الأحد ٢٣ آب (أغسطس) ٢٠١٥
بقلم
طائر الجنوب
مِن أينَ أَنت؟أنا مِنْ هُناك، مِنْ أَرضِ الجدودأنا مِنْ هُناكَمِن وَرَاءِ الحُدودأنا ريشةُ طائرٍ حَطَّ على ورقةٍ خضراءَصَارَتْ خريطةً للوجود.أَنا شَمعَةٌ في الظلامأنا خيالٌ واسِعٌ في واقِعْ الأَحلامْأنا الحريةُ بَعدَ سِجنِ الغيابأنا غياب الحاضر وحاضر الغيابأَنا مِنْ هناكَمِن شعبِ قهرتهُ الحياةمِن وَطنٍ نزف على خريطَة التاريخمِن وَهجِ نارٍأَشْعَلت قلبَ الطائِر الجريحمِن صَوتِ نهرٍ فاضت ماءَهُ ليسقي بهاتراب الضَريح .أنا طائرٌ اغْتَرَبَ وَعَشِقَ الحياةَعَشِقَ مَهدَهُ ، وترابَهُ وشجرةَ الزيتون...ووردَةَ الحنّون...أَنا فَراشَة الحَقلِ أَنْقُلُ الرَحيقَوأُسافِرُ مِنْ زَهْرَةٍ إلى زهرةوَمِنْ شَجَرِةٍ إلى شجرةعلى صَوْتِ أَلحانِ القُبَّرة...أَنا طائُر الجنوب أَقصُ الحكايْاتعلى عَزْفِ النايات...وأَتَذكّرُ أسطورةِ (هوميرس)وقصّةَ انتحار الوردة،وأرتَشِفُ الماءَ مِن أَعالي الجبالبتضحيةٍ ونضالوأُغَنّي أُغنيَّة الرجوعِ بعَزفٍ مُنفرديُشبِهُ عَزْفَ (بيتهوفِن)في ليلةٍ هادئِة رومنسيةٍبدونِ حُزنٍ، أو دموعأُكلِّل بالرُجوع.
ملاحظة : (غياب الحاضر وحاضر الغياب ) مترادفات جميلة رددها الشاعر الكبير محمود درويش في شعرهِ ، أحببتُ هذه المترادفات لما لها من معنى عظيم في عالم الحياة والموت والروحانيات .