السبت ٧ تموز (يوليو) ٢٠٠٧
بقلم
الليل رفيق رحلتي الدائم
أيها العالمأيّها العالمُ البائس،إنَّ جميعَ من حولك يضعونَ أمانيّهم كلّ ليلةٍ عند النوافذ،لتجرفها الرياحُ بعيداً..ما أعظم هذه الفكرة التي تبدو قمّةَ الإبداع..لا أعني أنني راغبةٌ في هذا الأمر،أو أنني مؤمنةٌ بحدوثِ المُعجزات،ربّما لا أجدُ نفسي في بعضِ الأحيان،ولهذا كانتِ الأصواتُ تتكاثرُ من حولي بطرقٍ مماثلة.إنَّ ما أقولهُ ليس بدافعِ شيءٍ أو محاولة للمعرفة،ولكن ما يجعلُ الأمر هيّناً،هذا الظلام حين يبعثُ قصائدَهُ الساحرات.البحر يختلس النظراتأيّتها الجبالُ الشاهقة..هي ذي أنا كشجرةٍ لا تبالي بعصفِ الريح،مهما تقطّعتْ أغصانُها.على الطُرقاتِ رأيتُ ظلّي،فهو مرئيٌّ ولكنه غير ملموس..ساكنٌ ذلك البحر يختلسُ النظرات.أيّها الرُبّانُ حان موعد رحيلك، فلن تغرقَ سفينتُكَ بعد الآنيا ترى كيف أزرعُ الأشجارَ في تربةٍ فقيرة؟إنني أعترضفلن أصبحَ طائراً يفرُّ من عشّهِ طلباً للحريّة،لن أصبحَ نجمةً تخرُّ لتكون متألّقة.اصمتوا هُنيهةً سأتحدّثُ وللمرّةِ الأخيرة،ما أن أجمع الأضواءَ في حقيبتي..كنت أهمسُ بصوتٍ خافتٍمن غير أن أعلمَ متى هبّتِ العاصفة.مشهد بطوليإنَّ بقائيَ هو اختصارٌ لوجودي المعدوم،لطالما كنتُ المنهزمةَ في كلِّ المعارك..فكثيراً ما تراودني الأفكاربأن أتخلّى عن نفسي مثلاًأو أدعني وأرحل،غير أنَّ هذا الليل وهو رفيقُ رحلتي الدائم،مشهدٌ أخيرٌ لبطولتي التي لن تنتهي..على الطرقِ سألملمُ لحظاتٍ واهية،هي ليست شائقةً إلى حدٍّ يجعلني أعدل عمّا أردت فعله،إلاّ أنني أختلقُ ذلك دون قصد،ربّما رغبة في البقاء.فليس لهذا العالمِ منافذ خلاف لما تقتضيه الروحكهذه السماءِ التي تتلوّن،لتعبرَ خريف هذا العمر من دون لقاءٍ مسبق.أين ستلقي الأضواءُ رقصاتِها السحريّة؟لمن ستغدو هذه الصرخات الممتلئة حقداً،حين يموتُ الربيعُ مثل ذاكرةٍ منسيّة؟