بقايا إنسان
"كفأر يحاول الهروب من هراوات المشمئزين".........
.... كانت هذا حاله عندما طاردته مجموعه من الأطفال... فيما صرخاته تدوي. كان المارة يتجاهلونه وكأن في آذانهم قطعا من حجارة!!
عندما أبعدتُ الأطفال عنه رفع وجهه من بين يديه ورأيت في عينيه نظرات شكر وامتنان، ومددت يدي بسيجارة كان قد طلبها بإشارة من يديه.
تذكرت أني كنت ذاهبا باتجاه بائع الصحف لأشتري جريدة الصباح وأقرأ أخبارا حفظتها عن ظهر قلب، "لكنها العادة"...!!
.... شغل تفكيري بشعره الأشعث الطويل وعينيه الغائرتين كأنهما بئر عميق، وقدمين خلتا من حذاء، وملابس كأنه جاء بها من عصر بائد، فبدا لي كـ.. " بقايا إنسان "، وها هو هناك علي الجانب الآخر من الطريق يتفحص وجوه الناس وعلامات امتعاض الدنيا ترتسم علي شفتيه...!!
...." كذب – يكذب – اكذب – كاذبون وكاذبات"
سمعته يردد تلك الكلمات عندما اقتربت منه وما زالت عيناه تتفحص الوجوه....!!
وضعت يدي علي أذني لأتفادى ضوضاء رهيبة انبعثت من آلات تنبيه عربات مرت ورأيته ينظر لها كأنها مخلوقات شريرة...!!
علي الجانب الآخر كانت نفس مجموعة الأطفال تسحب كلبا صغيرا بقسوة ولذة... أدهشتني.. في ذات الوقت رأيت " بقايا الإنسان " يجري مسرعا لإنقاذه. حينئذ صدمته سيارة مسرعه ورأيته ممددا علي الأرض وبقعه كبيرة من الدماء تحيطه.
لم يعر أي من المارة اهتمامه بالجسد الممدد علي الأرض، كأن على أعينهم قطعًا من طين..!!
... حينما اقتربت من بقايا الإنسان الممدد علي الأرض، رفع لي عينيه الغائرتين بابتسامه امتلأت بآلامه الرهيبة، وسمعته يقول كلمات " إلى الآن لم أفهمها.
كان يقول لي: " وداعا... وداعا صديقي المجنون".. قالها ثم.......... مات. مات بقايا الإنسان!!
مشاركة منتدى
14 أيلول (سبتمبر) 2005, 08:41
والله هذا لذيذ
18 أيلول (سبتمبر) 2005, 08:00, بقلم أمل إسماعيل محمود
تحية لرفيق الحرف/ محمود إبراهيم
وتسعد ديوان العرب بتواجد نبض حرفه على صفحاتها..
ونأمل أن يتواصل معنا دائما إن شاء الله ويروي المجلة من حرفه الندي..
سلمك الله وبارك نبض حرفك.
19 آذار (مارس) 2007, 15:00
انت لم تفهم هذه العبارة التي قالها لك بقايا الإنسان ؟ كيف ذلك؟ أم أنك أردت أن تعرف كيف فهمها فريق القراء و المعلقين . لا بأس أنا سأقول لك ماذا عنى بهذه العبارة
إنه عندما حاول أن ينقذ الكلب من مصيره المؤلم في أيدي الأطفال العابثين الذين اختفت البراءة منهم أم أنها لم تتجرأ على الاقتراب منهم ، دفع حياته ثمنا لهذه المروءة فعرف أنه مجنون لكنه لم يكن يدرك أن هناك مجانين مثله إلا عندما رآك تقترب منه علك كنت تحاول مساعدته دون أن تشعر أنك ممكن أن تدفع حياتك ثمنا لهذه الشهامة أيضا.فأنت صديقه المجنون . يا أخي أنت في عالم انعدمت فيه الأحاسيس و المشاعر النبيلة و المروءات . انتبه.
8 آذار (مارس) 2008, 13:45
بقايا انسان
من زمن الطوفان
نوفل القحطان
8 آذار (مارس) 2008, 13:48
كاد القلق يبددنى هباء
لان قدمى افتقدتا حذاء
الى ان شاهدت من يومان
شخص بلا قدمــــــــان
نوفل القحطان