ملحمة النصر العظيم
[لهم حق علينا أن نحتفل بهم فقد ضحوا بأرواحهم النبيلة، وعانوا غصص الموت، ولاقوا شتى المحن والكوارث لننتصر نحن]
لا كلَّ زندُكَ ضارباً للهامِ
وتخوضُ في مستنقعِ الأقزام
تأبى عروقك نابضاتٍ بالعلى
وقتَ الخمول وفترة استسلامِ
يا راية العباس قمت بحملها
لم تشك من تعب وضعف قيام
من سومر للان انت محارب
وعرفت بالمستبسل المقدام
وتظل ملعبك الخيول مغيرة
وتصول منتفضا بكل حسام
قدر بأن تبقى تصد اعاديا
والشعب مبتليا بكل طغام
وتظل مشغولا بحرب دائما
انت المسالم لم تعش بسلام
انت الكبير وما عرتك طحالب
ستدوسها مشيا الى قدام
فلأنك الأتقى تعاديك الشياطين التي تجثو على الآثامِ
ولأنك الأنقى تصارعك الطغاة على مدى السنواتِ والأعوام
وأنا أراكَ معابراً ومنابراً
للقادمينَ، ونهبَ كلِّ لئامِ
يا موصل الحدباء غالك معتد
ما مثله في القتل والاجرام
خلق دمائي الاكف أثامي
مسخ ضلالي العقول ظلامي
قزم تضخمه الذنوب وانه
كالفأر في حجم وفي احجام
ان الدواعش صنعوا بارادة
وادارة معروفة الاثام
اولاء ايتام لاباء قضوا
يا لعنة الله على صدام
من كلِّ فرعون يخطُّ بوجهه
سيماء راعي حرمةٍ وحرامِ
إنَّ الدماءَ الفاسداتِ على الثرى
أرجٌ وفي الأعراق محضُ سِمامِ
لما ضربتهم تقهقر شملهم
كالصبح يمحو آية الاظلام
إن البطولاتِ التي أبدعتها
كتبت بها أسطورة الأيامِ
هذا هو النصر العظيم يخطه
حشدٌ وجيشٌ بالدم المقدام
رفعوا لواء الدين بغية قتله
فقتلتهم وعلوت بالاسلام
الملتحون هم على غير التقى
والمدَّعونَ لشرعةٍ وإمام
الجاهلية جدَّدت أثوابها
وأولاءِ أصنامٌ من الإسلامِ
حطّم إذن أصنامهم كمحمَّدٍ
للشركِ كان محطِّمَ الأصنامِ
شهداؤنا شهدوا بأن عراقنا
أرضُ الشموخ وموطنُ الإكرام
رسموا العراق كلوحةٍ زيتيةٍ
طيفيَّةِ الألوان والأنغام
النصرُ فيها ثيمة وتزينها
خلفية لجماجم وعظام
والمرجعية حسنها وجلالها
كانت بدايتها ومسك ختامِ
صنعوا بموتهم الحياة لشعبهم
محفوفةً بسعادة وسلام
هذا العراق وهذه أيامه
ستظل شامخة على الايام
قد يفترون وفي القرارة نهضة
كالبرق تنشر أفقها المترامي
يا أيها البطل العراقي استمر
فأمامك النهضات أف أمام
سترى المنيَّة حاجزاً ومعرقلاً
لابد تنفذ منه للأحلام
إن كنتَ حقاً عاشقاً حرِّيَّة
فاجعلْ غرامك فوق كلِّ غرامِ
إن كنتَ تعشقها فمت من اجلها
فالحبُّ مرهونٌ بعرسٍ دامي