
| أسِيَّــانِ عنـــدك هـذي وتلكَ |
سواءٌ لَعوبٌ أو الحـــاذرة |
| وما من إنــــاء نظيف تــراه |
وحتــى غَــدَتْ ماؤه عاكرة |
| أيا سيَّــدَ الفِسْــقِ فــي جَذْبِــه |
وتَشْغَــلُكَ العانِـسُ الْبائرة |
| فيا وَيْحَكـــم تلك دنياكـــمُ |
فلســـتُ علــى ما بهــا صابرة |
| وقانــا المُهَيْمــِنُ شرَّ العبــادِ |
وجنَّبَنا العُصْبةَ الخاسرة |
| تبــرَّأ منْكــمْ رســـولُ الســلامِ |
وعافتْكــمُ الجنَّـة العامرة |