شُغفتُ بها فكانتْ لي وثاقا
ولستُ بطالبٍ منهُ انعتاقا |
والمعارضة هنا بمعناها الشعري الفني لا بمعناها السياسي والعياذُ بالله!
| شُغفْتُ بما تقولُ هوىً مُراقا |
صبـابةَ عاشـقٍ غنّى وتـاقـا |
| شُغِفتُ أنا القتيلَ بكلِّ حرفٍ |
بجمرِ الشـعرِ يأتلقُ ائتلاقـا |
| فما مثلُ القـوافي غانياتٌ |
نشدُّ بدربـها عيناً وساقا |
| تبـارزُنا التـوهُّـجَ والمعـاني |
تقاسمُنا المواجعَ أنْ تُطاقا |
| تفـكُّ أناملاً، وتسـوقُ ريشـاً |
يخطُّ صدى القلوبِ دماً مُراقا |
| تغـازلُنـا، فننظمُهـا حُليّـاً |
تُطوِّقُ جيدَ محبوبٍ عِناقا |
| تضمُّ مصارعَ العشاقِ تروي |
مَلاعبَهـمْ لهيبـاً مُستذاقـا |
| وهل مثـلُ القوافي أغنياتٌ |
عزفْنَ شرائعَ الحبِّ اعتناقا؟ |
| تُظللنـا بظـلٍّ مـن جناحٍ |
رقيقِ الرَفِّ بالأرواحِ حاقا |
| فهـذا عبقـرٌ، لـَمَّ الرفاقـا |
بواديـهِ، وأطلقـهم رِقاقـا |
| شياطينٌ تصبُّ لنا كؤوساً |
لتروي ظامئاً عشقاً زُهاقا |
| وتمـلأَ سـمعَ نادينـا رويـّاً |
شجيّاً يعلقُ النفسَ اعتلاقا |
| لذيذاً كم نذوقُ لكَ المَذاقا |
بنارِ الشعرِ تُشعلُنا احتراقا |
| فكلُّ قصيدة تُشـجيكَ لحناً |
وحباً شدَّ في الصدرِ الوثاقا |
| نزيفُكَ نزفُنا وصـداهُ صوتٌ |
يدورُ بجَمعِنا كأساً دهاقا |
| هـوانا، واحدٌ، فردٌ، نزيلٌ |
بلُبِّ القلبِ يعصرُنا اشتياقا [1] |
| وهلْ بعدَ العراقِ لنا خليلٌ |
يضمُّ ضلوعَنا طوقـاً وطاقا؟ |
| أبغـدادَ المغانـي والمراثـي، |
لكِ الصَبَواتُ تُمتشَقُ امتشاقا |
| شربْتُ بكفـكِ الماءَ الفراتا |
عتقْتُ بروضـكِ الحلمَ انعتاقا |
| وإذْ ضاقتْ بـيَ الآفاقُ أهلاً |
وشدّوا حـولَ وادينا الخِناقا |
| حملتُ مواجعي ورميْتُ حلمي |
فعـاشـرْتُ المهاجـرَ، والفِراقـا |
| ودُرْتُ مشارقاً وحللْتُ غرباً |
بحاراً، أم سهولاً، أم زُقاقا |
| فلمْ أشـهدْ لحضنكِ منْ مثيـلٍ |
يُخفِّـفُ لاعجاً، ويُريـحُ سـاقـا |
| أياخمرَ القوافي أنْ تُسـاقَى، |
لذيـذَ الشـدوِ تسكبُها غُداقا |
| طربْتُ، وقد سكرْتُ بفنِ قولٍ |
نُعـِدُّ لهُ السَـوابقَ والنياقـا |
| صريعَ النَظْمِ، ماجاشَتْ بصدري |
أحاسيسي، رياءاً، أو نفـاقـا |
| ولكنْ هزَّهـا قـولٌ بليـغٌ |
جمالاً واصطياداً واختراقا |