تَخْنِيثُ اللّغة، بين التّذكير والتّأنيث قسم 2 من 2
منذ النّصوص الدّينيّة الأولى التي بين أيدينا، والنّصوص الفلسفيّة الأولى التي نعرفها، بل منذ النّصوص الأولى المخطوطة التي وقفنا عليها في هذه اللّغة أو تلك، وجدنا اللّغات، أو غالبيّتها، تميّز لغويّا بين المذكّر والمؤنّث، وعاشت اللّغات على هذا وترسّخت في عقول أهلها وألسنتهم، ويكفي أن أعطي النّماذج التّالية، لشهرتها، للتّأكيد على الشّموليّة الجنسيّة للمفردات الذّكوريّة لغةً:
1- نقرأ في العهد القديم، الوصايا العشر، التي نزلت لتكون أساسا من سلوكيّات أتباع اليهوديّة، والدّيانات الموحّدة بعدها، وكلّها، في النّصّ العبريّ، وفي النّصّ المترجم إلى العربيّة، مكتوبة بسمات هاتين اللّغتين، وكلّ النّهي والأمر اللّذين تبدأ بهما الوصايا خطابٌ بالمذكّر اللّغويّ، لا يقصد المذكّر الجندريّ البيولوجيّ العضويّ، بل إنّه من الخطل أن يكون ورود صيغ ذكوريّة محمولا على مخاطَبٍ رجلٍ أو ذكَرٍ؛ فلا تزنِ، ولا تقتلْ، ولا تسرقْ، ولا تحلفْ باسم الله بالباطل، وبقيّة اللاءات، وأكرمْ، وقدّسْ... هي نهيٌ وأمرٌ للبشريّة أو للجماعة المؤمنة، ولا نجرؤ على أن نتخيّل أنّ المذكّر اللّغويّ هو الذّكر فحسب، لأنّ النّصّ يعتمد على التّغليب المعمول به في العربيّة مثلا، ولا يعني أنّ الإناث في حِلٍّ من قضيّتَي النّهي والأمر، وليس من الأسلوبيّة ولا الجماليّة في شيء أن أقرأ الوصايا بالطّريقة المخترعة: لا تقتل/ي، لا تزن/ي، لا تسرق/ي، أكرم/ي أباكَِ وأمّكَِ... فلا علامة التّأنيث، ولا حركة التّأنيث ستجترحان معجزةَ المساواة ورفع الغبن الممارس، ولا إخال، بدونهما، أنّ أنثى ما، نظرت في الأمر وكأنّه خطاب ذكوريّ.
2- في الموعظة الجبليّة(12) للمسيح عليه الصّلاة والسّلام، والبادئة بـ" طوبى"، ما كانت الموعظة موجّهة إلى الرّجال دون النّساء، بل إلى الجماعة المؤمنة محبّة السّلام والإنصاف، المتّسمة بالمسكنة ونقاء القلب، المتعرّضة للإهانة والانتقاص، الحزينة... حتى لو وردت بنصّها الآراميّ أو اليونانيّ أو العربيّ بخطاب المذكّر، وحتى لو وُصِفَتْ هذه الجماعة المسالمة المؤمنة المضطهدة بـ " أبناء الله"، إذ لا يُعقل أنّ ابن مريم العذراء- الذي صعَقَ المجتمعَ الذّكوريّ " المنزّه عن الخطيئة" في عصره، وما زال يصعقهم حتّى اليوم، بمقولته التي اختزلت الغبن البشريّ، وساطَتْ ظهورَ" أنقياء" المجتمعات الذكوريّة: " من كان منكم بلا خطيئة فليرمِها بحجر"(13) - وجّه صرخته إلى الرّجال حصريّا، وحسنا جاء الخطاب الذّكوريّ بـ " منكم" و " يرمِها"، حتى لو كانت الإناث مشاركات خضوعا وتبعيّة أو قناعة في عمليّة الرّجم... هذا ضرب من التّذكير لن تطالب أيّ حركة نسويّة بتغيير شيء منه، وخاصّة خطابه الذّكوريّ، فهو سابق لهذه الحركات، صارخ في وجه الحربائيّة والهيمنة بما يؤسّس للمساواة بين البشر جميعا.
3- لم يُنزّل الله الوحيَ على نبيّه المصطفى T ليكون الإسلام دينا ذكوريّا مانعا الإناثَ من اعتناقه، رغم اعتماده الذّكورةَ خطابا، في نحو " يا أيّها الذين آمنوا"، منضافًا إليها كلّ ما جاء بصيغة المذكّر، إنّها اللّغة وسماتها، المنزّهة عن الجندرة الملتفَت إليها حديثا.
4- ثمّة مقولات شهيرة، كتلك التي تتّكئ على فكر أرسطو، ومن جاء بعده من الفلاسفة العرب، حتى ابن خلدون في فكره المجتمعيّ: " الإنسان حيوان عاقل"، " الإنسان حيوان ناطق"، " الإنسان حيوان مدنيّ بالطّبع"، مقولات كهذه، وردت بلغاتها الأصليّة بمفردات محايدة، فالنّصّ العربيّ حياديّ؛ لأنّ " الإنسان" يشمل المؤنّث والمذكّر، وكذا " الحيوان"، أمّا النّاطق/ العاقل/ مدنيّ بالطّبع، فهي صفاتٌ/ نعوتٌ مذكّرةٌ صيغةً من باب التّطابق مع " الحيوان" المذكّرة بالصّيغة لا بالدّلالة، و"الإنسانة"، و"الحيوانة" بعلامة التّأنيث، لا تشتهيهما الفصاحة العربيّة، إذ لا حاجة لتأنيث ما هو جامع للجنسين. لم يكن في بال أرسطو ولا غيره حين وُضِعَت هذه الحدود إلا قضيّة تمييز الإنسان عن بقيّة المخلوقات والأشياء، ولم تشغل أرسطو وهو يستعمل الكلمة اليونانيّة الشّاملةánthrôpos" " ( άνθρωπος) والتي تعني: رجل/ امرأة، شخص، فرد، مخلوق، ذات، نفس من الخليقة البشريّة، بشر... غير هذه الحقيقة، لا كيف ستترجم إلى الإنجليزيّة:
"Man is a rational animal" أو
"human being/ person is a rational animal"،
ولا كيف سيعبّر العرب عن هذه الفكرة؛ أسيقولون" الإنسان حيوان عاقل"، أم " الشّخص حيوان عاقل"، ولم تشغله، ولم تشغل الفارابي وابن رشد وابن خلدون وأمثالهم قضيّة الجندر اللّغويّ، أو قضيّة الحركات النّسويّة، فالفكرة في مثل هذه الحالة هي المبتدأ وهي المنتهى.
