الأحد ٥ تموز (يوليو) ٢٠٠٩
بقلم
حِصارْ
إلى الأكثرية اللبنانية الصامتة و(المَصْموتة) والتي (ستُصْمتُ) و(السّما سودا)
تسألينَ عن حاليْ؟أخشى إن أنا أجبتكِأن تُصبحينَ من أمثاليْ...مدمنة جلدِ ذاتْ...لا بأس، ومهما يكنْ،سأضيفك إلى جدول أعمالي:...لا أحد يحاصرني،أحاصرُ نفسي نيابة عن الآخرينْ...أنا من كوكبٍ عنوانه جلدُ الذاتِلا حاجة فيه للجلاّدينْ...هم استقالوا من مهنة الجلدقبل ولادتنا...صاروا مدرّسينْلصفوفٍ خاصةمناهجها الاتّكال على النفسْ**ناس كوكبي مجتهدونْيحفظونَ الدروسَعن ظهر قلبْ...تستهويهم الكتابة ُعلى لحمهم الطريّبأقلام القهرْ...حبرها القضاء والقدَرْ**لم يجبرونيأنا هو من اختار زنزانتهُفي غابة لا يغيب عنها الليلْ...بنيتُ جدرانها بنفسيمن جذوع السّالفينْأرز وسنديان وشربينْ...أوَليسوا سالفينْ؟...سقفها من وحلٍ وطينْمُرَبّى أمثاليَالعصريينَ المعاصرينْ...يعيشُ أنايعيشُ العصريّونَ والمعاصرينْ!...هنا الوطنُ الحقيقيّهنا قطرانُ المشاغبينْ...هنا يهونُ الذلّهنا الكرامة ُتَلينْ***في زنزانتي المظلمةِاستمعُ على مدارِ الساعةِلسمفونيّاتِ زمني الحزينْ...عواء ذئاب برتبِ سلاطينْ...في زنزانتي السوداءْلا ينقصني الغذاءْ،من طحين آهاتيأخبزُ العجينْ...أقتاتُ من ثمارِ أوجاعيْ...هي زعتري وزيتونيهي العنب والتينْوهي علب السردينْ**لا تعكّروا مزاجيبمضاجعاتهم الحمراءْ...نسائي من صنع خيالي،على شاكلتي،قبيحات زانياتْ...فساتينهنّ نزف جِلدي...نساؤهم حرثهمْ...نساؤهم حور العِينْ...عطر حبقٍشبقُ فرفحينْ...لهُمْ منهنّ سيقانٌعطشى لحليبِ فحولة ْ...لي من نسائيمطاط واقٍعُضويَ من الإنتصابْ***فلينتصبوا لرجولتي الذليلة ْ...فليستمتعوا بشهقاتهنّلأستمتعَ بعويلي...فليتلذذوا بموائهنّ الهجينْسأجترّ وأجترّ وأجترّخضوعي المستكينْ**ها أنذا أربّي أظافري،سأقتلعها بعد حينْ،سأصنعُ منها السكاكينْ..سأغرزها بعنف بين ضلوعيإلى آخر نزرٍ من دموعي...فابقوا سادتيفي قصوركم مستريحينْإلى يوم الدّينْ...لا ذنبَ ذنبكمْكلّ الذنوبِ ذنوبيْ...وحدي أنا أوّل آسفٍوآخر الآسفينْ...أنا المستحقّ عن جدارةٍلقبَ الملعونَ بن الملاعينْ**أتسمعينَ سيّدتيأصواتاً غريبة؟...هل تسمعينْ؟...هي أصوات عزفيَ الأخيرْعلى ما تبقّى فيّمن أوتار ضميرْ...هي أغنية استدراجيَ لكِلبناءِ زنزانة جديدةْ...سأعزف ألحانيَ المفضّلة ْبَنَيْتِها أم لن تَبْنينْ
إلى الأكثرية اللبنانية الصامتة و(المَصْموتة) والتي (ستُصْمتُ) و(السّما سودا)