الخميس ١٦ آب (أغسطس) ٢٠٠٧

جوليا بطرس: الأوطان تبنى بالشرفاء

بيروت ـ نادين الخطيب - عن المشاهد السياسي

عام مضى على أشرس عدوان شنّه العدوّ الإسرائيلي على لبنان، وعام على المشروع الإنساني الذي أعلنت عنه جوليا بطرس مع انتهاء الحرب، مشروع «أحبّائي» الذي أطلقت أغنية بعنوانه، استوحتها من رسالة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أعدّ كلماتها الشاعر غسّان مطر ولحّنها شقيقها زياد بطرس، وجمعت للمشروع تبرّعات وصلت قيمتها الى ٣ ملايين دولار.

وللمناسبة، كان مع الفنّانة جوليا هذا الحوار:

 لا بدّ من أن تكوني سعيدة بعدما جمعت مبلغ ٣ ملايين دولار من مشروع «أحبّائي»، ألا تشعرين بالاعتزاز؟

 عندما أعلنت عن هذه الحملة قبل عام، كنت آمل أن نتمكّن من جمع مليون دولار. واليوم أشعر باعتزاز كبير بعدما فاقت النتائج كل التوقّعات، إذ تمكنّا من رصد مبلغ قيمته ٣ ملايين دولار. أظهرت هذه النتائج مدى تعاطف الشعب اللبناني والشعوب العربية الصديقة وتجاوبها مع حملتنا، ومدى تقديرهم لتضحيات المقاومين والمدنيين اللبنانيين الذين صمدوا في أرضهم وأبوا أن يركعوا إلا أمام راية الانتصار.

 كيف توزّعت هذه التبرّعات؟

 بالتنسيق مع اللجنة الوطنية لدعم مشروع «أحبّائي»، وُضِعت آليّة متكاملة لتوزيع التبرّعات، وفقاً للائحة معتمدة رسمياً تضمّ أسماء الشهداء المدنيين والعسكريين من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمقاومين، كما عُيِّنت لجنة إدارية مصغّرة لتسليم الأموال مباشرة لعائلات الشهداء، مع الحرص على توزيع المبالغ الى المعنيين. وعملية توزيع التبرّعات سوف تتمّ قبل تاريخ ١٥ آب (أغسطس)، أي قبيل ذكرى مرور عام على إعلان وقف عمليات العنف وانتهاء الحرب.

 كيف تعبّرين عمّا يحصل اليوم وأنت تحدّثت سابقاً خلال العدوان؟ اليوم انتهت الحرب، أقلّه نظرياً، ما الذي تقولينه عما يحصل في لبنان؟

 لا شك في أن الساحة العربية كان موقفها مشرّفاً، يعني أن الشارع العربي عبّر. ولكن عندما تحدّثت عن بعض زعماء العرب، الكلّ يعرف من كنت أقصد، هؤلاء غيّروا مواقفهم. أنا قلتها سابقاً وأقولها اليوم، إن هذه المواقف تغيّرت ليس لأن ضمائر هؤلاء الزعماء تحرّكت، إنما بسبب فرض بعض المواقف الخارجية.

 لا أريد أن أدخل في الاعتبارات الطائفية، ولكن كثيرين يعرفون أنك مسيحية ومن مرجعيون. في المقابل ،سمعناك تتحدّثين باعتزاز عن الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، كيف تفسّرين هذه المفارقة؟

 تربّيت في منزل لا طائفي، منزل علماني.. علّمني أهلي أن الأوطان لا تُبنى إلا بالناس الشرفاء، بغضّ النظر عن انتماءاتهم السياسية، وبعيداً عن انتماءاتهم الدينية والطائفية، حتى أولادي، أربّيهم على هذا المفهوم.

 من هنا نأتي الى دور الفن، أو ما يسمّيه البعض بالفن الملتزم الذي يحمل قضية، ما الذي يعنيه بالنسبة لك؟

 الفن الملتزم هو الفن الذي يخدم المجتمعات وينقل صورة المجتمع سيّئة كانت أو حزينة أو فرحة.

 ألا تعتقدين أن هذا الفن الملتزم ما هو إلا مرحليّ بسبب الأوضاع التي نعيشها؟

 دائماً هناك موجات تأخذنا وتعيدنا، لكن الأصيل هو الذي يبقى.. الفنّان الذي ينقل رسالة نابعة من مبدأ ومن قناعة خاصة، وحده رسالته تبقى على مرّ الزمن. لا شك في أننا نعيـش في منطقة تشهد، جغـرافياً وتاريخياً وحاضراً، تقلّبات عديدة.

بيروت ـ نادين الخطيب - عن المشاهد السياسي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى