
ثلاثية شعرية من حيوانات حدائق البشر

فراشات وثعابين
ثانية الثلاثية
فراشة تذكرني بأم لم تلدها لي جدتيفراشة مزركشةألوانهاتملقتسلقبالاتكالتحدثك عن الناس بالبهتانتخطب فيك عن الحبوتمارس فيك النقيضتكابد تقاومتعاني لعمر شاخبوجهينجميلة فراشتكيبهرني منظرهايسحرني ... لكن داخلهايرعبنيتنفث سما عن كل وردة حطتستنتهي عجوزامن ذلك السواد المحجببالألوانفلتنتظر الخلاص الذي لن يأتيلا قيمة لقلبيلا قيمة لحبيلا قيمة لمن اعتقدت أنه طيفيلأنني لم أتلطخ أبدابمرض الاختلال****قرأت قصيدتكمالن يقرأها أحد سوايفمشى الحزن أماميومشى الجرح ورائيقصيدة على وزن بغاءتتباهى عهرا بعفافومشيت في طريقيداعسة عليها بحذائيجالسني ..شاركني سيجارتي ،وكوب الشايوكل ما ضج في داخليمن حيرهسألته :لماذا كنت تنتظرها خلف الباببلا جدوى ....استغرب بشدةزمني متخم بالحروبانتظر الغدوهي بلا جدوىتركتني فوق شطآن أوجاعيأكتب كلماتي الأخيرة****لوحةوقف بقربييتأملني لم يفهم شيئالمس إطار لوحتيلم يفهم شيئالمس شفتيحدق في عينيلم يفهم شيئاابتعداقتربغادر دون أن يفهم شيئاوأنا أتتبع فشلخطواتهوأبتسم في حزن****مدينة محاصرهيحيطها جدارومدينة تحتضرفي الليل والنهار ..ومدينة تنتظررحمة من جبار ..و أخرى تعاني مخاض ولادةوالجنين ولد في الظلام... يترقب النهاركلامنا خطبفي المنابر الرنانةأصواتنا مرفوعةلآذان الشيطنةوالحق يحاربمستأصلا بالمقصلةوجعي يتكلممن ...؟أيعقل ذلك ...؟هناك جسور وليس واحدمن أخبرك أن العائد خائبمن قال لك أن العائد بعينك عالقنفث العائد دخانا من غير توقفواستمع لاحتفائك الزائفيصغي لصمت لومكو أنا أعتذر عن صلبكعن خدش أوقعته في روحيأعتذرعن أحزان العالم التي أسقيتنيأعتذرلبون .... للوم حاد ... لإساءة .... لظلملشكواكم ...لجرمكملجرحكم مازال في القلب قائمعائد يتكلم ...لم يخجل ...ّ!!!سيتكلم ...تكلموا كما يفعل ...لكن لا تطعنوا فيه من الخلف فقد تألممقعد يتكلميجلس عليّ بهدوءيبحث من فوقي عن رأسهمساميري تؤلمهجماد أنا ... لا أحس ...أنسيت ...؟احترق كما شئت .....ولتحترق مدنك كلها ....وليمت من يشاءيؤلمك استسلاميلما حملت من أرطالوقاحة مترهلةعلى روحي قبعتعلى راحتي حطتكتمت صراخيأنا مقعدجسد بلا روحصلبتهيوما على يديكفي مدينته الصغيرة ،حدثني يقول:صغيرا كنت اجلس في حجر جدتي ...يتملكني الخوف والحيرةوهو يسمع حكاياها ....عن الجن والموت ...الذي لا يزور إلا العجائز ....حكت له قصة " حسن"الذي قتل طعنا ...بسكاكينه ...دمه ضاع ....بسكينة أخفى فيها سمه ....قصته باقية ...ترويها العجائز عبرة لنفس ....من نفسها لم تحاذر****بعدها بعاميرجع حسنيحدثنيعن حرب قد اشتعلتسببها امرأةهكذا أخبرته جدتهيقول: ..زار مدينته أول تابوت ،مسجى فيه طالبشاب لم يمضي على زواجهسوى أسابيعحزينة باتت ليلتهامدينتنا الصغيرة" "قالت جدته المفجوعةوكلها "غضب"عن عرس ما كان أن يكونكان الحزن يخنق فيهاأي صوت ،لم تعطه أية اجابةسوى للموت كما للحياةأسبابه ،وحكت له ليلتهاعما أماتهاتتوسلهعن عمرها الذي قتلهالطاغوتبضرب وشتموعندما صلبهاتزوج غيرهابكى حسن .... ومازال يبكي ..وهو يروي حكايةعن فراشةمزركشةتحوم وحيدةمن عنوسة ووحدةتبكي خوفهاوعن عرسه المزعوميجيؤه ذلك الصوتصوت جدتهوهي تكمل آخر الحكايةقتلتك ....يا حسن ...لأنك جاهرت بحبك****؟؟؟؟؟تساءلت كثيرا عن ذلك الذئب ؟ذئب غابة الحيوان أم غابة الإنسان ؟أجابوني كلهم ذئابمن فصيلة واحدة****تواضعت تنازلت أعتذرتلذنب اقترفوهوظلوا في اتهاميوجرحي ما زال ينزفألم لسعتهم
ثانية الثلاثية