– ح –
أقحِمَتْ كلمة man في جملة المفردات المنغِّصة، وهي بريئة أصلا من الجَنْسَنَة، فالكلمة، منذ أصولها الهندوأوروبيّة عَنَتِ الإنسانَ أو الشّخصَ، ولم تحمل الدّلالة الحصريّة لـِ " رجل"، وما زالت الألمانيّة تحافظ عليها بالميم الصّغيرة لتعني الدّلالة الحياديّة المذكورة، ولتصنّفها في جملة الكنايات الذّاتيّة، في الوقت الذي عبّرت فيه عن الرّجُل بكلمة Mann بالميم الكبيرة وبنونين، وكان الأمر كذلك في الإنجليزيّة، وما زالت المعجمات الإنجليزيّة تذكر هذا المعنى الحياديّ. تعرّضت الكلمة للتّضييق الدّلاليّ لتعني "رجل" تتبعها دلالاتها العتيقة، ولعلّ المركّبات الّتي أقحِمَت فيها، ألبَسَتْها ثوب الذّكورة، أو أسيء فهمها فأُلْبسَت ثوبَ الذّكورة، ومن هذه التّركيبات:
Mankind, manpower, man made, chairman, fireman, policeman, foreman, mailman, congressman، وما إليها من مفردات رأت فيها الحركات النّسويّة أداة للهيمنة الجنسانيّة الذّكوريّة، ولم تلتفت هذه الحركات - وبحقّ- إلى علم التّأثيل/ علم أصول الكلمات، لأن ذكوريّة الأنظمة السّياسيّة والدّينيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، كانت وراء هذا التّضييق الدّلاليّ المصوِّر للواقع الوظيفيّ الذي فصَّلَ أدوارَ لعبة الحياة والإنتاج بين الرّجل والمرأة، وجعل لكلٍّ اختصاصاتِه ومملكتَه ووظيفته- وهذا ما قامت الحركات النّسويّة ضدّه أصلا-، ولمّا تغيّرت المعطيات، وتداخلت القوى المُنتِجة، وما عاد هناك مكانٌ لتفصيل أو فصل أدوار الحياة- عدا الحَمْل، على ما أعلم، والله أعلم-، رأت هذه الحركات إزاحة كلمة man المُساء استعمالها وفهمها، وإحلال مفردات محايدة بدلا منها، فصارت التّراكيب المذكورة كالتّالي:
Humankind/ … race/ humanity, labor power, hand made/ manufactured, chair/ chair person, fire fighter, police officer, supervisor, mail carrier, member of congress.
وانضمّت إلى قائمة المغضوب عليهنّ من المفردات والتّراكيب، كلمة master ومركّباتها، لأنّها تؤسّس للذّكورة وتتغنّى بها في نحو:
Masterful, master copy, masterpiece, master key، ففيها جميعا استعلاء واكتمال واقتدار وأصالة، مستمَدّة من ذكوريّة الكلمة الأولى؛ فالتّركيب الأوّل يعني: الشّيء أو الإنسان المحكَم، أو الإنسان المتّسم بالمهارة، والثّاني: النّسخة الأصليّة، والثّالث: المنتَج الأحسن والأبدع والأكمل، والرّابع: مفتاح كلّ الأقفال والأبواب.
لم يكن بالعسير على المختصّين بالإنجليزيّة إيجاد البدائل لهذه التّراكيب، ولم تبق من المنغّصات أمام الحركة النّسويّة إلا ضمائر الغيبة في حالة إفرادها وفي كلّ استعمالاتها، وأبدع المختصّون والمختصّات أكثر من أسلوب يضمن الحياديّة، منها:
– اللّجوء إلى الصِّيَغ الجمعيّة، فضمائر الجمع غير مُجَنْسِنَة.
– اللّجوء إلى مفردات حياديّة نحو:one, someone, anyone, everyone, person, anybody... وما إليها.
– ضمّ he و she في s/he.
– حذف هذين الضّميرين مطلقا، واستعمال they للمفرد/ ة الغائب/ ة، حملا على you الصّالحة للمفرد والجمع بجنسيهما، أو اللجوء إلى الضّمير الصِّفريّ المعبّر عنه بعلامة (ـــ )، وهو قابل لإحلال الضّميرين بشكل متكافئ.
– اللّجوء إلى المفردات المتوازية، فحيث يُذكر المذكّر يُذكر المؤنّث.
هذا ما كان من شأن الإنجليزيّة(14)... فهل تستقيم هذه الحلول في العربيّة؟
وهل اللّغة أصلا هي ميدان المطلب النّسويّ لإزالة الغبن اللاحق بالأنثى؟
– ط –
كثيرة هي اللّغات غير المُجَنْسِنَة (non sexist /degenderizing languages )، وهي كذا بأصل وضعها، وطبيعتها، وليست نتاجَ نشاط نسويّ ومعارك قصيرة أو طويلة الأمد، خاضتها الحركات النّسويّة، أو المنظّمات الأهليّة أو القوانين الدّوليّة، فغيّرت شكل اللّغة إلى ما هي عليه الآن، فاللّغات ليست مُنْتَجًا نتحكّم به متى شئنا، أو نطوّعه لمآربنا وأهوائنا أو مصالحنا، اللّغات تنمو وتتبدّل وتتغيّر بتلقائيّة، والزّمن، بمتغيّراته، كفيل بأن يجري هذه التّغييرات في بنى اللّغات وقواعدها بعيدا عن القسريّة، وإن ظننّا أنّنا قادرون على التّغيير قسرا بإيماءةٍ أو بأمرٍ، فلن نجني إلا الخيبة.
شتّان ما بين الدّالّ المفردة، والمدلول: الرّجل/ المرأة، فالدّالّ اللّغويّ يشير فقط إلى الهيكل الذّكوريّ/ الإناثيّ بسماته البيولوجيّة الخَلْقيّة لا الخُلُقيّة، ولا علاقة له بسمات المدلول، فعدوّ المرأة وقامعُها، والمستعلي عليها، أو المؤمن بأنّه نِدٌّ لها، ونصيرها، والمدافع عن حقوقها... كلّهم في عُرف اللّغة وقواعدها: " رجل"، وإذا أردنا خوضًا في سماته، تفترض قواعدُ اللّغة إضافةَ أوصافٍ ممّا ذُكر، لأنّ الدّالّ " رجل" لا يحمل، مجرّدا، أيّا من هذه الدّلالات، وتحميل كلمة "رجل" هذه الدّلالات وكأنّها سماتٌ طبيعيّة مشتقّة من المفردة المذكورة قضيّة كذب، ولا علاقة لها باللّغة، فقد تكون مفردة " امرأة" حاملةً لهذه الصّفات التي افترضنا ملازمتَها للرّجل.
كونُ بعض اللّغات مُجَنْسِنَةً لا يعني بالضّرورة أنّ أهلها مُجَنْسِنون، وكونُ غيرها غيرَ مجنسِنَةٍ لا يعني أنّ أهلَها غيرُ مجنسنين، ولو كان الأمر كذا، لرأينا رحيلا نَسَوِيّا نحو المجتمعات الفارسيّة أو الإسكيمويّة، أو الصّينيّة أو عدد من المجتمعات الشّرق آسيويّة، فكلّ هذه اللّغات محايدة على صعيد الجندر، ومجتمعات اللّغات الحياديّة هذه، قد تجعل من المرأة في الممارسة المجتمعيّة بكلّ ما يتبعها، تابعةً مقموعةً، ولا تشي اللاجنسنة اللّغويّة إذًا بشيء من حقيقة الأحوال الشّخصيّة للمرأة في هذه المجتمعات، فالمتحكّم في مثل هذه الأمور هو الأعراف الاجتماعيّة مستعينة بشرع أو قانون في بعض الأحيان، أو متجاوزة للشّرع وللقانون أحيانا.
في الفارسيّة، للمذكّر علامةٌ، تماما كما خُصّ المؤنّث بعلامة، فإن كان وجودُ العلامة مجنسنا سلبا، فالأمر لا يستقيم في هذه اللّغةِ، فالألفاظ في الفارسيّة إن كانت أوصافًا أو أسماءً تدلّ على الإنسان، تسبقها أو تلحق بها علامة المذكّر " نرد" إذا أردتَِ التّذكير، وعلامة المؤنث " زَن" إذا أردتَِ التّأنيث، وتتغيّر علامتا التّذكير والتّأنيث إن كان الحديث عن حيوان، فتكون " نَر" للمذكّر، و " مادِه" للمؤنّث. أمّا الضّمائر، فشاملةٌ للمذكّر وللمؤنّث بلفظها وذلك وفقا للسّياق، وكذا الأمر في أسماء الإشارة والأسماء الموصولة، وإن وجدنا فصلا في هذا المضمار فهو بين العاقل وغير العاقل لا بين المؤنّث والمذكّر...(15)، فهل من ضرورة، بعدُ-16-، إلى أن أقترح على بعض النّسويّات العيش في إيران، أو في بلاد الإسكيمو أو في الصّين، حيث " العدل اللّغويّ"، حتى يعدن بحنين جارف إلى لغتهنّ ببنيتها وأسلوبيّتها؟
– ي –
وبعد، ماذا مع العربيّة؟ وهل من حاجة إلى التّخنيث؟
فلنقل بدءًا إنّه لا حاجة لإجراء عمليّات تجميليّة على اللّغة العربيّة وأضرابها، فالإنصافُ أو غيابُه، والمساواة أو غيابُها، قضايا لا شأن للّغة بالتّأسيس لها، فاللّغة ما ولّدَتِ الغُبنَ بطبيعتها، ولا أسّستْ للامساواة بأصل وضعها، وقضيّة الخطاب في العربيّة تعتمد على جنس المخاطب، وعلى التّغليب اللّغويّ لصيغة المذكّر لا للذّكر نفسه، وعليه، ليست لغتُنا مجالَ صراع لمطلبٍ نسويّ، وإن كانت ثمّة مواضعُ قد ترى بعض النّسويّات ضرورة لإجراء عمليّات تصحيحيّة فيها، ومن باب الاقتراح أشير إلى ما يلي، مذكِّرا المنادياتِ بلاجنسنة اللّغة بأن يطبّقْنَها أوّلا، وأن يقمْنَ بهذا بمنهجيّةٍ خالية من الثّغرات:
1. الانتباه إلى أنّ بَوْنًا شاسعا، على صعيد إجراء اللاجنسنة يفصل بين اللّغة المكتوبة واللّغة المنطوقة، ففي الأولى ثمّة سهولةٌ لممارسة تقنيّات الشّموليّة الجنسيّة أو حياديّة المفردة.
2. لا يَضيرُ العربيّةَ في شيء أن يُلجَأ إلى أسلوب الخطّ المائل متبوعا بعلامة التّأنيث، أو بالمفردة من الجنس الآخر، وفي قولي المفردة، لا يهمّني إن كان الاسم المتقدّم مؤنّثا أم مذكّرا، ولكنّني أنبّه إلى ما يترتّب عن هذا التّقديم والتّأخير في الأسلوبيّة التي يجب أن نحافظ فيها على السّلامة القواعديّة.
3. هـربًا من الضّمائر المجنسنة للخطاب والغَـيْـبَة، لا بأس في التّعـويـل على " نحن"، ففي حديثكَِ مع مجموعة شاملة للجنسين، وبعيدا عن قضيّة التّغليب، قد تقوم" نحن" بالمهمّة أحيانا، و "نحن" هذه ليست- كما تكتب بعض كتب التّدريس الغبيّة المعاصرة- ضميرًا " للمتكلّمين"، هي ضميرُ المتكلّم، ذكَرًا أو أنثى، ومعه/ا غيرُه/ا: فـ" نحن" = أنا+ هو+ هي+ أنتَ+ أنتِ، أو= أنا+ أنتَ+ أنتِ، أو ...(17)، واللّجوء إلى هذا الضّمير المحايد يُعين في اللّغة المنطوقة والمكتوبة؛ فبدلا من أن أقول مخاطبا طلبةً وطالباتٍ: " في اللّقاء القادم عليكم/ نَّ أن تَأتوا/ تأتينَ، ومعكم كتبُكُم/ نَّ...، أقول: " في اللّقاء القادم علينا أن نأتي ومعنا كتبنا...".
4. وكما أجْدَتْ " نحن"، من اليسير أن تجدي " أل"، بإسقاط هذه الضّمائر، فبدلا من " أن تُحضِروا/ نَ كتبَكُم/ نَّ..."، أقول: " أن نُحضِرَ الكتبَ...".
5. لا بأسَ على صعيد اللّغة المكتوبة، والإمكانيّة التّنفيذيّة هيّنة، أن نلجأ إلى حركَتَي التّأنيث والتّذكير في الخِطاب الإفراديّ؛ الكسرة والفتحة، نحو: أودُّ أن أعْلِمَكَِ أنّ عليكَِ مراجعةَ أستاذِكَِ. أمّا في ضمائر الغيبة المفردة والمجموعة، والخطاب المجموع، فيُلجأ إلى الخطّ المائل.
6. تظلّ الأفعال أكثرَ المركّبات اللّغويّة صعوبةً بسب ما يتّصل بها من سوابق(حروف المضارَعَة)، ولواحق( الضّمائر)، ففي السّوابق واللّواحق تبيانٌ لجنس المسنَدِ إليه المخاطبِ أو المخبَرِ عنه أو الموصوفِ، ولذا علينا أن نجنح إلى أسْمَنَةِ ( nominalization) الجُمَلِ بالتّخلّص من الأفعال وما يتّصل بها، وذلك بأن نورِدَ المصادرَ الصّريحةَ بدلا من الأفعال، والأمر يحتاج إلى شيء من الممارسة والقدرة التّعبيريّة، فبدلا من أن أقول: " على الطّالب/ ة أن يُعِدَّ/ تُعِدَّ واجبَهُ/ ا البيتيّ، وأن يُسلِّمَهُ/ تُسلِّمَهُ في نهاية هذا الشّهر"، أقول: " المطلوبُ إعدادُ الواجب البيتيّ وتسليمُهُ..."، وحبّذا لو كان خطابنا في أوراق الامتحانات مكتوبا بهذا الأسلوب الحياديّ المُزيحِ لألفاظ الجنسنة بأفعالها، والأمر يَسيرٌ على ما أرى، فإن كان الصّفّ مختلَطا جنسيّا، أبدأ المطلوبَ بنحو: أرجو قراءةَ الأسئلةِ التّالية والإجابة عن... مع المحافظة على وضوح الخطّ وسلامة اللّغة... وأُنهي- إن شئتُ- بـ: مع صادق أمنياتي بالنّجاح.
7. وفي باب الأفعال أيضا، قد يُجْدِينا اللّجوءُ إلى صيغة ما لم يُسَمَّ فاعلُهُ( المبنيّ للمجهول) حيث نُسقِطُ الفاعلَ النَّحْويَّ إن كان خاصّا بجنس واحد، فبدلا من: عليْكُمْ أن تُراعُوا.../ عَلَيْكُنَّ أن تُراعِينَ...، أو أن تُعيدوا استماراتِكم.../ تُعِدْنَ استماراتِكُنَّ... نكتبُ: يُراعى كذا وكذا... وتُعادُ الاستماراتُ... إن لم نشأ أن نكتب بالأسلوب السّابق: تجبُ مراعاةُ... وإعادةُ الاستمارات...
جليٌّ أنّني لم أذكر جنسَ المخاطب، وأنّني تجنّبت الأحرفَ المصدريّة وأفعالها، وليس بالعسير أيضا أن أجد كلمات عامّة حياديّة بدلا من الخاصّة بهذا الجنس أو ذاك، وأن أرتاح من الخطوط المائلة والتّكرار المملّ، بأن أتحدّث إلى "الجميع" متبوعا بـ " المصدر"، بدلا من الطّالبات والطّلبة، او المستمعين والمستمعات وأفعالها.
