الجمعة ٢٥ أيار (مايو) ٢٠٠٧
بقلم
حورية الرمل
على ساحلِ الوردِألقت بساتين تفاحهاومدتعلى صفحةِ الرمل ِشالَ القصب .فأينعَ في الرمل عرجونُهاولما مددتُ يدي اقترب ْرق صوتُ الكمانِوجاء المغنيبما أشعلتهُ الأغانيفاستعَرْتُ من القلب أجراسَهُ ،ورحت أطرزُ حلماً .. وَجَبْ .قال لي :أيها العاشق ُ ،الولِهُ ،المضطربْ .لم يعد كافياًكل هذا العناقْلم يعد كافياً …كل هذا التعبْ .* * *على ساحل الوردِينمو القصبْ .أَساورُ في الأفق تنثالُخصرٌ،من الأبنوسِ الملِح ،شفاهٌتجلجلُ حمرتُها في طلوعي .يدانِ ،هما كل ما اخْضَر في شرفتيوجذوعي .هما لحن نايٍأُجددُ فيهِ ارتحالي.. وبوحيوأشرب فيه دمي ..،أو دموعي .هما…،كل ما خلق " الله " من سوسنٍوما نزفت ،في دجاها شموعي .كيف تقوى ،على الصد أغنيتي ؟وأنا مدنفُ الروحِمشتاقةٌ،للصهيل القليلِ… ضلوعي .كيف أقوى ،وبي شغفٌأن أرد إلى الأرض صلصالهاوآوي لهاكي أقدم للرمل ظلي.ليشربَ ما شاءمن غيمِ طَلي.وأمضي إلى نبعها ،كي أصلي .* * *هاهو الرملُ يأخذناالأزقة ُ.. تمضي بناإلى أفقِ عليائهاوالخطى لاهثاتٌإلى حيث يمنحنا البحرُرغوتَهُ،وعناقيدَ مرجانهِوبقايا… صباه .انه البحرُ _ يا سيدي _فَدَعْ شرشف البحريلقي علينا عرائسَ زرقتِهِ ،كي نلملمَ ،خمسينَ عاماً،من القحطِ ،في ليلةٍ واحده.ونشهقُ ،حين نُنَقبُ في الرملِعن صدفٍ مهملٍأو ندب على الماءِ ،مثل النوارسِيتبعنا الموجُكي لا نُضيع الخطىأو نظل الطريق .ها هو الموجُتَخْتُ المحبينَوالرملُ زورقُناوالسماءُ _ احتفاءً بنا _تدلي قناديلهاوالزوايا ،_ على سَعَةٍ في الزوايا _تضيقْ .وبي كل هذا الجوى ،والحريقْ .أيسرقها الموجُ في غفلةٍ من دميويغيبْ ؟أيقتادُها سيدُ البرقِ،صوبَ النجوم ْ ؟أيرجعها طالعي ،خلف هذي التخومْ ؟هي ذي … من تقشرنيكي أعود إلى ماذوى ،من دروبي .وأُعفي دمي من ترهُّلهِوفمي من تلعثمهِونضوبي .وأشتاقُهاحينما تتدلّى يداهاإلى سفحِ روحيلتوقظ أنهاريَ الغافيهْهلُمّي إلى فرحي .. وشجوني.هلُمّي إلى غابتي..،واستبيحي حصوني.ستفضحني شهقتيحين تأتي إليّ غزالاتهاسيفضحني هاتفي ،حين تأتي رسائلُها آخرَ الليلِمغسولةً ،برحيق أصابعها السابحاتِ ،على جسدي ،ومُشعِلَةً فِيَّ جمرَ ظنوني .ستفضحُني ،حيرةٌ في عيوني.إذا أشرق البدرُ محتفلاً ،إِذْ أُطِلُّ ،وأمضي بهِ ،مُستَهِلاًّ… جنوني .سيفضحُني الحلمُ ،حين أبوحُ بأسمائها ،وبآلائها ،وبما أودَعَتْهُ العناقاتُ،من نشوةٍ،في ثنايا ركامي.وما خلفتهُ الزوابعُ من دهشةٍ ،في عظامي .سيفضحني الوردُ ،حين أرشُّ مناديلَها ،بعبيري … ووردي .وحين أُسوّي ،بأهدابها الحانياتِ ،تضاريسَ وجدي .وحين أقولُ ،_ على صفحاتِ الجرائدِ _أنَّكِ لي… ،أنتِ… وحدي !!* * *يدانِ .. مضمّختانِبعطرِ الصّباحاتِ ،والسُّهْدِ ،ياأيها الجسدُ المستجيرُ برمضائه ،ِأعدني إليهاوَدَعْ شرشفَ البحرِ يُسقِطُنافي أتونِ العناقْ .أدِرْ شرفتي ،نحو بوابةِ الملتقىوهيّئ لنا كوكباًلا يُلاحِقُهُ الضّوءُ .. والعابرونْ .ولا ألتقي فيه موتايَ ،حين أُصِرُّ على الموتِ في حضنها ،كي أكون ْ .أيُّهذا الفتونْ .أعِدْني إليهاسليلةُ قلبيسليلةُ ما خبَّأتهُ ضلوعي من الجمرِ،عُدْ بي…،إلى عشبها ،وكهوفِ يديهالأنّي أخافُ ،إذا غرّبتني رياحُ التوحدِ ،أن أنثني …،قبل أن أنحني… ،كي أُقبّلَ هذا الترابَ الذي ،ظلَّ يشهقُ ،حينَ تمرُّ ،ويحملُ فوقَ الأكُفِّ ،عرائشَ من ياسمينِ يديها !!أعدني إلى عشبِهاأيُّهذا الجنونُ ،أعدني..،أعدني ..،أعدني .. إليها !!
دمشق 22 | 7 | 2005