الأربعاء ٢٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم
بِلا جَدْوَى
مَا زِلْتُأُطَارِدُ الهُرُوبَ،وَمَا زَالَيَسْتَغِيثُ مِنْ إِلْحَاحِي.أُحَاوِلُ إِقْنَاعَ نَفْسِيأَنَّ الحُلْمَ لَمْ يَنْتَهِ بَعْد،بَيْنَمَا تَكْشِفُ أَشِعَّةُ الشَّمْسِ أَكَاذِيبِيكَمَا اعْتَادَتْ غَرْسَ سِهَامِهَابَأَجْسَادِ الجُدْرَانِ؛لِتَكْشِفَ هَشَاشَتَهَا وَضَعْفَهَا.لَيْتَهُ لَمْ يَتَخَلَّ عَنِّي..تَرَكَنِي وَمَنَحَهُمْ فُرْصَةَ الانْتِصَارِ عَلَيّ:جَــدِّي،وَبَنْدُولُ السَّاعَةِ،وَتِلْكَ النَّمْلَةُ الَّتِي تَسْكُنُ جَفْنِي.مَا زِلْتُأُسَابِقُ الأَعْذَارَ فِـي الطُّرُقَاتِ،أُلَمْلِمُ شَظَايَا الحُلْمِكَي أَصْنَعَ بِلَّوْرَةً نَقِيَّةً،أَرَاهُ كُلَّمَا نَظَرْتُ إِلَيْهَا.أُغْمِضُ عَيْنَيَّ ثَانِيَةًأَضْغَطُ عَلَى رَأْسِي بِقُوَةٍعَلَّنِي أَتَذَكَّرُ مَشْهَدَ النِّهَايَةْ..لَكِنْ..بِلا جَدْوَى.سَامَحَكَ اللَّهُ يَا جَدِّي.أَتُرِيدُ مُصَالَحَتِي عَلَيْهَابَعْدَمَا احْتَقَرَتْكَ، وَأَلْقَتْكَ وَحِيدًا؟!وَأَنْتَ أَيُّهَا البَنْدُولَ التَّافِهَسَوْفَ أُعَاقِبُكَ بِالتَّجَاهُلْ.أَمَّا تِلْكَ النَّمْلَةُ اللَّعِينَةْ..قَدْ أَنْقَذَتْهَا الأَقْدَارُ مِن انْتِقَامِي.لمَاذَا اخْتَارَتْ جَفْنِيَ مَسْرَحًالِنِهَايَتِهَا البَائِسَةْ؟هَلْ لِتَتَّخِذَ عَيْنِيَ مَقْبَرَةْ؟عَيْنِيَ مَقْبَرَةْ؟!إِذَنْسَوْفَ يَمْتَلِئُ يَوْمِيَ بِالجَمَاجِمَ وَالعِظَامِوِرُفَاتِ المَوْتَى وَأَصْوَاتِ المُعَذَّبِينْ.لَوْنِي دَاكِنٌ حَزِينْ.أَنْفَاسِيَ ممْلُوءَةٌ بَالتُّرَابِ،وَرَائِحَةُ أَحْلامِيَكَرِيهَةٌ مُنَفِّرَةٌيَشْمَئِزُّ مِنْهَا كُلُّ أَصْحَابِي،فَكَالعَادَةِسَأَبْقَىوَحْدِي.-