8. لا تُدْرِجُ قواعدُ العربيّة الفصيحة أسماءَ الإشارة في المسألة الجندريّة التي تطالب الحركة النّسويّة بتعديلها، فالمؤنّث والمذكّر لهما اسمان/ كنايتان خاصّان بهما، بما ينضاف إليهما من حرف تنبيه متصدِّر (ها)، وبما يتميّز به المؤنّث من بدائل(18). وفي حالة زيادة حرف الخطاب، تقضي القاعدة بملاءمة اسم الإشارة وحرف الخطاب للمشار إليه/ ا، وللمخاطب/ ة، إفرادا وتثنية وجمعا، ونحن الذين ننتهك القاعدة ونلجأ إلى التّذكير، اللّغة تعدِلُ ونحنُ نتجنّى، تقضي اللّغة بأن أقولَ للأنثى: أتَرَيْنَ تِلْكِ الشّجرةَ؟ مستعملا إشارةً مؤنّثةً مطابقةً للمشار إليها، وحرفَ خطابِ مؤنّثا مطابقا للمخاطبة، فإن أشرتُ إلى مذكّر مفرد، مخاطِبًا جماعةَ الإناث أقولُ: ذٰلِكُنَّ، كما جاء في سورة يوسف(19)، وكذا تجري قضيّة المطابقة الجنسيّة والعدديّة محافظةً على عدلٍ لغويّ بين الجنسين... أمّا القول للأنثى " أتَرَيْنَ تِلْكَ الشّجرةَ؟" فهو من ملاحِنِنَا وسَقَطَاتِنا.
9. لا إشكاليّة في حالة خطاب من تَعْرِفُ، فما عليك إلاّ أن تخاطبه/ا وفق قوانين اللّغة، والرّسائل مجالٌ حسنٌ لهذا، أمّا في حالة عدم معرفتك للمسؤول/ ة الموجّهة إليه/ ا الرّسالة، فاللّجوء إلى التّعميم حسنٌ، وذِكرُ الجنسين حسنٌ؛ فلو افترضنا أنّنا نقدّم طلبا للالتحاق بسلك التّعليم في مدرسة ما، فجميل أن نكتب: إلى إدارة... المحترمة، أو: إلى السيّد/ ة ــــــــــ مدير/ ة المدرسة المحترم/ ة. ويُستحسَنُ أن نتوجّه إلى البالغات من الإناث جميعا بكلمة " سيّدة"، متزوّجة كانت أم عزبة، فالأمر ليس من شأننا، وحسنا نفعل إن نزلنا عن استعمال مفردة " آنسة"، فالإناث كلّهنّ سيّدات، تماما كما وهبنا السّيادة للذّكور بلا قيدٍ أو شرط.
10. تؤنََّثُ عند الحاجة كلُّ الكلمات الدّالّة على منصب أو مهنة: وزيرة، سفيرة، مديرة عامّة، وكيلة، وصيّة، قاضية، محامية، رئيسة...(20). ولنا أن نعتمد على القياس في الأمر، متنبّهين إلى أنّ بعض الصّيغ المؤنّثة لم ترد في الاستعمال لغياب من يشغلها من الإناث لأسباب لا تعنيني هنا، أو لحصرها تاريخيّا ودينيّا بالذّكورة، نحو: ملاكة، إلاهة ( في الدّيانات الموحّدة)، كاهنة، خوريّة ( في الكنيسة)، ( لا تستعمل في المشرق العربيّ لغياب أنثى تشغل هذا المنصب الكَنَسيّ، وكذا المناصب الدّينيّة العليا، ونستعمل الثّانية في محكيّتنا للدّلالة على زوجة الخوري)... وما إلى هذا، والقياس اللّغويّ يبيح هذا كلّه، ولكنّ موضوعة القياس قد تسقط أمام الاستعمال، وهذا ما يعرف في علم اللّغة الكلاسيكيّ: " مطّرِدٌ في القياس، شاذّ في الاستعمال"، وإن كانت بعض النّسويّات من النّساء، ولو مزاحًا، يَرَيْنَ أنّ " الله" مذكّر، فنذكّرهنّ بأنّ الشّيطان وإبليس ( في المعجم الدّيني) مذكّران أيضا، وفي السّياقات غير الدّينيّة الموحّدة، لنا أن نفعل ما نشاء، عدا التّغيير في اسم الجلالة(21).
11. آن الأوان لتغيير بعض المسمَّيات الذّكوريّة لمؤسّسات تجمع الجنسين حينا، أو كلّها من الإناث حينا، نحو: نقابة/ منظّمة/ رابطة المعلمين← نقابة الهيئات/ القوى التّدريسيّة، مسار/ صفّ المتميّزين← مسار التّميّز، لجان الآباء/ أولياء أمور الطّلبة← لجان ولاية أمور الطّلبة، دار المعلّمين ←دار إعداد الطّواقم/ الهيئات التّعليميّة، غرفة المعلّمين← غرفة الهيئة التّدريسيّة، قائمة المرشَّحين للبرلمان عن الحزب...← القائمة البرلمانيّة المرشّحة... ، وعلى هذا فلْنَقِسْ، أمّا " بيت المسنّين"، فلْنُبْقِهِ- وأمدّ الله في أعمار الجميع- على ذكورته، فالنّساء، يَبْقَيْنَ عرائسَ مهما طَوَيْنَ من سنين.
12. لايجدي في شيء أن ألتزمَ وحدي بتنفيذ هذه المقترحات أو بعضها، ولن يغيّر في الصّورة أن تنضمّ إليّ مجموعة من طواقم التّدريس، فالأمر يتطلّب تبنيّا من ألسنة وأقلام العاملين والعاملات في الإعلام بوسائله المختلفة، فالجمهور هناك أوسع من أعداد المجموعات التي تتلقّى العلم علينا، في ميادين عملنا، في الأكاديميّات أو في المدارس... ولست متيقّنا أنّ دراسة واحدة كافية لقلب الأمور واجتراح المعجزة... ولذا، هي دعوة للحركات النّسويّة بأن تتوجّه إلى وسائل الإعلام بمن فيها لنقل هذا المطلب وإشاعته.
13. الإبداع ليس وقفا على الكاتب! فلنبدع جميعا... رغم يقيني بأنّ اللّغة بريئةٌ منّا ومن كبائرنا وصغائرنا... وإبداعاتنا، إن هو إلاّ اعوجاجٌ اعتدنا إسقاطَه على الآخر.
حواشٍ
1- تُعقد مؤتمرات دوليّة عديدة كلّ عام، في أوروبا واليابان وأستراليا وكندا والولايات المتّحدة، والجمعيّات النّسويّة والجامعات نشطة في هذا المجال، ومن أشهر هذه الجمعيّات:
BAAL= British Association for Applied Linguistics
COSWL= Committee On the Status of Women in Linguistics
= JALT Japan Association of Language Teachers
International Gender And Language Association = IGALA Organization for the Study of Communication, Language, and Gender = OSCLG
وغيرها، وكلّها تختصّ باللّغة والجندر والأبحاث النّسويّة والألسنيّة التّطبيقيّة، ولها جميعا نشاطات موثّقة، وأدبيّات، ومواقع في الإنترنت.
2- ينظر مثلا قوله تعالى: " والنّخلُ باسقـٰتٌ لها طلعٌ نضيدٌ" ( ق، 10)، وقوله: " تنزع النّاسَ كأنّهم أعجازُ نخلٍ منقعرٍ"( القمر، 20)، وقوله:" ... قالتْ نملةٌ يا أيّها النّملُ ادخلوا مساكنَكُم..." ( النّمل، 18). القرآن الكريم.
3- للاستزادة في موضوعة الجنسنة وعلاماتها في الألمانيّة، يراجع مثلا:
– Paxton, Norman( 1987). German Grammar. Great Britain.
– ברנשטיין, זאב( 1991). גרמנית לדוברי עברית. אוניברסיטת תל אביב: דיונון.
4- - الفرّاء، المذكّر والمؤنّث.
– المبرّد، المذكّر والمؤنّث.
– ابن جنّي، المذكّر والمؤنّث.
– ابن التّستريّ،المذكّر والمؤنّث.
– ابن الأنباريّ، أبو البركات، البلغة في الفرق بين المذكّر والمؤنّث.
– الأنباري، أبو بكر، كتاب المذكّر والمؤنّث.
– ابن سيده، المخصّص. المجلّد الخامس، السِّفران 16- 17، (وهو أوسع ما كتب في هذا الباب).
5- تسهيلا، يراجع: عطاالله، نون الوقاية، الفصل الأوّل.
6- لغة التماشق: لغة أحد بطون البربر في شمال إفريقيا وفي منطقة الصحارى، وهي لغة بربريّة، اعتنق أهلها الإسلام، يتحدّث بها أكثر من مليونين في أنحاء الجزائر وبوركينا فاسو وموريتانيا وليبيا ومالي والنّيجر، ومتحدّثوها يجيدون العربيّة أيضا. ولعلّ أهم لغات بطون هذه العائلة البربريّة هي الأمازيغيّة، والتي هي لغة الحضارة لزهاء عشرين مليونا من سكّان المناطق المذكورة، أي أنّها اللّغة شبه الشّاملة للبربر، وخاصّة لسكّان الجنوب منهم، ولها جذور تمتدّ في تاريخ حضارة المكان إلى أكثر من خمسة آلاف سنة، ومتحدّثوها نشطون اجتماعيّا وسياسيّا في الجزائر والمغرب، وعملوا على إحيائها. يشار إلى أنّ الخطّ الفينيقيّ الذي هيمن على الشّمال الإفريقيّ، هو من خطوط كتابتها الأساسيّة، ولا ننسى دور الفينيقيّين في المنطقة، بما أبقوه من معالم حضاريّة، وما زالت قرطاج وغيرها شاهدا على تلك الفترة.
ثمّة علاقة اشتقاقيّة بين التماشق أو التماجق، والتمازغ والطوارق( الملثّمون)، ولهؤلاء علاقة تاريخيّة بالفتوحات الإسلاميّة، وبطارق بن زياد المتحدّر منهم، والاسم " الطّوارق" ليس مشتقّا من طارق بن زياد، بل هو من " تماشق" أو " تمازج" التي تعني عندهم: الرجال الأحرار، أو لعلّه مشتقٌّ من منطقة تارقة/ فزّان الليبيّة، حيث كانوا، ومنها انطلقوا لشؤون حياتهم، أو لحروبهم ونشر الدّعوة الإسلاميّة، وأصل الكثيرين منهم من اليمن، من الذين جاءوا في عهد الفتح الإسلاميّ في شمال إفريقيّا، واختلطوا مع السّكّان الأصليين وتزوّجوا منهم.
7- هذه هي الحال في الفصحى، أمّا في محكيّتنا- الجليليّة مثلا- فعلامة الإناث تشمل الجنسين، وكذالك علامة الذّكور، وعليه نجد الصِّيَغ التّالية:
1. مين هِنِّ؟- للمؤنّث وللمذكّر.
2. مين هُنِّ؟- للمؤنّث والمذكّر.
3. وينهُِنْ؟- للجنسين أيضًا
4. وينْكُنْ + وينُنْ+ وينِنْ؟- للجنسين أيضا.
5. وينْكُ (و)؟- للجنسين أيضا.
6. وين إنتُ(و)؟، وين رُحتُ(و)؟- للجنسين أيضًا.
7. كتابَكْ- للمذكّر.
8. كتابِكْ- للمؤنّث.
نلاحظ في النّماذج أعلاه ثلاثة أمور:
أ- النون علامة جمع عامّة مع اختلاف في الحركة السّابقة لها: 1+ 2+ 3+ 4.
ب- الحركة قد تميّز بين المذكَّر والمؤنّث. 7+ 8.
ت- الضمّة التي تدلّ على الواو/ الميم - علامتي جمع المذكّر- من باب التّغليب للمذكّر، والتّغليب هو فلسفة اللّغة العربيّة في الشّأن الجنوسيّ أو الجندريّ، 5+ 6.
يشيع "أ" بأنواعه في لغة الشّمال، وفي بعض مناطق فلسطين التّاريخيّة، وفي سوريا ولبنان، وفي الأردن( بلا تعميم)، والأصل في هذا مردّه كما أرى إلى هيمنة اللّغة الآراميّة التي كانت اللّغة الدّوليّة lingua franca قبل العربيّة، وابنتها اللّغة السّريانيّة، ففي الآراميّة:
أنتُونْ للمذكّر( nū’ant) وأنتِن للمؤنّث( antēn’)، الضّمّة والكسرة مشبعتان، ولكنّهما لا تصلان إلى لفظ المدّ كما هي الحال في العربيّة الفصحى. أمّا في السّريانيّة فللمذكّر: attōn’ وللمؤنّث attēn’.
محكيّتنا قريبة من اللّغتين المذكورتين، وقضيّة النّون الجمعيّة الشّاملة، موجودة أصلا في اللّغة الأكاديّة: attunu’ للمذكّر، و: attina’ للمؤنّث، واللّغات الثّلاث تعتمد على الحركة فرقا بين التّذكير والتّأنيث( في ضمير الخطاب المتّصل، حافظت السّريانيّة والأكاديّة على النّون، واعتمدتا على الحركة في التّمييز- كُنْ، كِن). للمقارنة، يُنظر إلى محكيّتنا أيضا "ب". إن كانت هذه اللّغات تعتمد على الحركة، فمحكيّتنا لا تعتمدها، فمن ضمّ قبل النّون كانت هذه لهجته مطلقا للجنسين، ومن كسر قبل النّون كانت هذه لهجته مطلقا. بشأن الضّمائر في الأكّديّة والآراميّة والسّريانيّة، ينظر:
برجشتراسر، التّطوّر النّحويّ، ص. 78، موسكاتي، مدخل، ص. ص. 172- 173،Gray, Comparative, p. 62.
8- الدّورة السّادسة والأربعون، 1980. ينظر: الخطيب،العيد الذّهبي، ص. 146.
9- نضيف إلى هذه الأوزان أوزانا جاءت شاملة للجنسين، وأحيانا للعدد، ومنها: فَعْلٌ( رجلٌ زَوْرٌ وامرأة زَوْرٌ ورجالٌ زَوْرُ ونساءٌ زَوْر)، فُعُلٌ( رجلٌ جُنُبٌ وامرأةٌ جُنُبٌ وقوم جُنُبٌ)، فَعَلٌ( رجلٌ نَصَفٌ وكذا المرأة والقوم، ومثلها دَنَفٌ)... للتّوسّع في هذا ينظر: ابن دريد، أبو بكر، جمهرة اللّغة، 3: 1251، ولمزيد من الأوزان المشتركة، والأوزان المؤنّثة الخالية من علامة تأنيث، يراجع: ابن سيده، المخصّص، 16: 108- 170.
10- عنَتِ الآنسةُ، أصلا، الجاريةَ التي تأنس إليها لطيبِ نفَسِها ونفْسِها أو لطيبِ حديثِها، أو تأنسُ إلى قربها ومحادثتها. وهي كالأنيس دلالة، ولا أعرف، بعد أن انتهى عهد الجواري، ظاهريّا، لِمَ خصّوا غير المتزوّجة بهذا الشّوق إلى حبّك أن تكون قريبا إليها، تحبّ حديثها ونفَسها، أو لِمَ أخرجوا المتزوّجة من هذا الحكم؟ كلّ النّساء أوانسُ وآنسات، أو هكذا يردن، إن لم يكن عند " السّادة أو الأسياد" اعتراض. تنظر مادة أنس في اللّسان، وتاج العروس.
11- ينظر موقع: www.gogay.co.il، رسالة بتاريخ 21/ 06/ 2005.
12- ينظر: إنجيل متّى، الأصحاح الخامس.
13- ينظر: إنجيل يوحنّا، الأصحاح الثّامن.
14- صارت التّغييرات المشار إليها في الإنجليزيّة شائعة في الأدبيّات والممارسة،
وذلك جرّاء عناية الأكاديميّات والحركات النّسويّة بالأمر، ينظر مثالا لا حصرًا: منشورات جامعة مينيسوتا:
University of Minnesota, Style Manual Writing
Guide Bibliography، ومنشورات APA: American Psychological Association، حول استعمال اللاجنسنة في اللّغة، وللتوسّع، باستطاعتنا البحث في مواقع المعلومات( الشنكبوتيّات: شبكة+ عنكبوت، وليست من اختراعي) عن : Sexist & Non Sexist Language/s.
15- لمزيد من التّفاصيل في قواعد اللغةالفارسيّة، ينظر:
– حلمي، كمال الدين( 1992-1993). مقارنة بين النّحو العربيّ والنّحو الفارسيّ. الكويت: ذات السّلاسل.
– لواساني، أحمد( 1972). مدخل إلى اللّغة الفارسيّة. بيروت: ؟
16- والنّصيحة بالرّحيل إلى إيران ( وحدَها)، أوردها " روس كيللي" في مقالة له يحمل فيها على دعوات اللّغات اللامجنسنة، ولقد أضفتُ أسماء للغات وشعوب أخرى، لأنّني أحسست بأنّ الكاتب يتجاوز معاداة النّسويّات واللّغات غير المجنسنة، إلى معاداة إيران حصرًا، والأمر فيه موقف تعصّبيّ غربيّ تشتمُّ منه رائحة العداء. للتوسّع انظر مقاله تحت عنوان Against the Theory of Sexist Language في موقع غوغل تحت هذا العنوان، أو تحت:
http://faculty.ed.umuc.edu/~jamthew/articles/against.html.
17- عطاالله، نون الوقاية، ص. 37.
18- اسم الإشارة للمؤنّث المفرد: ذِ ← ذِهْ، ذِهِ، ذي، تِ ← تا، تي، تِهْ، تِهِ.
19- " قَالَتْ فَذٰلِكُنَّ الَّذِى لُمْتُنَّنِي فِيْهِ وَلَقَدْ رَٰوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِِهِ فَـٱسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَآءَامُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ ٱلصّـٰغِريَن" ( الآية: 32).
20- أقرّ مجمع اللّغة العربيّة في القاهرة وجوب التّأنيث للتّفرقة بين المذكّر والمؤنّث، وذلك في دورته الرّابعة والأربعين عام 1978.
21- يحفظ التّراث البشريّ، العربيّ وغير العربيّ، تأنيث ما عُدّ من آلهة، ولذا وردت كلمة إلـٰهة كثيرا في معتقدات البشر الدّينيّة، وكذا كلمة ربّة، أما في ما بعد التّوحيد، فلا تستعمل هذه المؤنّثات إلا مجازا، وفي منأى عن كونها لفظة مؤنّثة لاسم الجلالة؛ الله، الرّبّ.
المراجع
1. الإنجيل المقدّس.
2. القرآن الكريم.
3. ابن الأنباريّ، أبو البركات كمال الدّين بن محمّد( 1970). البلغة في الفرق بين المذكّر والمؤنّث. تح. رمضان عبد التّوّاب، القاهرة.
4. ابن التّستريّ، سعيد بن إبراهيم( 1983). المذكّر والمؤنّث. تح. أحمد هريدي، القاهرة.
5. ابن جنّي، أبو الفتح عثمان( 1985). المذكّر والمؤنّث. تح. طارق عبدالله، جدّة.
6. ابن دريد، أبو بكر ( 1988). جمهرة اللغة. تحقيق، رمزي بعلبكي. بيروت: دار العلم للملايين.
7. ابن سيده، أبو الحسن عليّ ( ؟). المخصّص. المجلّد الخامس، السِّفران 16- 17، بيروت: دار الكتب العلميّة.
8. الأنباري، أبو بكر محمّد بن القاسم ( 1978). كتاب المذكّر والمؤنّث. تح. طارق الجنّابي، بغداد.
9. برجشتراسر، ج. ( 1997). التّطوّر النّحويّ للّغة العربيّة. تصحيح وتعليق: رمضان عبد التّوّاب. القاهرة: مكتبة الخانجي.
10. حلمي، كمال الدين( 1992-1993). مقارنة بين النّحو العربيّ والنحو الفارسيّ. الكويت: ذات السّلاسل.
11. الخطيب، عدنان( 1986). العيد الذّهبي لمجمع اللّغة العربيّة. القاهرة: دار الفكر.
12. عطاالله، إلياس( 1996). نون الوقاية. الناصرة: سلسلة الثقافة.
13. الفرّاء، يحيى بن زياد ( 1989). المذكّر والمؤنّث. تح. رمضان عبد التوّاب، القاهرة.
14. لواساني، أحمد( 1972). مدخل إلى اللغة الفارسيّة. بيروت: ؟
15. المبرّد، محمّد بن يزيد( 1996). المذكّر والمؤنّث. تح. رمضان عبد التّوّاب، وصلاح الدّين الهادي، القاهرة.
16. موسكاتي، سباتينو وآخرون( 1993). مدخل إلى نحو اللّغات السّاميّة المقارن. ترجمة، مهدي المخزومي وعبد الجبّار المطلبي، بيروت: عالم الكتب.
17. Gray, L. (1934). Introduction to Semitic Comparative Linguistics. New York: Columbia University Press.
18. Paxton, Norman( 1987). German Grammar. Great Britain.
19. ברנשטיין, זאב( 1991). גרמנית לדוברי עברית. אוניברסיטת תל אביב:
דיונון.
مشاركة منتدى
28 كانون الأول (ديسمبر) 2010, 01:21, بقلم كمال علي
جميل ومفيد جدا بحث الدكتور، وكنت ادرس في الولايات المتحدة في الثمانينات وعاينت معاناة اساتذة اللغة الانجليزية من عملية جندرة اللغة وتدخل الحركة النسوية بما تحمله من افكار قد تكون لا فطرية في اللغة. ولكن انا استغربت من تضارب بين متن البحث لدكتورنا الفاضل وبين خلاصة بحثه التي ايد فيها بشكل او بآخر مطالب الحركات النسوية، فقام باقتراح حلول وسط. وقد بين دكتورنا الكريم بأن الجندرة باللغة لا تعني المدلول ذكر او انثى ولكن اللفظ ذكوري فقط سواء كان لاشارة سلبية او ايجابية. ثم قد يفيدنا الدكتور بتعامل القرآن الكريم الفصيح مع هذه الحالات اللغوية.