الأحد ٢٥ شباط (فبراير) ٢٠٢٤
بقلم محمد عبد الحليم غنيم

بحيرة

تأليف: ماتياس سفالينا

لقد قطعت يدي بالمنشار الكهربائى، ها هى مستقرة هناك علي البنك الخشبي، كدت أفقد الوعي، لكن لم يحدث. قمت بلف قطعة قماش حول يدي وجذعى، ثم اتصلت يالرقم 911، أخذت يدي وخرجت من الورشة،وأنا ما زلت علي وشك الإغماء، لذلك أردت أن أكون حيث تراني سيارة الأسعاف.

جلست علي الرصيف، أحمل يدي المقطوعة فى يدي غير المقطوعة، بدا الأمر وكأنه مزحة.

اقتربت مني امرأة وطفل رضيع بين ذراعيها. كنت أتوقع منها أن تسألني إذا كنت بحاجة إلى مساعدة، لذلك أخبرتها أنني اتصلت بالفعل برقم 911. كان الدم قد جعل سروالي الجينز أسود وثقيلا.

أعطتني المرأة الطفل. كان الأمر مفاجئًا لدرجة أنني أسقطت يدي المقطوعة حتى أتمكن من حمل الطفل. استدارت وسارت إلى سيارة دودج كوميت زرقاء ركبتها وانطلقت بها بعيدا، كانت قطعة القماش قد تراخت من علي يدي، وكان الدم ينزف من جديد، لقد أغرق الطفل بالدم تقريبا.

اقتربت صفارات الإسعاف عبر الحي. بدأ الطفل فى البكاء.

عندما دخلت سيارة الأسعاف الشارع، كنت قد بدأت أفتقد وجودها، بدا النهار لي وكأنه قادم الي من خلال درع سميك من الزجاج الشفاف، جائني المسعف وسلمته الطفل، كان الطفل مغطي بالدماء، بدأت الأمور في غاية السوء، سألني:

 ما خطب هذا الطفل ؟

قلت:
 لا أعرف. ليس طفلي؟

سأل المسعف:
 لمن هذا الطفل ؟

قلت:
 لسيدة ما. وقد غادرت بالسيارة.

قام فريق الطوارئ الطبية بإعادة الطفل إلى سيارة الإسعاف. انتظرت دوري. بدا من الوقاحة الدخول قبل الطفل.

ثم بدأت سيارة الإسعافب التحرك. ودخلت على الطريق المسدودة للالتفاف والعودة إلى المستشفى. وبمجرد مرور السيارة بجواري رفع المسعف بأبهامه لأعلي. رفعت جذعي النازفة كنوع من التحية له.

أتصل بالرقم 911، لأن الطفل سرق بسيارة الأسعاف الخاصة به، كانت يدى في التراب وسط الشراع، اخذتها،و حاولت أزالة الأوساخ من أجزاء الدم عن الطريق فرقها بالسروال الجينز.

عادت السيارة دودج كوميت الزرقاء وتوقفت أمامي،توقف المحكر. انحنت المرأة وتدحرجت عبر النافذة. وتحرك جسدها بشكل إيقاعي وهي تدير ذراع النافذة القديم، وسألتني من النافذة:

 أين الطفل؟

قلت:
 جاءت سيارة الإسعاف و أخذته.

ثم أضفت:
 لقد قطعت يدي.

قالت المرأة:
 حسنا، أريد عودة ذلك الطفل. ما كان ينبغي أن أعطيه لك أبدا.

كانت تدخن سيجارة، وألفت بعقبها من النافذة.

عندما وصلت الي الأسفلت تدحرجت نحوي، دست عليها بحذائي.

عندئذ أغمي علي، عندما أفقت كانت المرأة جالسة بجواري. كانت السيارة أمامنا لا تزال متوقفة عن العمل. كانت تمسك بإحدى يدي وتصافحني باليد الأخرى.

قالت المرأة:
 سوف أخذ هذه اليد.

قلت:
 لا، أنها يدي، أحتاج هذه اليد لأعيدها الي ذراعي.

قالت:
 لقد أعطيتك الطفل. أنها اذن مقايضة عادلة.

قلت:
 لكن المسعفين هم الذين أخذوا الطفل.

قالت:
 حسنا، هذا شانك.

ثم فقدت الوعي مرة أخرى وأفقت في سيارة إسعاف، كان فريق المسعفين رجالًا مختلفين، الأمر بدي غريبا لي في هذة المرة،من بينهم كانت هناك سيدة.

سألت المرأة من فريق المسعفين الجدد:

 أين يدي؟

قالت:
 لقد قطعت.

قلت:

 نعم، لكن المرأة أخذتها. أين تلك المرأة ؟

قالت:
 لا أعرف ما الذي تتحدث عنه. الآن استلق للوراء. أنت تفقد الكثير من الدماء.

استلقيت على نقالة. لم أستطع أن أشعر بيدي. لكن بعد ذلك، لم أشعر بأي شيء.أدركت لاحقًا أنهم أعطوني الأدوية المسكنة، لكن في ذلك الوقت افترضت أنني على وشك الموت.

قلت للمرأة المسعفة:
 أنا أموت.

كانت تضع لفةا من الشاش في فمها، وتغمغم بشئ ما، لم أتبين منه ما يشى بأنه رد على ذلك.

(النهاية)

المؤلف: ماثياس سفالينا / Mathias Svalina. شاعر أمريكي وكاتب مشهور، ولد ماتياس سفالينا في شيكاغو. يعيش فى لينكولن – نبراسكا. حصل علي درجة الدكتوراه في الكتابة الأبداعية. قوم حاليًا بتدريس الكتابة والأدب في دنفر، كولورادو.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى