

تخوم المشيئة
يقولُ طفلٌ فلسطيني:
أنا المنذورُ لصليلٍ على وقع هبوبٍ
استلَّ مهنّده من سطورِ بقاء،
فلم يبقَ للشمس في سقف لهاثي طعم الحجاب.
أفردت أجنحةَ الأجراسِ،
وبسطتُ رغبة التحدي في زحمة التباشير،
وحين جاهرتُ بانسكابي
أرخت الدهشةُ ذؤابتها على جبين المناغاة..
مضيت..، ومضيت بابتلاءٍ
فرشتُ له مدد قناعاتي،
وصيّرني الخيال تاجَ اشتعالٍ
لأباهي بظلّ
أسند لجّته إلى كتفِ بيادري،
ولاذَ بيقين حملَ أصداءَ احتضاني،
والريشة العابثة سحنة مكللة بالامتداد
رسمتني محضَ غرور.
إذن، قم واستنهض غضب الخطوة
في رماد غفا على تخوم المشيئة
نهض خشية أن يغتالوه بالعتاب..
مزنّر طبعي بانعتاقٍ ردّ لي بريقَ العنفوان،
وما زلتُ أناغي المدى في جِفن مدار.
يقولُ الطفلُ الذي نما على نشيجِ أمّه:
وأتلمّسُ دربي هبوباً
على عشبٍ بلا وجهٍ بشوش،
والبيدرُ الفسيحُ طشّ مزاجي المطلق.
ولحزن الحظ، قلّم الغبار
نهوض أديم بساطنا،
وأحصى حَصيات البصر..
لكم في بيابي العيون انبلاج البرق
حيث يسأل
طفولةَ المناغاة وجهاً لوجه عن غليانٍ
مملوء بأراجيحَ على أغصانٍ وجذور.
وأرسمُ سحنةً على أنغام صلاة
تعانقُ هضابَ الدعاء،
فيرتوي الذبول،
والبئر علّقت أمالها
على رِشاءٍ مغلوبٍ على دلوه..
أرجوكم، أكملوا بلل الساعة
في آخر المعلقات،
ولملموا القهرَ المدمّى،
والعيون الغافية في صمت الطريق..
أيها القريب بعنفوان حصار
في يافا وحيفا وعكّا والقدس وكامل التراب..
أيها الثغر العاقر: قادمٌ أنا على صهيلِ أزمنة،
وخَبب بلعنة الطين يتناسل.
أيها المنادى:
كيف استلقت مزاميري في قلقِ وتر؟
تدفق، تدفق أيها البدء،
فأنا المكلوم من الوعيد إلى الوريد،
فلسطين يا فلسطين:
أتسامى في قطوف المحال،
والجمرُ فتنةُ الضلوع،
إذ تجذّر في لهيبه البيان.
أيدري شمع توجسي هذا الأسى
في ضوءٍ تغتاله المرايا؟.
أواه.. كيف مرّ دخان أسئلتي
على أسراب موعد مفتون بالنيّات؟
وكيف يفزّ عطشاً بألف رَثاء،
ويسكبُ سهادَ نزوته في فراشِ زادي،
ويردّدني اتقاد الطين
في هويةٍ مشفوعةٍ بضادِ العروبة..
أيدري؟
يقولُ المقاوم:
وبَصْمَتي ملتاعة في خطوطها الأزلية
تدور في متاهات التفرد.
قالوا: هذا ضباب الهوية،
وعلى باب احترازي انجلت أقاويلُ الشكوك،
فشدَّ الامتدادُ إلى كهنه
براءةَ كواكبي المفتونة بالنجوم،
وهنا، تفجّرَت الأسبابُ، واحتكمنا للأقدار..
سخاءُ النبرةُ عنوانُ صمود
أسفرت عن جناحين وتحليقٍ وشهقةِ مدار.
قالوا: هذا ضباب،
فمنذ قطافٍ وآهٍ
علّمتُ المُضيَ ردَّ الاعتبارِ
كي أبنيَ الخلاصَ بشموخِ الجرح والمنكوبين.