الأربعاء ١٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٢٣
بقلم ريم سميد

متعة الإنجاز

ذات يوم في حصة النشاط المدرسي تحدثت مشرفة النشاط عن أهمية العمل التطوعي وكيف أنه يعلم الإنسان الالتزام ويفيد المجتمع. أحب كريم الفكرة وقرر التطوع في أحد هذه الأنشطة. أما سامي صديق كريم لم يكن يرى أهمية لهذه النشاطات غير أنها إهدارللوقت و الجهد.

بدأ كريم عمله التطوعي في العناية بحديقة المدرسة ونشر الوعي لأهمية المحافظة على نظافة المدرسة وقاعاتها الدراسية تحت إشراف المشرفة و ضمن فريق من المتطوعين. لأن هذه الأعمال كان لها آثار إيجابية في مكافحة انتشار الأمراض وتخفيف الضغط عن عمال النظافة حظي هؤلاء المتطوعين بتكريم من إدارة المدرسة.

إلى جانب التحصيل العلمي كان كريم يطور مهاراته في العمل الجماعي و التعامل مع أناس جدد كانوا يضيفون له خبرات مميزة و يفتحون أمامه آفاق جديدة. وهذا التغير قد بدا جليا في شخصية كريم.
كانت مشرفة الأنشطة معجبة بحماس كريم و لاحظت التطور في شخصيته و قدرته القيادية على إدارة عمل فريقه وتشجيعه لهم، لذلك عرضت عليه المشاركة مع فريق حماية البحار الذي سيقيم مخيما تدريبيا في العطلة المدرسية. وافق كريم وأهله على الفكرة. كانت تجربة ممتعة ومفيدة تمكن فيه كريم من الحصول على معلومات و خبرات جديدة و الإجتماع مع متطوعين قدموا من أماكن مختلفة.

كان كريم متوازنا في حياته لديه وقت لدراسته ولمتعته ولمشاركاته التطوعية أيضا. لكن سامي كان يحاول في كل مرة إقناع كريم لإعطاء وقت أكتر للمتعة واللعب معه على حساب إلتزاماته التطوعية الذي لا يرى فيها أية فائدة. كريم في كل مرة كان يحاول إقناع سامي أن في عمله التطوعي متعة كبيرة و أنه ينبغي على سامي أن يجرب ذلك بنفسه.

ذات يوم رٌشح اسم كريم للفوز بجائزة العمل التطوعي السنوية وكان ذلك يستلزم سفره في عطلة نهاية العام للمشاركة في هذه التصفيات. غضب سامي جدا من كريم لأنهما كانا معتادان على قضاء هذه العطلة معا كل سنة, وإستغلـل كل يوم في المتعة و الألعاب و الزيارات. سامي أخبر كريم أنه بالغ في إهتمامته التطوعية وأنه سيشعر بالندم عند بداية العام الدراسي الجديد لأنه فوت المتعة و التسلية و انغمس في أشياء أٌخرى مملة من وجهة نظره. لكن هذه الدعوات لما تلقي أذاناً صاغية من كريم الذي سافرللمشاركة بالتصفيات.
أستيقظ سامي ليجد اسم صديقه يملأ الأنترنت لأنه فاز بجائزة التطوع الأولى وأصبح مصدر سعادة و فخر لأهله. عرف سامي عندئذ أن كريم لم يكن يضيع وقته. بل كان يطور نفسه حتى أحرز إنجازا عظيما. كانت الصور التي نٌشرت لكريم و فريقه تحكي حجم المتعة الذي عاشوها و الأماكن التي زاروها. إضافة إلى عدد الأصدقاء الذين تعرف عليهم و الفرص القادمة التي سيحظى بها في المستقبل.

عندئذ تذكر سامي كريم وعرف معنى كلامه عندما كان يقول "إن اللعب و اللهو فيه متعة كبيرة لكن متعة الإنجاز تفوق كل ذلك بكثير".
النهاية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى