الجمعة ١٩ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٧
بقلم أحمد مروات

الفنانة المبدعة سناء المصري

رقيّ الفن التشكيلي والنشاط التطوعي الخيري..

للفنانة الفلسطينية المولد الأردنية الإقامة ذوق جميل باختيار ألوانها التي تعطي للوحة النطق بعد الصمت ...
فبإمكانها أن تعطي للشجرة لونا ربيعيا أو خريفيا حيث يتناغم الناظر معها بإحساس متكامل ..
أعمالها لاتخلو من الانطباعية الواضحة .. هي مبدعة وقبل كل شيء إنسانة تمتلك في جعبتها الحس الرفيع الممزوج بالأمومة وبحب الطبيعة وجمال الزمكانية ..

حين تلامس ريشتها الكربون الأبيض الصامت تبدأ بتشكيل السلم الموسيقي وتوزع بريشتها النوتات لتصبح اللوحة متناغمة ليرقص لها الناظر طربا وسرورا... وبعد اللمسات الأخيرة يصبح العمل لحنا وضوءا وطبيعيا لتخدم العمل بمصداقية الذي بدونه تمسي اللوحة مسطحا لا جمال فيها ولا روح..

سناء ترسم الأمل بكل فرحة من خلال الغصن الشامخ الذي يمتع الناظر بلونه البهي الذي مازال ينعم بالحياة ..
هي مبدعة في الفن التشكيلي وناشطة في الأعمال الخيرية من خلال معايشتها للهم الإنساني الذي تفجر عندها عندما فقدت ربيعة قلبها وابنتها التي تحدت الموت بكل جرأة وبسالة في داء التهاب السحايا الذي لم يمهلها العمر المديد.. رحمها الله ..

هذه التجربة الصعبة أصبحت التزاما منها بعدم الصمت والالتزام بالعمل الميداني التطوعي لتصبح جندية في صفوف الدفاع عن هذا الوباء الخطير ...

لربما استطاعت سناء أن تعيد الحياة لمن حولها بما أبدعت فقد كان ثمن الدواء لهذا المرض لوحة من لوحاتها التي بادرت بالتبرع بها من خلال معارضها ...

في هذا المقام كرست المصري جهدا عرقا ووقتا لتكون على رأس هذا العطاء .. وهي ترأس اليوم جمعية مكافحة التهاب السحايا في عمان التي تأسست عام 1995 وهي منظمة غير هادفة للربح وتعتبر الوحيدة من نوعها في الأردن ..
رئيستها الفخرية سمو الأميرة عالية بنت الحسين المعظمة والتعظيم والجلال لله ..

إذ جاءت هذه الفكرة والملفتة للنظرة الوطنية من الفنانة سناء المصري التي فقدت ابنتها بنفس الداء حيث دأبت على تأسيسها بكل جهد وصبر ومتابعة..

لكي تخدم كل محتاج أو لكل مريض الم بة هذا المرض الخبيث وكانت دعائم الجمعية من لوحاتها الفنية الخالدة ..
إذ أنها اجتهدت منذ تلك الفترة بالاشتراك مع متطوعين وأطباء على العمل الدءوب للقضاء على هذا الوباء الخطير ..
لعلني في هذه المقالة لست بالخبير في الصياغة الأدبية أو عن التعبير الكافي لكي تأخذ حقها هذه المبدعة التي جسدت صورة الخيال بالواقع وحاولت وتحاول بفنها الراقي أن تمسح دمعة مريض الم بة داء ليس له دواء.. ولما لا فكثيرا من هؤلاء العصاميين الذين حاكت طموحهم السحاب أضحوا لبلدهم الكثير الكثير ..
لابد لي من توجيه لفتة مهمة إلى المسؤلين عن جائزة وسام القدس الرفيعة للإبداع بأن تكون هذه المبدعة سناء المصري على رأس قائمة التكريم ورحم الله صالح عون الله ( أبي عصام )

رقيّ الفن التشكيلي والنشاط التطوعي الخيري..

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى