نتنياهو ابن..الطفل اللقيط
وقف العرب مشدوهين وراء الزفة التي بشرهم بها الوزير الصهيوني وهو يقسم لهم الكعكة بعد الانتهاء من أكلها وترك لهم الفتات.
بعدما كان البعض يستعد بشغف كبير لخطة السلام التي أعلن عنها منذ مدة قبل خطابه الأخير، الذي صفع فيه مجددا العرب والمسلمين بعنصريته وإرهابه المعهودين، والغريب انه يدعو صراحة الرأسماليين العرب بالاستثمار في كيانه وهذا توضيح غير مباشر بالتطبيع الواضح للدول العربية مع هذا الكيان، يضرب عرض الحائط مبادرة السلام العربية متجاهلا إياها بتشديد لهجته وإصراره على أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل..
بخصوص اللاجئين أكد نتانياهو انه لا وطن لهم وإذا ارادو حل قضيتهم عليهم حلها خارج حدود فلسطين، والمستوطنات حق مشروع لتوسيع الدولة اليهودية.
لم يخجل الوزير الصهيوني وهو يطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وبذلك يمكنهم العيش تحت سيطرة هذه الدولة المزعومة بدون طلب سيادة أو حدود وليس لها الحق في الأرض ولا الجو ولا حتى البحر إذا ارادو العيش بسلام..
بعد هذا الخطاب المهين لا يبقى للفصائل الفلسطينية إلا عقد العزم على إنهاء الخلافات والإعلان عن المصالحة الوطنية.
و بهذا الخصوص وجه نفس النداء من قلب غزة ابن البيت الأبيض الأمريكي السابق جيمي كارتر حتى يتمكنوا من إقامة دولة مستقلة لهم..و قال أيضا "إن طريق السلام وإعادة البناء وإنهاء المعاناة يمر عبر الوحدة الفلسطينية".
جاء هذا على لسان رئيس سابق لدولة أم غير شرعي وحليف استراتيجي للكيان المحتل وهو يرى الدمار الهمجي الذي خلفه الحرب الهمجية على أصحاب الأرض والوطن. ويصف الوضع بالمروع وأن السكان يتم التعامل معهم كحيوانات والمجتمع الدولي يتجاهل نداءات المساعدة..
وحمل كارتر المسؤولية عن الجريمة الكبرى ضد حقوق الإنسان في غزة تقع على إسرائيل والقاهرة وواشنطن وفي أنحاء المجتمع الدولي.
أمام عدم ذكر عاصمة إسرائيل عند سرد أسماء العواصم السابقة الذكر. يمكننا أن نتساءل؟ هل هو لا يعترفا بإسرائيل ككيان يهودي؟ أو يتخوف من رد فعل فلسطيني عربي؟ أم هي خطة جديدة لتوهيم العرب بمصداقية وإرادة أمريكا لرعاية مفاوضات سلام جديدة؟..
ومن قلب الكيان الصهيوني يعتبر شلومو زانت مؤرخ وأستاذ الدراسات التاريخية بجامعة تل أبيب في حوار أجرته معه صحيفة فرانكفورتر روند شاو الألمانية "أن إصرار إسرائيل على مطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بها كدولة يهودية يمثل تطورا خطيرا في بلد ربع سكانه من غير اليهود". يعني من كلامه انه يعترف أن هذه الدولة لا تمثل اليهود في العالم كما تدعي حكومة هذا الكيان. واعتبر زانت من يتحدثون بعد 61 عاما من قيام إسرائيل عن دولة يهودية يمارسون نوعا من الديمقراطية الشاذة وغير أخلاقية"، يعني أن نظام هذا الكيان مبني عن ديمقراطية زائفة وكاذبة لا أصل لها..
و مرة أخرى يأتي اعترافا من قلب النخبة المفكرة منهم تزعزعهم وتهددهم بتصريحات تعبر عن قناعة أنهم كانوا تحت تخدير صهيوني يصور لهم أن الشعب اليهودي شعب مختار وهو ما نفاه المؤرخ الاسائيلي باعتباره أن تزايد إحساس اليهود في كل مكان بعد محرقة الهولوكست بارتباطهم المشترك لا يعني أنهم "شعب مختار"..و وضح زانت أن وجود اليهود في أماكن مختلفة بالعالم خلال العصور الوسطى حدث نتيجة لاعتناق سكان هذه الأماكن اليهودية وليس بسبب هجرة اليهود إليها..
و بخصوص الديانة اليهودية والشعب اليهودي،اعتبر المؤرخ الإسرائيلي "أن اليهودية ديانة وليست امة،و اعتبر كذلك أن مصطلح الشعب اليهودي ليس إلا مصطلحا مختلقا اخترعه المؤرخون الصهاينة الذين استغلوا الإنجيل وحولوه من كتاب ديني وأدبي يمثل تحفة فنية إلى كتاب للقصص بهدف الترويج لأسطورة الشعب اليهودي" وهذا تصريح خطير لمؤرخ يثير الجدل خاصة بعد كتابه "الشعب اليهودي المختلق" وتصريح واعترافه بتحريف الإنجيل حسب نزواتهم ومصالحهم الصهيونية..
في الحقيقة أعجبت بجرأة هذا الرجل عندما وصف إسرائيل بطفل لقيط ولد نتيجة عملية اغتصاب لحقوق المواطنين العرب واعتبره "طفلا غير شرعيا" له الحق في الحياة لأنه موجود كواقع.
من خلال هذه التصريحات المهمة يبين لنا أن هناك شرخ واضع على مستوى النخب المثقفة، وانه هناك واقع مخفي يهز هذا الكيان الغاصب، وربما هناك أصوات أخرى مكثومة تندد من داخل هذا الكيان الذي يلبس خارجيا ثوب الديمقراطية لكنه يتعرى داخليا بسياسة التزييف والقمع وطمر الحقائق بأي ثمن..و عندما نسمع صوتا من داخل إسرائيل يطلب باعتراف هذا الكيان رسميا بان تأسيسها أدى إلى نكبة الشعب الفلسطيني وتشريده، ويطلب تحمل اليهود مسؤولية كاملة أخلاقيا وسياسيا لما تعرض ويتعرض له الفلسطينيون من معاناة.. ونأمل أن يكون المستقبل يخبأ لنا مفاجأة سارة..
أين نحن إذا كأصحاب قضية فعلية من انقسامات وتبادل التهم والتفريقات المتكررة نجري وراء الفتات ونترك الكعكة كاملة يقسمها العدو كيفما شاء وبالطريقة التي شاء..