في عشقِ البلاد..
فَرَدَ الحزنُ جناحيه مثل نسرٍ,
ليطيرَ بين العوسجٍ و القممْ
فقلتُ له: أما تعبَ من التحليقِ
جموحكَ بفضاءِ الألمْ
كلُّ العذاباتِ واضحة,
أوضح من مجزرةٍ و مذابح و دمْ
لا تحتاج إلى قولٍ و تعليقٍ
و شرحٍ و تطويلٍ و فهمْ..
رمحُ الخيانةِ في الظهرِ ,
و رصاصةُ الإغتيالِ في الفمْ
و آفاقُ التذكارِ جريحة,
يحاولُ أن يغتالها السفاحُ بسهمْ
و العنقود الذي حلمتْ به يداكَ,
تقطفهُ من حقلِ الحكايةِ,
صارَ غريباً..وحيداً في الكرمْ
و كم سأغرفُ لكَ من نبعِ العذاباتِ,
قصصاً كئيبةً..
و كم ستروي لي عن الشهداء وكمْ
من قمرٍ بكيتَ لأجله,
حتى غطت ريشَ المكابداتِ
دموعٌ.. و إختلطت الزفراتُ بالغيمْ ؟
تحكي لي و أحكي لكَ
تحكي عن صمودكَ..
عن رحيلِ أخوة لكَ و جار و عمْ
عن غضبٍ يختلط مع البروق,
ترسلهُ من عليائكَ , لعدوكَ,
رسالةَ إنقضاضٍ و حزاماً في جسمْ..
آه أيا نسر أحزاننا
و أه يا نسر
أتكون جسراً للخلاص
أم مجرد جسر؟
فنظلُّ نحصي جراحَ أيام ِالسنةِ,
كلَّ أيام السنة, في مفكرة الظلمْ
مثل نسرٍ فَرَد َ الحزنُ جناحيه
في العلى..
و كأني رأيتهُ يحاولُ شيئاً
و دنا من ذروتهِ صوبَ حيرتي
ليقولَ لي في لهجةِ الحزمْ:
كن باسلاً.. كن باسلا!
لتقولَ صيحتكَ في عشقِ البلادِ
لا تنقص عنقوداً في كرمْ!
و ليطوقَ حبقُ الإصطبار,
شرفةَ إنتظاركَ و جرحكَ الشتيت,
و تلويحة إنتماء ممهورة بوشمْ
كنْ باسلاً..تقول لي أيها الحزن العالي
و انا اريدُ مع البواسل ان تكونَ آمالي
لكن أشعاري لا تتم..في الشتاتِ
كيف لها في الشتاتِ أن تتمْ؟
كيف أكملُ إنتسابي
و لي في كلِّ ساحلٍ
بدايات إبحار.. ومستقبل بيارتين
و سفن إنتظار..و موانىء و غيمْ ؟
و لي حلمٌ يطوقُ رؤاي
أمامَ ملاحمهم.. و البطولات تراها
يرفعها على كفِ الضياء نَجمْ
كيف يكتملُ إنتسابي
و لي عند غديرِ الأمنيات
دربٌ يصلُ الشوقَ بالزفرات؟
كأنما القلب صارَ له جسراً
و السنديانُ الذي في الضلوع
بدء ميلاد و تكوين في رحمْ
و لي في قريةِ الثوار,
أنشودة لصبايا,
يحملنَ حكايات حب,
فوقَ رؤوسهن في الجرار..
يمشين َ قربَ البئرِ و الصبار
و لي شاهد قبر لخال و أُمْ
إنني أحاولُ يا نسرَ الحزنِ,
ألفُ قافلةٍ في وريدي تحاولُ,
لتكونَ نسراً بلا إحتلال و همْ
إنني أحاولُ..
ناقصة هي المنافي,
ذابلة زهور السفر..
ثلجية هي التحية تلقى كلسعة,
تليها تهمة الإرهاب في ضيم!
و ليست تتم قصيدتي
في عشق البلاد
ليست تتم..أو تراها تتمْ؟
في شراييني, أرى جذوري
تقول لي..جذوري:
ذاتَ ربيع..ذات إنتصار..ذات يومْ
سنحفرُ بسواعدِ الرجوع
على الزيتونِ..على الجذوع,
إسمَ الحبيةِ طليقاً بلا سجن,
و سنكتبُ للفجرِ مليونَ إسمْ.
و نكتبُ للنصرِ أجملَ إسم.
مشاركة منتدى
9 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 07:07, بقلم نضال نجار
هذا المونولوغ الدافىء بين الشاعر وذاته...
من خلال النسر/ الحلم/الذكريات/ الأمس/
والأمل المتبقي من الأناشيد والاخضرار ...
هو الهاجس الذي يغفو الوجدان على ذراعيه
فلا ينام..
قصيدةٌ أكثر من قصيدة.. هي قصة/سيرةٌ/ملحمةٌ/
بل ربما أكثر من ذلك
مودتي
نضال
10 تشرين الأول (أكتوبر) 2003, 19:32, بقلم سليمان ن
شكرا أيتها الزميلة العزيزة المبدعة نضال نجار
رأيك هو القصيدة..
مع أجمل تحية
سليمان ن