الأحد ١٥ نيسان (أبريل) ٢٠٠٧

هل انتهى زمن الشعر؟

بقلم : ناجي ظاهر

ماذا يعني اصدار الشاعر الصديق نمر سعدي مجموعتين شعريتين بأقل من مائتي نسخة؟

هل يعني ان سوق الشعر لدينا ابتدأ بالبوار كما في اماكن اخرى من العالم ؟

وان القراء ابتدأوا بالانفضاض عن هذا الفن الجميل؟ هل يعني وهل يعني وهل يعني الى ما لا نهايه؟

علما ان الشعراء بعد انهيار الاتحاد السوفييتي لجأوا الى مثل هذه الظاهره؟

لا اريد ان استبق الامور فادعي اننا امام ظاهره جديده ولا اريد ايضا ان ادعي ان هناك من الشعراءفي بلادنا
من قد يكون لجأ الى اصدار مجموعاته الشعريه بعدد محدود من النسخ . ولم يعلن عن هذا بعد.

وانما اريد ان الفت النظر الى مثل هذا الامر, فلعل هذا اللفت يساهم في تسليط الضوء على ظاهره قد تكون موجوده ونحن لا ندري لانشغالنا بكل ما ينبغي الانشغال به . وانصرافنا عما ينبغي لنا الانشغال به .

هل يوجد هناك اجمل من الشعر (ديوان العرب)؟ ام ان زمن الشعر قد انتهى ؟

من اجل ان نتفاهم اطرح السؤال التالي :هل تتصورون الحياة بدون فن وشعر؟تصوروها بدون من تحبون من الفنانين .فكروا بهذا.

ما دفعني حقيقة الى الكتابة عن هذا الموضوع هو اصدار الشاعر نمر سعدي مجموعتين شعريتين اطلق على الاولى اسم عذابات وضاح اخر وعلى الثانيه اسم اوتوبيا انثى الملاك ومهرهما باسم مستعار وجاءت المجموعتان في اقل من ثمانين صفحة لكل منهما (عدد الصفحات ليس مهما في الشعر
اذ ما تتضمنه الصفحات هو المهم والاهم) وفي اقل من مائتي نسخه لكل منهما ايضا.

وزاد في اندفاعي ايضا ان صاحبهما اخبرني في مكالمة هاتفيه بيننا انه اقدم على اصدار المجموعتين على هذا
النحو لانه يئس من الاجواء السائدة في وسائل الاعلام واراد ان يحافظ على نتاج يعتبره بمثابة نبض حي لقلبه
من الضياع وان يوصله الى قلة قليلة من الناس.

لا اريد ان اتطرق الى ما خسر هذا الشاعر الشاب من مال ادخره بشق النفس من اجل ان يصدر مجموعتيه
وان يهدي النسخ القليله التي بادر الى طباعتها على نفقته الخاصة الى اصدقائه ومعارفه .كلا ,لا اريد ان اتطرق
الى هذا مع اهميته .وانما اريد ان اطرح السؤال الجدي الذي تبادر في ذهني ازاء اصدار هاتين المجموعتين
وهو:هل بار سوق الشعر لدينا ؟ولماذا لا تبادر صحافتنا المحليه ووسائل الاعلام لدينا على قلتها وعلى تحكم
رأس المال فيها وفي عطاء المحيطين بها .الى الاهتمام بالادب والفن والشعر خاصة .ونشره واثارة قضاياه
ومساعدة الشعراء الشباب معنويا وماديا.ولماذا تحيد هذه الصحافه الفن بصوره عامه والشعر بصوره خاصة.
وتدعي حين تلخص مسيرتها بانها كانت راعية له ؟ولماذا لا تناقش ما يحيط بالفن والشعر والادب من قضايا
ملحة على الأقل.

بقلم : ناجي ظاهر

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى