الاثنين ٢١ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم سناء لهب

نزف ليلي

تحت سماء غائمة باحثة عن لغة تشبهني، عن قهوة تشربني، مثل طفلٍ ضائع ٍ وليس عندي وطن أقصده غير عيني حبيبي.
أنا التي لا وطن لي ..وعمري يتدلى وطناً في كل حلم من حبال الياسمين
أطوف عمري باحثة عن يده، عن صوته، خصره الضائع مني في ضباب العمر.

أشرب الليل مثلما خمر عينيك وأرشف حرماني.
يرشح الفجر متى شئت ارتواءً..أتقطر ناعسة .. ولم يعد باستطاعتي أن أتسع أكثر من أنوثتي
أيها الرجل الشقي الذي كان حباً فصار فخاً....

بملئ صحوي...أنوثتي...عنفواني...شللي...أصرخها
لم أعد أحتمل الطريق الراحل فيك إلى أشرعتي المحرمة.. بت أتساقط قطراً ..فُلاً يشرب عطره شباك الجنون.. أتفتق شوقاً ويتعرى لهاثي وتحرقه الليالي.. فتصهل الأصيلة في أناقة التحدي.........

معك مولاي أحس بأني راكب قطارٍ لا يدري إلى أين يمضي به ولا يذكر متى استقله، لا ولا يملك لإيقاعات قلبه غير الكتمان.
يا صهيل القيود ويا صبوة الشرود، يا فارس الموت الأصيل، يا صهوة التحدي.. لك قلبي سراجاً وطفلاً يحكي قصة، يحكيها لك ولي.. وأنسى كم أنا حزينة وكم أنت مشرد في متاهات صدري.

في الليل عندما أعود إلى جلدي وألملم أشلائي فأتناثر إعياء من الشوق إليك، الشوق إليك يتناسل ويتكاثر حتى صار للانتظار طعم الاحتراق الجسدي.
أناديك يا حصني ضد الأحزان الليلية، خذني إلى حضنك الصامت ودعني اختمر، ودع عروقي تهدأ وتنام بين مخابئ صمتك فتنيرني وتطفئ ظلي وألتهب...التصق بك فيبتعد الأفق... أتلاشى وأعود، أطير...أرتفع...أصغر.. أتوثب... ويصحو بي ولعي فتعود. ....

مذ عرفتك تم انشطاري وأعانيك في إعياء احتمال..وأتقنك من الرقص فوق جسور مذبحك إلى الجنون فوق ولعك وفزعك...
تقول تعالي فتفور أعماقي بزخمي كله وأنصهر وتتلاشى معالمي، فتصرخ أوردتي أفرغني املأني ودع مياهك تتقطر في غابة خمري وأسكبني....ودعني لأنام حتى آخر الليل فيك...

اهدئي يا أمواج الشوق فسفينتي رست...وكأس عمري من الأحزان فرغت، فكأس حبيبي تملئني بالجنون...تفرغ مني الأنين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى