الوطنية في أشعار رفاعة رافع الطهطاوي
المخلص
الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي من اهم رواد التقدم في عصر النهضة . صاغ رفاعه فکر النهضة با سلوب يجمع بين ثقافة الشرق و ثقافة الغرب و بشکل عام انّه رائد مجالات الترجمة و التعليم و الصحافة و ايضاً نضيف اليهم الشعر الوطني و الثقافة العامة. فهو اول من کتب الشعر الوطني بهذا التکثيف. کان رفاعة من قادة النهضه العلمية في مصرفي عهد محمد علي باشا و للشيخ حسن العطاء (من کبار علماء الازهر) الاثر البالغ في حياتة و تفکيره.
کلمات مفتاحية : رفاعة رافع الطهطاوي – الوطنية – البعثة
المقدمه:
يتناول مقالي هذا حول ماکتب من قصائد و اشعار وطنية للشاعر رفاعة رافع الطهطاوي، حيث يعتبر من الرواد العظماء في حرکة النهضة العربية و الثقافية في العصر الحديث. و خير دليل علي ذلک ربط مابين الاصالة و المعاصرة من خلال احيائه للکتب التراثيه و ترجمته للکتب الغربية.
الهدف الذي نتطرق اليه في هذا المقال، الجانب المهم قدلايعرفه الکثيرون عن الطهطاوي و هو اشعاره الوطنية . و تم تلحينها علي الموسيقات العسکرية و ابدع بهذه الاشعار و نظم من قصائد سجلت انتصارات الجيش الوطني ضد الاتراک و الاروبيين.
و بعد دراسة حول حياته الشخصيه ندرس هذا الاتجاة من اشعار رفاعة رافع الطهطاوي و ماتوول اليه.
نبذة عن حياة الشاعر
نشأته
هورفاعة بن بدوي بن رافع ولد في مدينة طهطامن صعيد مصر سنة 1801. اعتني به ابوه رغم مرورة بضائقة مالية، فرضت عليه التنقل بعائلته من قرية الي اخري الي أن استقر المقام بهم في القاهرة. قراء القرآن و تلقي العلوم الدينيه و دخل الازهر و صارمن العلماء و تفرد بالسبق عن الاخرين و تسامت شخصيته الی عليا المراتب فاستوفی علوم الازهر فی ذلک العصر . في سنة 1824 عين واعظا و اماماً لاحدي فرق الجيش الذي اسسه محمد علي.
فی فرنسا
لما جاء عهد البعثات العلميه طلب محمد علي من الشيخ حسن العطار أن يرشح له اماماً يوم البعثة المصريه المتوجه الي باريس فرشح الطهطاوي لتلک المهمه فتوجة رفاعه الي فرنساسنة 1826. قدم الطهطاوي نموذجاً مثالياً للدور الذي يمکن أن تلعبه الفرديه في التاريخ و کان حلمه هو مستقبل مصر.
انّه ذهب الي باريس ليس للوعظ فقط بل جمع الی ثقافته الازهريه تقافة الروبا و علومها و آدابها فاقتبس منها الشي الکثير منها اللغه الفرنسية و العلوم المختلفة الذی جمعها علی صدره و اکبّ علی المطالعة و الترجمة و من ضمنها اتصل بعلماء فرنسا و بحياته الراقية و ازدهرت روح الادبيه علی ضوء الحضارة الغربية.
العودة الی مصر (1831)
لماعاد رفاعة الی مصر تولي عدة مناصب فی التعليم.
أنشاء محمد علي مدرسة الالسن سنة 1841 لتخريج المترجمين حين اشتدت الحاجة اليهم فی ترجمة الدروس الی الطلاب و نقل الکتب الطبية و العسکرية الی العربية و جعل ادارتها الی رفاعة بک الطهطاوي. حتی اذا اخرجت طائفة من افاضل المترجمين تألف منهم قلم للترجمة سنة 1842 برئاسة رفاعه بک و اضطلع بترجمة کثير من الکتب العلميه و الاجنبيه في مختلف العلوم الحديثه.
وظل جهد رفاعه يتخلص بين ترجمة يتخلص بين ترجمة و تخطيطا واشراق علی التعلم و الصحافه.تولی رفاعة الطهطاوي الاشراف علی «الوقائع المصريه» الي سنة 1850 و لماکان عهد اسماعيل اسندت اليه نظارة «مجلة روضة المدارس» الی أن ادرکته الوفاة سنة 1873.
اعماله
انشاء مدرسة الالسن و تأسيسها عام 1835 م.
ثحرير جريدة الوقائع المصريه
تحرير مجلة روضة المدارس
دعوته الی التجدد و الايمان بقيم انسانيه جديدة فی الفکر و العمل
من مولفاته
1- تخليص الابريز فی تخليص باريز
2- مناهج الالباب المصرية فی مباهج الاداب العصريه
3- المرشد الامين للبنات و البنين
4- انوار توفيق الجليل، فی اخبار مصر و توثيق نبی اسماعيل
5- نهاية الايجاز فی سيرة ساکن الحجاز
واهم ما ترجمها من کتب
مواقع الافلاک في وقائع تليماک الذي ترجمه عن کتاب فيلنون قلائد المفاخر في غريب عوائد الاوائل و الاواخر الذي ترجمه عن کتاب ديبنج.
کان رفاعة الاطهطاوي اول رائد لنهضة العلم و الادب فی النصف الاول من القرن التاسع عشر. تنموفيه روح الحب الی الوطن منذ صغره و تلقاها من ايمانه الصادق و خلوص نيته. عاطفته الوطنية العميقة المستأصله في نفسه الحساسه فجادت قريحته و هو في باريس بقصيدة عبرفيها الحنين الي الوطن، قال فی مطلعها:
ناح الحمام علي غصون البانِ فاباح شيمةَ مغرمٍ و لهانِ
عندما ننطر الی القصيدة التاليه نری فيها عما يجيش في نفسه من اکرام العواطف و قد قدمهاهو بقوله «وقلت ايضا الوطنية» فالروح الوطنيه تتمشی حتی في تقديمه لقصائده قال:
***
***
***
***
***
*
***
و لا شک أن رفاعة قد استلهم شعره من مفاخر الجيش في عهده و کان الانتقال الی البيئه العسکريه تأثير شديد في تطوير حياته. اذ رسخ فيه الاحترام للنظام و الاحساس بالدفاع عن الوطن و الصلابة في مواجهة الاخطار.
و قال بوصف الجيش
***
***
***
***
و هکذا تأثر الشاعر و الاديب بالعصر الذي يعيش فيه و البيئة التي تحيط به ويصور الحياة علی عهده فکأنّما هو قطعة من عصره او مرآة تنطبع فيها مشاهد الحياة السياسية و الاجتماعية و مظاهر الحالة.
و تتجلی روح الوطنيه المتطلعه الی الحرية فی تعريبه نشيد الحريه (المار سيليز) فی نفس لا تميل الا الی ما هو محبب اليها فهذا النشيد قد استنار و لا شک اعجاب رفاعة رافع حتی مالت نفسه الی تعريبه و اظهار ما احتواه من العواطف الوطنيه الفدائيه في حلة عربية قشيبة.
الخاتمة
لقدکان رفاعة اول من وضع الافکار النظريه موضع التنفيذ و انتج اعمالاً فکريه. انه احد قادة النهضة العلميه في مصر و العالم العربي خلال القرن التاسع عشر. أما عن الدور الکبير الذي قام به الطهطاوي في تطوير الادب العربي موثر الی ابعد حد حيث اخرج اللغة العربيه من عزلتها الثقافيه المزمنه واوصلها بتيار الفکر الغربي من خلال ترجمة مايقرب من الفي کتاب نقل فيها هو و تلاميذه المعارف و اللعلوم الحديثه. و هناک جانب آخر من الطهطاوي و هو ابتکاره لفن الاناشيد الوطنية بعد ان اعجب فی فرنسا بنشيد (المارسيليز) و ترجمه الی العربيه و کتب العديد من الاناشيد اطلق عليها اسم الموطنيات و کان الطهطاوي اول من ابتکر هذه المنظومات في الادب العربي و من منظوماته (يا صاح حب الوطن ... حلية کل فطن) و (ننظم جندنا نظما ... عجيبا يعجز الفهما)
قائمة المنابع و المصادر
1- احمد حسن الزيات تاريخ الادب العربي، دارالمعرفه بيروت، ط 9 ، 2005 م .
2- حنا الفاخوري: تاريخ الادب العربي العصر الحديث، دارالجيل، بيروت، 2005 م
3- رفاعة رافع الطهطاوي: تخليص الابريز فی تلخيص باريز، کلمات عربيه للترجمة و النشر، 2001 م.
4- عبد الرحمن الرافعي: شعراء الوطنيه في مصر،دارالمعارف القاهره 1954م .
5- محمد سليمان: الطهطاوي روية من قريب، مکتبة الاسکندريه، د. ط.
مشاركة منتدى
27 كانون الأول (ديسمبر) 2016, 21:17, بقلم تانمیت
نبد ممتازه جدااآاا